 بغداد / المدى شهد عمل دوائر البريد التقليدي في العراق تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة بعد دخول خدمات الهاتف المحمول والانترنت إلى البلاد، وفي حين أكد ساعي بريد أن المواطنين يستغربون استمرار تلك الخدمة، أشارت مديرية البريد والتوفير إلى أن 90% من رسائل البريد داخل العراق يتم تناقلها بين المؤسسات الحكومية.
وقال ساعي البريد عبد الرزاق طالب في حديث لوكالة السومرية نيوز، إن "الرسائل القادمة إلى مكتب البريد يتم فرزها بحسب عناوينها، ويأخذ كل ساعٍ الرسائل الخاصة بالمنطقة المسؤول عليها وينطلق ليقوم بتوزيعها سواء كانت واحدة أو أكثر من ذلك"، مبينا أن "بعض المواطنين يستغربون استمرار خدمة توصيل الرسائل لمنازلهم حتى الآن".وأضاف طالب أن "أبناء المناطق التي نقوم بتوزيع الرسائل فيها اعتادوا علينا لأننا على تماس معهم على مدار 24 ساعة، حيث كنا نقوم في السابق بتوزيع قوائم التلفون على المواطنين".من جانبه، اعتبر المواطن محمد حسين أن "الرسائل البريدية كان لها دور فعال للمجتمع والمواطنين"، متوقعاً في الوقت نفسه "اندثار أو انقراض خدمة توصيل الرسائل البريدية لعدم وجود متابعة لها".من جهته، قال المواطن عمر علي إن "الرسائل الورقية تمتلك الحنين في كلماتها، إلا أن رسائل الموبايل لا تتمتع بهذا الميزة". وأوضح علي أن "البريد الالكتروني أفضل من بريد الرسائل بسبب توفّر الانترنت للمنازل العراقية كافة"، لافتا إلى أن "الرسائل البريدية اختفت بنسبة 90% بسبب توفر الاتصالات من خلال الهاتف النقال والانترنت".بدوره، قال مدير مديرية البريد والتوفير صفاء الدين بدر إن "هناك عددا كبيرا من الأشخاص لا يزالون يستخدمون الرسائل البريدية مع ذويهم وأصدقائهم وأسرهم في الداخل والخارج"، مشيرا إلى أن "90% من العمل الحالي في البريد داخل العراق يتم بين المؤسسات الحكومية ودوائر الدولة".وكان تراسل المواطنين في السابق مع ذويهم وأصدقائهم وأسرهم في داخل العراق وخارجه يتم عن طريق بريد الرسائل، بسبب عدم توفر التكنولوجيا الحديثة كالانترنت والهاتف المحمول، إلا أنها تراجعت في تسعينيات القرن الماضي بعد دخول الانترنت إلى البلاد بشكل ملحوظ واتساعه بعد العام 2003، إضافة إلى خدمة الهاتف النقال التي انتشرت في جميع المحافظات.