عامر القيسي خبر يقول "بنت امرأة ستينية العمر كوخا على شارع رئيسي (مدخل كربلاء بغداد) تكوّن من عدد من فضلات البناء والصفائح المعدنية والعلب الكارتونية التي جمعتها من الأنقاض والنفايات .وقالت المرأة لمراسل وكالة نون الخبرية، انها من سكنة محافظة النجف وهي تعيش في هذا البناء الذي بنته بنفسها وبدون مساعدة من أي احد منذ شهور واضطرت للعيش في هذا المكان
بعد ان تم طردها من قبل ابنائها وعدم تحمل أي احد منهم نفقاتها العلاجية والمعيشية.واضافت ان بعض المحسنين من المارة يقدمون لها الطعام وبعض المساعدات المادية التي لا تكفي سوى لشراء الخبز فقط وتدعو أي انسان ممن لديه القابلية على مساعدتها لأننا في فصل الشتاء وليس لديها أي مأوى آخر اذا أمطرت السماء."الخبر مع صورة لا يستطيع انسان ان يكذبها ، والخبر والصورة هما حقيقة أوضاع آلاف من العراقيين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم ولا بيتا يؤويهم ، وبغض النظر عن الاسباب التي تعبر ايضا عن مأزق اخلاقي ، فان هذه الحقيقة وحدها هي وصمة عار في جبين اولي الامر منّا ، هكذا مفترض ، والقائمين على أمور البلاد والناس . الصورة كما شاهدتها ، لو لم تكن مع الخبر لاعتقدت انها ربما في بلاد من البلدان التي تستجدي الخبز من الدول الغنية وليس في بلد من بين اغنى البلدان في العالم .. ولكن ما الفائدة " اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور " كما يقول المثل الشعبي العراقي. ماذا لو افتينا رجل دين في حال حكامنا اليوم وحال هذه المرأة اليوم ايضا . نحن لا نحتاج الى جواب يقنعنا ان من يتمتعون بكل امتيازات هذا البلد وخيراته لا يستحقون قيادة هذا البلد بوجود آلاف الحالات المشابهة بل وحالات اكثر ايلاما ومأساوية . لكننا نسأل فقط ، الم يصادف هذه المرأة والحالات المشابهة لها مسؤول ولا برلماني ؟ الاكثر احتمالا ان بعضهم قد رأوها ومروا مرور الكرام وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد . القضية لا ينبغي ان تؤخذ باعتبارها نتاج مشكلة اجتماعية ، ذلك ان الدولة مسؤولة مسؤولية كاملة وفق القوانين ووفق التفويض الانتخابي ووفق الدستور على ان ترعى مواطنيها وان تحفظ كرامتهم ، خصوصا في دولة مثل العراق يتغنى المسؤولون فيها بالمليارات التي تأتي من واردات النفط ويبشرون المواطنين فيها ويستخدمونها اعلاميا وكأنها من صنع اياديهم الكريمة . إيها السادة هذه هي حقيقة المسحوقين في هذا البلد الذي تحكمونه، انظروا المشردين والمتسولين والعاطلين عن العمل والساكنين في بيوت الصفيح ومناطق حزام الفقر حول بغداد العاصمة وبقية المحافظات وجيش المعتاشين على النفايات من الاطفال والنساء وستتأكدون بانفسكم ان الحقيقة غير التي تريدون ان تروها مزوقة متباهين امام كاميرات الفضائيات بانكم تعملون المستحيل من اجل فقراء الوطن .أيها السادة ربما لاتدركون ان هذه المستويات من الفقر هي الارض الخصبة للارهاب والجريمة المنظمة والانحرافات بكل تنوعاتها التي تعالجون نتائجها وليس أسبابها .هذه هي الحقيقة كاملة دون رتوش!!
كتابة على الحيطان :هذه هي الحقيقة !
نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 09:49 م