وديع غزوان لانغالي اذا قلنا ان نجاحات إقليم كردستان وفي مجالات متعددة، دفع البعض الى اتخاذ مواقف متشنجة ولا نقول معيبة ، ففي كل ازمة او موقف خلافي سببه تخبط مواقف اطراف سياسية بشأن بعض القضايا ، ينبري بعض ذوي النفوس الضعيفة والمريضة بكيل التهم الى كردستان التي لم يعد خافياً على الكثير ما حققته من تقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية ،
ومع ذلك فان مسؤوليها لاينفكون عن تذكير انفسهم بما يشوب عملية البناء من اخطاء وسلبيات وطموحهم بتجاوزها وصولاً لجعل الإقليم نموذجاً يحتذى به في المنطقة .من حق الجميع ان يبدي ملاحظاته على التجربة الكردستانية وتذكير قواها السياسية جميعاً خاصة من يمسك بزمام السلطة قبل غيرهم من قوى المعارضة ، بما عليهم من واجبات وما تخلل المسيرة من اخفاقات لااحد ينكر وجودها ، لكن من غير المقبول اصرار البعض على تكرار نفس الاتهامات التي ما انفكوا يطلقونها برغم علمهم قبل غيرهم ببطلانها ومجافاتها للحقيقة ومنها الزعم بمحاولة كردستان الانفصال عن جسم العراق ولحمته . ومع ان مثل هذه التهمة مثل سابقات غيرها لاتستحق فعلاً الاجابة عنها ، فان المسؤولين الكردستانيين بما فيهم رئيس الإقليم مسعود بارزاني قد اعلنوا بشكل صريح وجهة نظرهم بشأن هذه القضية وعبروا جهاراً عن ايمانهم بحق الكرد في تقرير المصير وقناعتهم ان الظروف الخارجية والداخلية غير متوفرتين لهذا الامر ، وهم بخبرتهم يفرقون بين الامنية والواقع كما صرح بذلك سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني . لست في محل الدفاع عن التجربة الكردستانية لانها لاتحتاج ذلك ، غير ان طرح مثل هكذا قضايا بين الاونة والاخرى يعكس تشبع نخب سياسية بافكار وثقافات ظلامية عنصرية تتوهم ان الصواب عندها فقط فلاتحتر م الاخر ولا تسمع له مهما ادعت ، وكم كنت اتمنى كعراقي ان نتعافى من هذه الامراض التي لم تجلب لنا الا الويلات والكوارث ، وان نتعلم الافادة من تجارب الاخرين لتصحيح مساراتنا الخاطئة في بناء العراق الذي اردناه جديداً لكن البعض يدفع به متعمداً للعودة به الى الوراء قافزاً على ما يحدث من متغيرات حادة وعميقة في المنطقة سيكون لها تأثيراتها على كل واقع العمل السياسي فيها . ولكي تكون الصورة اكثر وضوحاً وبدون لبس لاصحاب العقليات الجامدة اقول واكرر وبمنتهى الموضوعية انني من المعجبين بالتجربة الكردستانية ، لكنني لااتجاهل ما تحمله من اخطاء اتمنى فعلاً ان يتم تجاوزها ، ولكنها تجربة يمكن ان نستقي الدروس منها لبناء تجربتنا العر اقية الكبيبرة . اخيراً لست كردياً مع كل الاعتزاز بهم كقومية كافحت وقدمت الكثير وظلمت لكنها بقيت مسامحة كما ان الصدفة لم تسنح لي للالتقاء بمسؤول كردستاني او التعرف على احد منهم ، اضافة الى كل ذلك فانا اعتز بعروبتي وهذا ما يدفعني اكثر لان افخر في نفس الوقت بمتابعة تجربة كردستان لانها تقربني من حلم ابتعد بعض الشيء حتى بات يبدو مستحيلاً ، عسى ان نستوعب جميعاً درساً طالما تجاوزناه وهو ان أخذ الدروس من الغير ليس انتقاصاً بل علوٌّ لا يحصل عليه غير الصادقين .
كردستانيات :تجربة كردستان والحلم
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 07:19 م