TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :مشعان وقتيبة وبينهما عزة

العمود الثامن :مشعان وقتيبة وبينهما عزة

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 10:25 م

 علي حسينبعد أن أعلنها صريحة وواضحة: أنا وقناتي الفضائية في خدمة قائد الجمع المؤمن معمر القذافي، وبعد سيل من الخطابات الهستيرية وأغاني أم المعارك استيقظ المناضل مشعان الجبوري على كابوس مخيف فقد عُثر على ملوك الملوك مختبئا مثل جرذ في احد أنابيب صرف القاذورات، هكذا انتهى حلم مشعان بالقضاء على الامبريالية الأميركية، ولم يجد مخرجا من ورطته سوى أن يبث للأمة العربية الخبر السار: القائد عزة الدوري يوجه رسالة لكم،
هكذا يدخلنا صاحب قناة الرأي في فصل جديد من فصول مهزلته الإعلامية ليضفي على الأحداث طابعا ساخرا، فنحن أمام بطل أسطوري -عزة الدوري– يعلنها ثورة حتى النصر المؤزر من اجل توحيد الأمة وتحرير القدس وإرجاع لواء الاسكندرونة وعودة الفرع اسبانيا إلى الأصل العربي طبعا بعد محو أميركا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا ورمي قوات الناتو في البحر وإعلان دولة البعث الكبرى من المحيط إلى الخليج، بالتأكيد لم يستطع مشعان أن يسأل بطله الأسطوري لماذا هرب من العراق بعد إطلاق أول رصاصة أميركية؟، فالدوري وقبله القذافي هم زعماء ملهمون في نظر مشعان الجبوري الذي يعد اليوم من مخلفات عصر صدام حيث هتف له ومن اجله كثيرا، حفاوة الجبوري بخطاب الدوري منطقية لأنها تعبر عن زمن انتشرت فيه القيم المبتذلة، والخطب والشعارات التي تتحسر على زمن مبارك وبن علي والقذافي وقبلهم قائد الجمع المؤمن، وهي برأيي تشكل جزءا من تفكير عربي تمتلئ به الصحف والقنوات الفضائية تنادي بالثأر لأبطال الأمة العربية بعبارات باتت اليوم تجسد أسوأ ما في تفكيرنا،  ولأنني افهم أن يكون مشعان الجبوري حريصا على دفء العلاقة مع الدوري وقبله القذافي، باعتباره واحدا من مقاولي السياسة الجدد الذين تعبت الطرق من مشاويرهم ذهابا وإيابا من اجل الحصول على المال، لكنني لا افهم بالمرة أن يخرج علينا نائب في البرلمان العراقي يمتدح موقف مشعان السياسي، ففي تصريح غريب ومثير قال رئيس الكتلة العراقية البيضاء قتيبة الجبوري، إن "مشعان الجبوري أعلن عبر وسائل الإعلام موقفه الرافض لتقسيم العراق، الأمر الذي نعتبره جيدا" وهذا الأمر الجيد ربما يعطي السيد قتيبة الجبوري الحق ليمتدح خطاب عزة الدوري الذي أعلن فيه حربا ضد دعاة الأقاليم.أعلم أن هناك من سيتحجج بحرية التعبير، وعدم الحجر على رأي، لكن فارقا هائلا هناك بين حرية الرأي وحرية اللعب بدماء الأبرياء، التي تتحول في النهاية إلى امتهان واستهانة بتضحيات العراقيين في سبيل نظام الحكم يحترم خياراتهم السياسية.إن الذاكرة العراقية لا تزال تحتفظ بصورة الهارب عزة الدوري ومعه قيادات البعث، وأيضا تحتفظ بصورة مشعان الجبوري مطروداً من قبل أهالي الموصل، لكنها تحتفظ وبشكل خاص بصورة النائب مشعان وهو يهرب ملايين الدولارات المسروقة من أموال العراقيين تحت سمع وبصر الحكومة، سيقول البعض أن حالة "مشعان .. عزة" هي جزء من الإسفاف السياسي الذي يتحول إلى مسخرة، إلا ان حالة السيد رئيس الكتلة البيضاء تبدو أشبه بالمأساة حين نسمع وننظر كيف يفكر البعض من ساستنا، ونراجع العديد من تصريحاتهم التي لا تختلف كثيرا عن مضمون الخطاب الذي يقدمه الثنائي مشعان وعزة، وإذا كان مفهوما أن تنحو ردود صاحب قناة الرأي وقائده الدوري ضد موضوع الأقاليم هذا المنحى، وأن يخرجوا متهمين دعاة الإقليم بالعمالة، فإن من غير المفهوم أن يرفع أنصار العهد الجديد لافتات الدوري مرددين الاتهامات والشعارات نفسها ومصرين على أن يحولوا خطابهم السياسي الى نوع جديد من التهريج لن نجد له مثيلا سوى في خطب ووصايا القائد الضرورة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram