TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > لا في خضم الأحداث الأمنية في نينوى

لا في خضم الأحداث الأمنية في نينوى

نشر في: 29 سبتمبر, 2009: 12:01 ص

الموصل/ المدى rnموجة التفجيرات التي استهدفت قرى في محافظة نينوى خلال الشهرين الماضيين، هدمت أكثر من ثمانين منزلاً بالكامل في مناطق شريخان وخزنة والسادة، مع تضرر مئات اخرى،
وفي ادنى محصلة للوجع الناجم عن هذه التفجيرات المروعة، أنها اعادت الى الاذهان، مثيلاتها التي كانت تستهدف منازل المواطنين في أنحاء متفرقة من مدينة الموصل، قبل بدء عملية ام الربيعين منتصف العام الماضي. rn ومازال شاكر محمود يذكر جيداً ذلك الصباح من يوم 12 ايلول 2006، فلم يكن أمامه سوى الرضوخ لكلمات الرعب التي خطها مجهولون على جدار بيته، ودون أن يطرح أي سؤال، لأنه كان يعرف ان السبب هو ابنه المتطوع حديثاً في الشرطة، حزم مع افراد اسرته الحقائب، وما استطاعوا حمله من امتعه، ثم تركوا المنزل الذي كان لهم طوال 20 عاماً. rnلم يكن لأي منهم ان يلتفت الى الوراء من أجل توديع ذكريات كل تلك السنين، فعبارة مثل(لايباع لايؤجر لا يسكن، المنزل معرض للتفجير)، لم تكن لتترك مجالاً آو تمنح فرصة للمشاعر، ففي مدينة الموصل تحديداً، وفي الفترة ما قبل عملية ام الربيعين الأمنية، كان عليك أن تسير وتنظر الى الامام فقط، اذا ما اكتشفت عبارة مماثلة مكتوبة على جدار بيتك ذات يوم. rnوالقصة منذ بدايتها تعود إلى يوم 11/11/2005، عندما انهارت معظم أركان جهاز الشرطة في مدينة الموصل،وهرب افراده بضمنهم قائد الشرطة الى أماكن مجهولة، ولم يكن للجيش العراقي وجود في المدينة، فسيطر مسلحو القاعدة وغيرهم من الفصائل المسلحة على معظم المناطق، وقاموا بحملة من العقاب. rn  شاكر محمود الذي يعيش الان مع اسرته في ناحية بعشيقة شمالي الموصل، يقول بان تلك العبارة الركيكة التي كتبت بطلاء اسود على جدار منزله وجزء من بابه الخارجي، انقذت عائلته من موت محقق، وانه لم يشعر بان العالم انتهى عندما اتصل به اقرباء له ونقلوا له خبر تهديم منزله، وانه سينتظر اليوم الذي يتمكن فيه من العودة الى الموصل واعادة بناء داره مجددا. rnيقول رائد الشرطة المتقاعد (أ.ناجي) للمدى: (أتذكر في ذلك اليوم أننا تلقينا معلومات تفيد بسقوط عدد من مراكز الشرطة بأيدي المسلحين، وأكاديمية الشرطة التي لم يمض وقت طويل على افتتاحها، قد جرى اقتحامها أيضاً، ونهب ما فيها من قبل لصوص)، ويضيف الرائد ناجي: «كنت مع عدد من عناصر الشرطة، عندما وصل المسلحون الى مبنى المركز الذي كنا منتسبين فيه، وكانت المقاومة تعني ان اضحي بحياة من معي، سيما وأن زملاء اتصلوا بي واعلموني بانهيار جهاز الشرطة، ولذا قبلت مغادرة المكان مقابل عدم المساس بأي احد، وبعد خروجنا بنحو ربع ساعة، فخخ المسلحون المبنى من الداخل، ثم فجروه أمام اعيننا». rnثم انتشرت الظاهرة، ومنزل ناجي نفسه كان ضمن قائمة طويلة نفذت بشكل حرفي لاحقاً، وقد شملت أيضا، منازل لمترجمين عملوا لدى القوات الامريكية، بالاضافة الى تجار مدوا هذه القوات بالبضائع، ولأن عددها كبير، لذا فقد عمد المسلحون إلى وضع علامة على جدار كل منزل يراد تفجيره، وغالبا ماكانت تكتب العبارة بالطلاء وبخطوط كبيرة، والتفجيرات تجري في مختلف اوقات النهار، وبالرغم من ان مدينة الموصل كانت تعيش وما زالت في ظل حضر تجوال يخنق ليلها منذ ثلاثة أعوام، لكن اصوات التفجيرات ظلت تسمع حتى في اوقات متأخرة من الليل، وفي الصباح كان يتضح بأن مصادر الكثير منها منازل. rnيشير الباحث أحمد صلاح الدين، الى أن أول منزل هدم في مدينة الموصل بعد الاحتلال الامريكي للعراق، كان الذي قتلت فيه القوات الامريكية نجلي صدام (قصي وعدي) في غارة شنتها على منطقة تسمى حي الفلاح شمالي المدينة، وقد كان ذلك في تموز من عام 2003، والبيت الذي كانت تعود ملكيته لأحد أفراد عائلة (الزيدان) هدم بالكامل من قبل جرافات عسكرية تابعة للجيش الامريكي، وذلك بعد ساعات من انتهاء العملية. rnوبين صلاح:  أن هناك أيضاً ما يقرب من مئتي عمارة تجارية، والعشرات من المعامل والورش الصناعية، تم تفجيرها من قبل المسلحين أما بسبب اتخاذ اسطحها  نقاطاً للمراقبة من قبل القوات الامريكية أو عناصر الشرطة، وفي حالات معينة تهدم دور بسبب رفض اصحابها دفع الإتاوات لعصابات كانت متنفذة، وقال أيضا:حتى أمكنة العبادة لم تسلم، اذ استهدفت سيارة مفخخة جامع الصابرين في حي الوحدة واحالته الى ركام.rnعضو سابق في مجلس محافظة نينوى رفض الكشف عن اسمه قال للمدى»أن مناطق الجزء الشرقي من مدينة الموصل، وخصوصاً في أحياء دوميز وسومر وفلسطين والوحدة والميثاق والانتصار وكراج الشمال، وجميعها على الضفة اليسرى من نهار دجلة، فجرت فيها أعداد كبيرة من المنازل، وهي بمجملها تعود لعائلات تم تهجيرها بشكل قسري عن المدينة خلال الاعوام الثلاث الماضية. وقال»أن عناصر ما يسمى بدولة العراق الاسلامية هي التي كانت تقف وراء هذه التفجيرات، واتضح ذلك من خلال الكتابات التي كانوا يخطونها على جدران المنازل المستهدفة، أو المنشورات التي كانوا يوزعونها في الاحياء السكنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram