TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :مذكرات أبو خابصها

نص ردن :مذكرات أبو خابصها

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 08:55 م

 علاء حسن الساسة العراقيون من الجيل السابق  اثناء كتابة مذكراتهم  حرصوا على تشخيص اخطاء الاخرين ، وتحميلهم مسؤولية الفشل سواء داخل الحزب الواحد او في مجمل مسار العمل  السياسي في  العراق منذ عشرات السنين ، واصحاب المذكرات كانوا ملائكة او هكذا يعتقدون ، حين بالغوا في متابعة ورصد اخطاء غيرهم ، وتناسوا تشخيص اسباب  الازمات حين يكون احدهم سببا في اندلاعها واشعالها.
اصحاب المذكرات تجاهلوا الاعتراف بالخطأ ، وان ورد ذلك ، فانه ياتي في اطار الحديث عن مجموعة كاملة او تنظيم سياسي ، وغالبا ما تعلق اسباب الفشل على شماعة الظروف الموضوعية والذاتية ، وعوامل اقليمية ودولية ، ولم يتجرأ سياسي على الاعتراف  بالخطأ ، لانه يريد ان يعطي صورة للقارئ ، تجسد بطولاته ووقوفه ضد المؤامرات والانشقاقات، وبذلك تصبح مذكرات" ابو خابصها " مرجعا مهما للدارسين والباحثين ،  للتعرف على مرحلة سياسية شهدت  صراعات مازالت قائمة حتى الوقت الحاضر ."ابو خابصها " له القدرة على كتابة اجزاء كثيرة من مذكراته ، لانها تتناول  بالنقد والتشهير وربما التجريح مواقف رفاقه السابقين او الاخرين من  خارج تنظيمه السياسي ،  والاحداث العراقية تحتمل مثل هذا التوجه ، لان اغلب من تصدى للعملية السياسية اهتم  بالتنظير وتناسى البرامج لارساء بناء الدولة ، وما شجع على ذلك غياب اي توجه ديمقراطي حقيقي،  ينقذ البلاد من ازماتها المزمنة والمستعصية . امثال "ابو خابصها" اليوم يحتلون المشهد السياسي ، وقبل ان يفكروا بكتابة مذكراتهم على اسلوب ونهج اسلافهم ، لجؤوا الى الخطاب المباشر من دون الاستعانة بالكتابة  لترسيخ  المبدأ  القديم في الازاحة والالغاء  وربما عبر الدماء لتكون الساحة او السلطة لهم وحدهم ،لاعتقادهم بانهم خير من يمثل الارادة الشعبية .من فضائل الساسة القدماء انهم دونوا ذكرياتهم على الورق ، ووفروا للجيل الجديد فرص الاطلاع على الاوضاع السياسية في مراحل سابقة ، وخرج الجيل الجديد بحصيلة ان الاصرار على الغاء الاخر سمة بارزة في الحياة السياسية  ، ووصل الحال الى حد انشاء المزيد من  المعتقلات لاستيعاب السياسيين المعارضين ، وتصفية اعداد كبيرة باحكام الاعدام بتهمة  معارضة السلطة وحزبها القائد .على سبيل الافتراض لو قدر  لمعظم السياسيين الحاليين كتابة مذكراتهم فانهم وبلا ادنى شك سينشرون غسيل منافسيهم على الحبل ، وسيظهر مئات من نوع "ابو خابصها " ليقول للعراقيين انه البطل التاريخي الوحيد الذي انجبته الامة في هذه الظروف الحرجة، وربما سيستعين بمحررين اجانب لتدوين مذكراته ليوجه سهام  النقد والتجريح والتشهير كما فعل  اسلافه ، ولن يكتفي بهذا القدر ، بل سيكلف "ام خابصها " بمواصلة المعترك النضالي تنفيذا لوصيته ، وخلال اقل من عام ستشهد المكتبات المحلية والعربية ، اقبالا واسعا من القراء لاقتناء مذكرات سلالة "ابو خابصها" بعد ان دمر العباد والبلاد بسياسة الالغاء والازاحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram