اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ثالوث العيد: زحام.. سيطرات أمنيّة.. أسعار مشتعلة

ثالوث العيد: زحام.. سيطرات أمنيّة.. أسعار مشتعلة

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 07:30 م

 المدى/ قسم التحقيقات  عدسة/ أدهم يوسف "الليلة عيد.. على الدنيا سعيد" ، اختفت هذه الأغنية المشهورة لأم كلثوم التي كانت بمثابة إشارة البدء بتحضير مراسيم العيد، شيئاً فشيئاً، بعد زحام الصحف والقنوات الفضائية بالإعلان عن حلول المناسبات الدينية قبل أسبوع - في أقل تقدير-
 وخفّ بالمقابل اهتمام العراقيين بالخروج والاحتفال بهذه المناسبات لاسيما في هذا العيد ، بعد الهدية التي وجهت إلى المتسوقين في منطقة الشورجة، المتمثلة بعدد من العبوات التي قتلت وجرحت العشرات في أول أيامه.وفيما تكبح الأزمات السياسية المستمرة في البلاد فرحة الكثيرين، وينشغل البعض بمشاهدة الأخبار والسجالات بين الأقاليم المقترحة، يصر الأطفال على أن يكسروا هذا الطوق بالخروج واستعمال حقهم الطبيعي في هذه الأيام، وتختلط هموم ربات البيوت بتأمين ملابس الأطفال الجديدة مع "خبطة الكليجة".rnفي البيوت البغدادية  استمرت النسوة المجتمعات في منزل أم محمد التي اعتادت في كل عيد أن تجمع جيرانها لتحضير"الكليجة" حتى ساعة متأخرة. النقاشات المطبوعة على وجه "الكليجة " كانت مختلفة، بعضها واضحة المعالم والخطوط بارزة، وأخرى باهتة. ضغطات إحدى النساء على قالب الحلوى قد خرجت على المألوف، إنها تسرح في ما وراء هذه الليلة، وكيف ستتمكن من دفع إيجار المنزل، وتأمين ملابس الأطفال الخاصة بالعيد الذي استعجل حلوله قبل أن يمتلئ جيب زوجها ببعض المال . الكثير من العوائل العراقية ما زالت تحرص على أداء الطقوس في هذه المناسبات،منها زيارة المقابر مثلا ... "سأقضي نصف العيد في التنقل بين المقابر"، تقول أم سناء التي أنهت دورها في تحضير عجينة الحلويات، وتضيف "لدينا الكثير من الأموات ...يجب أن نزورهم في العيد ". بينما ترفض أخريات قتل أيام العيد بزيارة الأموات، وتفضل حنان التي تزوجت مؤخرا الخروج إلى زيارة الأقارب والمرور بمتنزه الزوراء وأبي نواس أو كسر الروتين بحضور مسرحية أو تناول الغداء في احد المطاعم الراقية.أمنيات حنان ليست بالأمر الهيّن، مطاعم بغداد لا تقل وجبة الطعام فيها عن الخمسة والعشرين ألفاً ، بينما المسرحيات فهي الأخرى تضاهي هذه السعر أيضا. لذا آثر اغلب البغداديين الجلوس في المنازل على الخروج . وتمضية العيد في منازلهم ، أفضل من صرف مرتب بقية الشهر في العيد ، ناهيك عن هاجس العنف والتفجيرات الانتحارية والإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات الأمنية في الأعياد والمناسبات، ما يجعل الوصول إلى متنزه الزوراء أمراً في غاية الصعوبة، وهو المتنفس الوحيد تقريباً في العاصمة . الأسواق وارتفاع الأسعار وشهدت أسواق بغداد في أول أيام عيد الأضحى، زحاماً بالمتبضعين وغلاءً في الأسعار، وقد تقسمت الأسواق بين فقراء وأغنياء.ففي سوق البياع الشعبي ، يتجول أبو علي مع أحفاده الثلاث لشراء ملابس العيد التي اعتاد على شرائها لهم كل عام قبل العيد ، ولكنه انشغل هذه المرة وقرر الخروج في أول أيامه ، لكنه بدا مستاء لـ"الغلاء غير الطبيعي لملابس الأطفال هذا العام"، ويقول إن أسعار ملابس الأطفال بدت أغلى من ثياب الراشدين أو مقاربة لها"، فسعر المعطف الذي تعلقت به حفيدته لمى  ذات الخمس سنوات بلغ 45 ألف دينار، وهو سعر مبالغ به كما يرى، فيما برر صاحب المحل الأسعار العالية للملابس بقوة الطلب والزيادة التي طالت البضائع بشكل عام بسبب خضوعها لإجراءات التقييس والسيطرة النوعية.الأسواق تقسمت كما تقول بشرى حسن ( 40 ) عاما إلى "محال للأغنياء وأخرى لمحدودي الدخل"، وفي حين كان الإقبال ضعيفا على الأولى، كان الزحام شديدا على المحال الأخرى، خصوصا التي تشهد تنزيلات خلال مواسم الأعياد. وبدت ربة المنزل أم علياء سعيدة بأكياس الملابس التي تحملها من محال المنصور ، رغم أنها أنفقت أكثر من 400 ألف دينار ثمناً لها، لأنها تفضل الشراء من المحال الراقية لـ"جودة بضائعها".وكان قد خلف حادث الشورجة الذي حدث في أول أيام العيد حريقا كبيرا، التهم البضائع المخزونة في عمارة الكناني، وقال شهود عيان: إن الحريق كان ناجما عن وجود ثلاث عبوات لاصقة في العمارة، فيما يبيّن اللواء قاسم عطا أن الحادث جاء عرضيا ذلك لان وجود ملابس في المخزن عرضة لأي حريق مثل تواجد عبوات بنزين صغيرة قريبة من الملابس قد تعمل أية حادثة بسيطة على إشعال النار في المخزن ، وهو  تبرير آخر لفشل الخطة الأمنية المعدّة من قبل عمليات بغداد، وظلت النيران مشتعلة في المبنى لمدة يومين ، وعلى المستوى الأمني أعدت الوزارات الخدمية خطة طوارئ تم تنفيذها خلال أيام العيد منها، عمل المستشفيات على مدار 24 ساعة يوميا ، وفتح مراكز صحية خافرة يوميا في كل قاطع من القطاعات الصحية ، وتشكيل لجان مراقبة من قبل شعبة الرقابة الصحية لمتابعة الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الأمراض الانتقالية ، ومتابعة المطاعم والباعة المتجولين لما تعرضه من أطعمة ومشروبات، كما طالب المسؤولون الأمنيون من المواطنين التعاون مع المفارز الأمنية لأنها اُوجدت لحمايتهم .انخفاض درجات الحر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram