بغداد / ماجد طوفان تشهد المنطقة المحيطة بالعراق أحداثا يمكن وصفها بالدراماتيكية والخطيرة في الوقت ذاته، ويشكل الصراع على المنطقة القاسم المشترك لهذه التغييرات، ويبدو أن تزامن انسحاب القوات الأميركية من البلاد مع التصعيد الشديد بين طهران وواشنطن ربما سيلقي بتبعاته على الشأن الداخلي والخارجي
وفي حالة حدوث التصادم بين أميركا وايران يمكن القول إن العراق سيكون ساحة للحرب وانه سيكون الخاسر الأكبر من خلال التحرك الأميركي إزاء وضع قوات إضافية لها في الكويت كما يشير إلى ذلك أكثر من مراقب. نائب عن العراقية قلل من أهمية وضع القوات الأميركية في الخليج والكويت تحديدا، وقال إن واشنطن حرة في ان تضع قواتها في مكان، لكنه شدد على ان الأهمية تأتي بخروج قوات الاحتلال من البلاد حسب قوله، وقال النائب حامد المطلك في اتصال هاتفي مع (المدى): "الأميركان احرار في وضع قواتهم، والمهم لدينا خروج قواتهم من بلدنا"، وأضاف "مادامت القوات خارج حدودنا فهذا شيء لا يعنينا، وان الكويت دولة مستقلة وتمتلك قرارها السياسي"، وعن إمكانية الخشية الأميركية حول ملء الفراغ من قبل الجانب الإيراني، أضاف المطلك "على الحكومة والقوى السياسية أن يملأوا الفراغ بقرار سياسي موحد من خلال وضع منهاج حكومي عادل، وان يؤسسوا لدولة لا يخرق فيها القانون من أية جهة"، داعيا الأجهزة الامنية لأخذ زمام المبادرة من خلال حكومة وحدة وطنية تسير بخط يعي خطورة المرحلة. من جانب آخر اعتبر نائب عن دولة القانون أن الوضع الحالي ومن خلال الوجود الأميركي في الخليج يشكل خطرا كبيرا على العراق في حال حدوث مواجهة بين واشنطن وطهران، وقال النائب عبد السلام المالكي "هنالك نوايا للجانب الاميركي في منطقة الخليج العربي، وذلك للخطر الذي تشكله إيران من خلال برنامجها النووي، يضاف لذلك القلق الغربي من برامج إيران التسليحية، وهذا القلق جعل الاميركان يضعون قوات اضافية في الكويت"، واضاف "نحن نشعر بالقلق حيال ذلك، ربما يلجأ الأميركان الى خلق الأزمات وبالتالي فأنهم لا يفكرون إلا بمصالحهم"، وحول الخوف الأميركي من انهيار الوضع الأمني في العراق أشار المالكي إلى أن "هذه ادعاءات، لان الجيش العراقي قادر على حماية البلاد" وفي حال حصول المواجهة العسكرية بين اميركا وايران عشية حمى التصعيد في التصريحات بين الغرب من جهة وايران من جهة اخرى، قال المالكي "العراق سيكون مسرحا للمعركة وفي الوقت ذاته سيكون الخاسر والمتضرر الأكبر"، مضيفا "نحن لا ندافع عن ايران بقدر ما ندافع عن مصالحنا"، من جانب آخر أكد القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، أن أي عمل عسكري ضد إيران سيعود بالضرر على العراق، وفي حين لم يستبعد استخدام السماء العراقية لضرب إيران، أشار إلى أن الدبلوماسية العراقية لا تستطيع أن تؤدي دورا كبيرا في هذا المجال. وقال عثمان في حديث لوكالة السومرية نيوز إن "هناك مشاكل ستحدث إذا نفذ الحل العسكري ضد إيران الذي تتكلم به الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل"، مبينا أن "العراق سيتضرر بهذا الحل لوجود حدود مع إيران وكذلك ممكن أن تستغل السماء العراقية كما في السابق". وأضاف عثمان أن "إيران ممكن أن تنتقم من الأميركان في العراق وهذا سيخلق مشاكل كبيرة"، معربا عن أمله أن "تحل الأمور بالحوار دون الحل العسكري". ولفت عثمان إلى أن "الضربة العسكرية ستؤدي إلى مشاكل أكثر من الوضع الحالي"، معتبرا أن "الشرق الأوسط سيكون مفيدا إذا كان خاليا من الأسلحة النووية بما فيها إسرائيل". وبشأن احتمال استغلال الأجواء العراقية لضرب إيران من قبل الطائرات الإسرائيلية، قال عثمان "كل شيء جائز في هذه الحالة، وعندما تكون هناك ضربة عسكرية لا أحد يستطيع أن يسيطر سيطرة تامة"، مضيفا أن "العراق سيدفع الثمن بعض الشيء ونأمل ألا يحصل هذا". وحول دور الدبلوماسية العراقية في منع حدوث ضربة عسكرية لإيران، أشار عثمان إلى أنه "ممكن أن يكون للعراق دور لكنه سيكون ضعيفا لوجود دول أقوى كالصين وروسيا"، مستدركا "لا اعتقد أن يلعب العراق دورا كبيرا في هذا الموضوع، لأن حجم المشكلة عالمية وكبيرة، وأن إسرائيل مصرة على الوسائل العسكرية". يذكر أن قادة في الجيش الاميركي أعلنوا عن إبقاء أربعة آلاف جندي من الوحدات القتالية لجيشها في الكويت كقوة احتياطية حتى بعد انسحابها من العراق، حسبما كشف قادة الوحدة.وتزامن ذلك، بعد أن أعلن مسؤولون أميركيون في وزارة الدفاع يوم الخميس أن واشنطن تتفاوض مع الكويت لنشر عدد اكبر من القوات القتالية على أراضيها لمواجهة أي تهديد إيراني محتمل، او تدهور للأوضاع في العراق.وحسب ما كشف قادة اللواء القتالي الأول التابع لفرقة الخيالة الأولى، فان الوحدة ستكمل الفترة الباقية من انتشارها لمدة 12 شهرا والتي بدأت في منتصف تموز/يوليو الماضي، في الكويت. ووفقا للتصريح الذي حمل توقيع قائد الوحدة الكولونيل سكوت افلندت، فانه "تم إبلاغ جنود اللواء القتالي الأول، وعائلا
الانسحاب الأميركي يخلط أوراق المنطقة

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 09:19 م









