علي القيسي لن نأتي بجديد حين نتحدث اليوم عن الفساد الذي بات يمثل الآفة الهائلة التي ابتلعت وما تزال، كل المنجزات المتحققة بعد 2003 ، فضلا عما يعنيه الفساد من هدر كبير بالجهود الخيـّرة الرامية الى بناء العراق الديمقراطي الجديد.
اقول لن نأتي بجديد بعد هذا الكم الواسع من المواد التي بثتها وسائل الاعلام المختلفة عن اوجه الفساد المتنوعة، ولم تترك صغيرة او كبيرة عن الموضوع الا وتناولتها حتى اصابنا الملل من ذلك.ولم تتزحزح حيتان الفساد عن موقفها المشين بل باتت تتناسل كالجرذان، فما جدوى كل الذي قيل ان لم يفت بعضد هؤلاء الفاسدين، وقد ازدادوا شراهة في اخذ الرشوة والاثراء الشخصي من المال العام دون خوف او خجل حتى اصبحت بلادنا اكثر دول العالم فسادا ً وهذا شيء محزن للغاية، هذه حقيقة وليست نظرة سوداوية ، والكل يعرف ان الفساد مستشرٍ في دوائرنا اسوأ مما نقول ونتخيل.rnان الحديث عن الفساد والمفسدين ولكثرة ما تكرر صار صوتا ًبلا صدى، كون شياطين الفساد لها"اذن من طين واخرى من عجين" وهي سادرة في غيها دون تقهقر او رجوع عما درجت عليه، ففي الاسبوع الماضي اعلنت هيئة النزاهة عن القبض على موظف كبير بدرجة وكيل وزارة متلبسا بجرم الرشوة دون خجل او حياء وبعد كل الحملات الاعلامية والتوعوية التي بثت.rnمن هنا ينبغي على الجهات المعنية ان تستحدث استراتيجية جديدة في مكافحة الفساد تعتمد الاجراءات العملية والميدانية في ذلك،فقد لمسنا مثلما لمس غيرنا، ان الباب الواسع الذي يلج منه الفساد هو صلاحيات التعيين في الوزارات والدوائر التي منحت للمسؤول، فقام هو دون حسيب او رقيب بتعيين اخوته واقربائه وابناء عشيرته ليكونوا بمثابة جسر يوصل الى خرائب السوء، التي يسكنها الفساد ماداموا في مأمن من العقاب ، وهم بحكم القرابة يزوقون للمسؤول طريق الرذيلة.rnومن اجل سد الذرائع وقطع طرق المفسدين وتفكيك تحالفاتهم الشيطانية المريبة ينبغي ان تناط اجراءات التعيين بدائرة مختصة مستقلة تخاطب من جميع الدوائر الحكومية التي يتوفر عندها شاغر، او بحاجة الى اختصاصات معينة لتقوم هي الاخرى بالاعلان عنها ويتم التعيين عن طريقها دون التفريق بين زيد او عمر، كل حسب كفاءته وشهادته وقدرته المهنية . rnوهذا جزء من حل يصب في مكافحة فساد بعض الموظفين الوالغين في مستنقع الفساد.
كلام ابيض: صلاحيات التعيين
نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 08:18 م