اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > (العم سـام) يختار ارتداء النقاب

(العم سـام) يختار ارتداء النقاب

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 07:19 م

لينا مظلوم اللحظة الفاصلة في سياسة الولايات المتحدة بعد 11 ايلول 2001 وتداعيات الصدمة قد تبدو مبررا منطقيا للقرار الاميركي نقل حربه مع ما اطلق عليه "الارهاب" الى خارج حدود قارة اميركا... اختارت لتنفيذ هذا القرار عنوان (القاعدة- اسامة بن لادن) وتوجهت بكل عتادها الى افغانستان.. ثم وفقا لما ورد في كتاب (خطة الهجوم) للصحافي الاميركي بوب وودوارد- الذي كشف فضيحة ووترغيت- توجه وزير الدفاع رمسفيلد الى رئيس اميركا حينذاك بوش(الابن) قائلا: (لقد قصفنا كل الاهداف في افغانستان ولم يعد هناك ما يستدعي القصف.. ابحث لنا عن اهداف اخرى). اختار بوش بقعة اخرى – هذه المرة العراق- ..
 واضعا في اعتباره- مع مستشاريه- ان الفوضى المترتبة على غزو العراق ستفتح الابواب امام تنظيم مثل القاعدة لنقل حربها مع الولايات المتحدة الى العراق بعد ان اصبحت حدوده مستباحة نتيجة هذا الغزو.. فالسياسة الاميركية هي التي خلقت الوحش (القاعدة) ثم فقدت السيطرة عليه.. وهي ادرى بردود افعاله. خلال العام الماضي .. مع كل التغييرات التي شهدتها المنطقة العربية تحت عنوان (الربيع العربي).. عادت الى الظهور على سطح الاحداث العلاقة بين سياسات الولايات المتحدة والتيارات والقوى التي تريد فرض واقع ديني كبديل سياسي لأنظمة الحكم العربية المتهاوية.. هذه العلاقة بكل طبائعها الشائكة والمعقدة طرحت نفسها على تطورات الاحداث.. وفي غياب دور الدول العربية المؤثرة مثل العراق, سوريا, بعض دول شمال افريقيا.. اختارت الولايات المتحدة دور المراقب السلبي امام محاولات عنيفة من التيارات الدينية لتحقيق استحواذ سياسي على حالة (الربيع العربي).. يلتقي صناع القرار الاميركي مع قادة هذه القوى داخل الغرف المغلقة مع تعتيم كامل لطبيعة هذه الاجتماعات.. مما لا يتيح للمتابع معرفة اسباب فتح قنوات الاتصال هذه.. خصوصا ان ولاء هذه القوى الدينية –على اختلاف مسمياتها- والاهم مصادر تمويلها تعود الى التيار السلفي المتمركز في المملكة العربية السعودية – وهو مثبت تاريخيا منذ انشاء جماعة الاخوان المسلمين في مصر عام 1928.تطور العلاقة بين الطرفين ظهر بوضوح على المشهد العربي بعد فوز التيار الاسلامي في الانتخابات التي جرت مؤخرا في تونس.. مع انباء الفوز توالت (جرعات) الطمأنة الفورية من راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة أن حزبه لا ينوي التدخل في قضايا مثل التضييق على السياحة او تقديم الخمور او فرض الحجاب على النساء.. وهو ما يتفق مع (الطبيعة الخاصة) للتيار الاسلامي في تونس التي تميل الى الانفتاح على العالم وحضاراته مقارنة بالتيارات الاسلامية في باقي المنطقة العربية.. اذ تتجه الاولى الى تطبيق النموذج التركي والماليزي.لم تنتظر التيارات الاسلامية طويلا لاقتحام المشهد الليبي اثر اختفاء حكم معمر القذافي من الصورة.. نوايا هذه التيارات بدت واضحة في التصريحات الاولى لقادة حركة التحرير الليبية.. وخلال لحظة ترقبها العالم مع اعلان تحرير ليبيا.. اعلن القادة عن تمسكهم بالشريعة الاسلامية وعزمهم على الغاء كافة القوانين السابقة التي تخالف الشريعة الاسلامية.. رغم الدور الاجنبي الاساسي الذي قامت به قوات (الناتو) الاوروبية في هذا التحرير. بينما اكتفت الولايات المتحدة – كعادتها- بدور (ادارة العمليات).. وتتجه الاحداث نحو فتح قنوات اتصال بين الولايات المتحدة وهذه التيارات.. طبعا مع الوضع في الاعتبار – من وجهة النظر الاميركية- ان التعامل مع ملفات الدول (النفطية) له ظروف واهتمامات مختلفة.في مصر هبت قوى من الشباب بعد سنين الغليان, لتجبر حكم مارس عليها كل أشكال (العناد) السياسي والذي أعماه عن رؤية الواقع العربي مع انظمة فقدت صلاحيتها وشرعيتها.. وما ان لاحت بشائر نجاح ثورة 25 كانون الثاني.. حتى سارعت جماعة الاخوان المسلمين والتيارات السلفية الى الانقضاض على براءة الشباب واقصائهم عن المشهد بعد ان كان الشباب اصحاب دور البطولة الحقيقية في الثورة.. جماعة الاخوان اقصيت لسنين طويلة مارست خلالها العمل السري.. وهي رغم كونها حاليا التكتل الوحيد في المشهد المصري الذي يتمتع بتجربة تاريخية في العمل السياسي.. الاّ ان فرصة استئثارهم بالحياة السياسية في مصر تبدو بعيدة لعدة اسباب منها.. مع انتقال (الاخوان) من العمل في الخفاء تحت الارض الى العلن.. ظهرت اخطاء وخلافات داخلية بينهم وتضارب في التصريحات والنوايا.. كشفت عن قصور في الخبرات السياسية داخل مصر وعلى الصعيد العالمي.. مما دفعهم الى تغذية الآلة الاعلامية بكل ما يحمل المبالغة في اظهار كثافة شعبيتهم في الشارع المصري.. لتبدو اكبر بكثير من الواقع.. اما فرص النجاح التي تمتلكها هذه التيارات- بكل مسمياتها- تعتمد على نسبة (الأميّة السياسية) العالية تحديدا في قرى الريف المصري وصعيد مصر.. اذ تلجأ هذه التيارات الى تلبية المتطلبات اليومية البسيطة لهذه الجموع (كالغذاء والعلاج).. ثم تدفع بهم نحو صناديق الانتخابات دون ادراك.. وهذا طبعا لا يعبر عن مبدأ الفرصة الحقيقية للاختيار ولا عن ديمقراطية العملية السياسية.. علما بان التيارات الاسلامية أجّلت قرار دخولها الى مختلف ميادين الربيع العربي لتكون آخر طرف يشارك في (فعل) الثورة.. وينصب تركيزها على السيطرة والتهام اكبر نصيب من (الكعكة).في مصر خطوط الاتصال بين الولايات المتحدة والتيار الاسلامي سبقت ثورة 25 كانون الثاني.. وان ارتقى من مرحلة التعتيم الاعلامي الى غزل متصاعد انتهى بالتصريح الأخير للادارة الاميركية حول ترحي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram