اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > معرض بول كلي "بوليفونيس" فـي مدينة الموسيقى..تأثير الموسيقى فـي بول كلي

معرض بول كلي "بوليفونيس" فـي مدينة الموسيقى..تأثير الموسيقى فـي بول كلي

نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 06:05 م

عباس المفرجيكان بول كلي في العاشرة من العمر، عام 1889 ، عندما ذهب أول مرّة إلى الأوبرا ـ " تروبادور " لفيردي . كانت التجربة حاسمة ، وحتى نهاية حياته ستظل الموسيقى ملازمة له أبداً . والده هانز ، كان أستاذاً للموسيقى ، يعلّم العزف على الكمان ، الأورغ والبيانو في برن .
 أمه ايدا فريك ، درست الغناء والعزف على البيانو . بول الصغير نفسه ، كان يعزف الكمان ، بشكل جيد يكفي لأن ينضم إلى اوركسترا برن في عام 1896 ، وهو في سن السابعة عشرة . كان حينئذ مهووساً بباخ وموزارت . ثم تعلّم الآلتو [ الكمان الأوسط ] وأسس فرقة رباعية وترية في 1903 . قبل ذلك بأربع سنوات ، التقى عازفة البيانو الشابة ليلي ستومبف . قاما معاً بفك رموز مجموعة باخ ، قبل أن يرتبطا بالزواج  في عام 1906 . تتذكر ليلي ، بعد سنوات : (( احتلت الموسيقى مكاناً حيويا في حياتنا العادية . وعزفنا ، أنا وكلي ، في أماكن خاصة كما أمام الجمهور . كان عازفاً رائعا على الكمان . ))rnلكن الرسّام الأكثر روعة والفنان ما زالا يحجبان الموسيقى . هذا غير صحيح ، فلكي تفهم الواحد، عليك أن تمر عبْر الآخر ، وهذا ما يذكرنا به المعرض الممتاز الذي يقام في مدينة الموسيقى . ممتاز ، لأنه لا يكتفي بتلخيص التلميحات الموسيقية في أعمال كلي ، بل يحلل كيف حدد التأليف الموسيقي التأليف التشكيلي وكيف تنتقل المفاهيم ــ البناء، والتكرار، والإيقاع من فن إلى آخر . وممتاز أيضا ، لأن كلي هو واحد من المبدعين الرئيسيين في القرن العشرين ، تجسّد إبداعه في أكثر من مئة عمل، لا يمكنها إلا أن تمدّنا بالغبطة.ثلاثة خيوط  تتشابك طوال طريق متسلسل تاريخيا . الأول هو تاريخي وسيَري . أنه يُنشئ مكانا هائلا محتلا بالتعليم والممارسة الموسيقية في حياة وأيام كلي ، سواء في برن أو في فايمار وديساو ، حين يكون كلي واحدا من معلمي الباوهاوس [ حركة فنية ومعمارية ] . ويروي لقاءاته مع المؤلفين الموسيقيين وفناني الأداء . ويُظهِر ميول كلي القديمة ــ باخ ، موزارت ، بتهوفن ، برامز ــ والمعاصرة ــ شوينبرغ ، بارتوك ، سترافنسكي ، هندميث . في المعرض، رسائل، وصور، وكتب، ومحفوظات، وكان يمكن أن يكون هناك أكثر ، لكن مارسيلا ليستا ، أمينة المعرض ، تجنبت بحكمة تراكمات وافرة من شأنها فقط تأكيد ما هو - على كل حال - شديد الوضوح . وبإدخالها أعمال مارك، وكاندينسكي أو آرب ، فإنها تذكّر بنفس الدقة كم كانت هذه التبادلات مهمة لطليعيي النصف الأول من القرن العشرين .الخيط الثاني ، الأكثر أهمية ، يربط معا الأعمال التي  وفقا لطرق متغيرة وتبعا للحظات تنتقل في البصري إلى فكرة أو قاعدة موسيقية . هذا الانتقال يمكن أن يكون بسيطا ، ذهاب على سبيل المثال إلى فكرة الرنين . لوحة " كاريير " [ سيرة مهنية ] ، في 1915 ، هي بالألوان المائية ، والعنوان يشير إلى الموضوع . لكن القطع الحجرية هي رباعية الأضلاع مع ألوان تتناوب بين المَغْرة، والوردي، والرمادي والأصفر كي تنشئ أصواتاً وإيقاعا .العلاقة يمكن أن تكون أكثر تعقيدا . في بداية الثلاثينات - كان مدرسا في ديسلدورف - انهمك كلي في بحوث حول البوليفوني منها: التشابكات بين الخطوط الموسيقية والغرافيكية، والتناوب المحسوب للنغميات، والفواصل في الزمن أو على سطح الورقة. انه راكم المئات من أنماط وعناصر، غالبا مفسَّرة لنظرية تحليلية للإبداع .لو أن هذه الكلمات الخطيرة ستتيح الاعتقاد بأن العمل يصبح ممارسة صارمة لنظام مكتمل ، إذن تبقى حرية الارتجال تامة . في التراكيب الأكثر نظامية في المظهر ، لوحة " صليب وأعمدة " ( 1930 ) ، أو " ضوء وحواف " ( 1935 ) ، لا تكون التناظرات العمودية والأفقية تامة أبدا ، ولا الألوان تتكرر على نحو مماثل تماما . ثم ما هذه العيوب غير المصوَّبة، وهذه التفاوتات الطفيفة، وهذا الاضطراب الراقص، والتي تجعل كلها من هذه الأعمال بهجات خالصة . يبدو أن كلي يصوغ ، بعذوبة ، قواعد للإحباط، عارفا أن الحياة هناك، في هذه الحرية، التي غالبا ما تنساب نحو السخرية والسخف .الخيط الثالث هو - والحالة هذه - موضوع اللعب . اللعب مع الأساتذة ، مع موزارت خاصةً، الذي هو نفسه لاعب، والذي أحَّب منه كلي أكثر من أي شيء آخر " كوسي فان توتي " ــ قصة اللعب والمسرّات . اللعب مع الأشكال : من أجل لوحة " حديقة فنية تجريدية "، يحوّل كلي الأنغام إلى أشجار . اللعب مع العناوين : " رعوي  ، " لوهنغرين في السينما " . اللعب مع تقاليد المسرح : في الباوهاوس ، ابتدع كلي بعض دمى الماريونيت الهزلية . في عامي 1939 و 1940 ، حين حرمه المرض ، الذي توفي بسببه ، من كل شيء سوى الإمساك بقلم رصاص ، كانت تخطيطاته الأخيرة مكرّسة للطبول ، البيانو ، الهارب والكمان .عن صحيفة " لو موند "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram