حازم مبيضين تؤشر التقارير المعادية للأردن كياناً وقيادةً, على حجم تأثير هذا البلد في المعادلة الإقليمية, مثلما يثير الاستهجان موقف إعلام الأردن الذي اختصر دوره في نقل تلك التقارير, كما يثير الغضب صمت السياسيين سواء كانوا في الحكم أو المعارضة على تلك التقارير, ومن أبرزها تــقرير معهد ترومان لأبحاث تقدم السلام, التابع للجامعة العبرية في القدس,
الذي أشار إلى أن هناك خطة لاغتيال الملك عبد الله الثاني لتغيير المنطقة بكاملها, وهو تقرير نشرته صحيفة يــديــعوت احرونوت الاسرائيلية, وجاء بعد أسبوع من نشر صحيفة الواشـنطن بوست الاميركية تســاؤلا تحت عنوان " ماذا لو تم اغتـيال الملك عبدالله بأيد أردنية ".تعترف الصحيفة الاسرائيلية بأن هناك بالفعل تفكيراً جدياً للخلاص من عبدالله الثاني, لأن الخلاص منه يترتب عليه اشــياء بالغة الأهمية, ستغــير تاريخ الصراع في المنطقة وذلك من خلال انشاء وطن بديل للفلسطينيين في الأردن, وشطح الخيال بها إلى حد نشر سيناريو الاغتيال والنتائج التي يمكن أن تتمخض عن ذلك، وكذلك الأطراف التي ستدعم هذا الخيار، ثم شكل الأردن القادم, وتدعو إسرائيل لدعم العهد الجديد بكل ما أوتيت من قوة, وأن تسخر له كل إمكانياتها المتاحة وغير المتاحة, وان تضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لمنع انزلاق البلد إلى مواجهات مسلحة, كما عليها أن تدعم الجيش الأردني, ليحفظ الأمن في هــذه المرحـلة العصيبة.كتبة مثل هذه التقارير لا يعرفون الأردن ولا الأردنيين, وهم ينطلقون من أمانيهم وتطلعاتهم لفبركتها, علها تؤثر هنا أو هناك, عند بعض ضعاف النفوس وأصحاب الهوى, لكن المؤسف أن الإعلام الأردني تخلى عن دوره الرئيس في تعرية كل هذه الافتراءات, والتزم جانب الصمت, وكأن الأمر لا يعنيه, ويعيد الموقف الراهن إلى الذاكرة أيام عز الإعلام الأردني, حين كان صلاح أبو زيد ومن هم على شاكلته صناع سياسات, وليسوا مجرد أقلام وأبواق للتنفيذ, يومها كان ذلك القطاع يستهوي حتى أبرز الساسة في تاريخ الدولة الأردنية, فكان وصفي التل يساهم ويتدخل حتى في كلمات الأغاني, وكان حابس المجالي يساهم بذائقته الشعرية الخلاقة في كتابتها.المؤسف أكثر أن المشتغلين بالسياسة انشغلوا بالصراعات الجانبية الصغيرة عن هذه التقارير, فلم نسمع من أي منهم رداً على هذه الأكاذيب أو تفنيداً لها, لأن هؤلاء منشغلون عن قضية كبيرة كهذه بقضايا صغيرة, مرتبطة بالمكاسب المنتظرة من كولساتهم, أو من التظاهرات التي يسيرونها, والتي فقدت معانيها وباتت عبئاً حتى على من يتبناها, وكان في الظن أن هؤلاء، معارضين وموالين، سينبرون بكل طاقتهم للدفاع عن كيان وطنهم, الذي ارتوى بدماء الشهداء دفاعاً عن كل ذرة تراب فيه, وهو الوطن الذي منحهم حيثياتهم وبدونه ما كانوا ليكونوا شيئاً.
في الحدث :واجب الدفاع عن الأردن
نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 08:53 م