بابل/ إقبال محمد اعلن مثقفون ومواطنون في محافظة بابل اعتراضهم على قرار وزارة النفط مد انبوب لنقل المنتجات النفطية عبر مدينة بابل الآثارية لما فيه من اساءة لهذا المعلم الآثاري المهم ، وقد يلحق الضرر به . وبين الدكتور والفنان عاصم عبد الامير ان الوضع الحالي يشهد صراع ثقافات واضحة وليست بابل الا نموذج مضيء في تاريخ العراق .
ان طابوقة من بابل اثمن من النفط كما ان الامم تعتز بتاريخها وامجادها وبابل مدينة قدمت للعالم الفلك والطب والرياضيات وغيرها ولاينبغي ان يتحرش بها احد وعلينا ان نقدم مايمكن تقديمه من اجل احيائها .ومد انبوب النفط هو تخريب ويمكن ان يغير مسارالانبوب الى مكان اخر.اما الدكتور والباحث كامل القيم فقد اشارالى ان حضارة بابل وقيمتها المعنوية والتاريخية لا تقدر بثمن واستغرب هذا القرار، فبابل هي الرمز المضيء لكل الشعوب وعلى المعنيين في وزارة النفط ان يتعاملوا مع التكنولوجيا بشكل يحل القضية دون المساس بتراث بابل لانه جزء من هوية العراق وموروثه الحضاري لافتا الى ان الحكومة المحلية تجري مباحثات مع منظمة اليونسكو لارجاع بابل الى لائحة التراث العالمي. وقال غالب العميدي فنان من بابل ان مد انبوب للنفط داخل مدينة بابل الاثرية هو جريمة بحق التراث الانساني وان الاثار خط احمر في كل مكان لكنها في العراق تعرضت الى قرصنة وسرقة وتخريب ويبدو ان السياسة مازالت مستمرة من خلال مقترح مد انبوب نفط في المناطق الاثرية ونستغرب مثل هذا التصرف فاذا كانوا يفكرون في التكلفة فان اموال العراق قد نهبت من كل صوب فلا يعني ان مليارا او اثنين يمكن ان يشكل خسارة في ضوء ما يعلن عن ملفات فساد كبيرة واذا كان اختصاراً للجهد فما زال الخراب مستمرا فلماذا نبخل بوقت مضاف للحفاظ على الاثار .عليهم ان يفكروا بالبلد ومستقبله وكفى تحطيما لهذا الارث وابعدوا النفط عن الاثار فهو زائل والاثار باقية وهي تحمل هوية العراق والعراقيين.وقال رئيس نقابة الفنانين في بابل زهير المطيري عندما تذهب الى الخارج يعرفونك بانك ابن بابل التاريخ والمجد والحضارة والتي لها جذور تمتد الى الاف السنين والان و مع جهود مخلصة تبذل لاعادة اهتمام المنظمات العالمية بهذه المنطقة الاثرية وتشجيعها لاعادة اعمال التنقيب فيها ونجاح هذه المساعي نسبياً نفاجأ مع الاسف بان وزارة النفط تصر على مد انبوب النفط فيها . واضاف انا كمواطن بابلي حلي ولي ذكريات في هذه المدينة التاريخية اعتقد انه يمكن لوزارة النفط ان تنحرف بالانبوب خارج اثار مدينة بابل الاثرية لكي لاتؤثر عليها لانها قد تحتاج مستقبلا الى التنقيب و سيكون الانبوب احد العوارض التي تمنع الفرق الاثرية عن ممارسة عملها في المدينة التي يمكن ان نستثمر سمعتها العالمية والتاريخية ونحتاجها في تطوير السياحة الاثرية وهي احدى عجائب الدنيا السبع ومدرجة في قائمة التراث العالمي وهذا ما يندى له الجبين . وقال الناشط في حقوق الانسان المهندس محمد الزهيري ان انبوب النفط المزمع مده تحت اثار بابل مخالف للاعراف ففي كل دول العالم تعد الاثار محرمة على كل العمليات كالمجاري او قنوات او انابيب نفط وتكون هذه المحرمات على مسافات معقولة عن المناطق الاثرية ومن الممكن ان تجرى دراسات فنية لجرف الانبوب عن الاثار لاننا في هذه الحالة سنقوم بانفسنا بصرف انظار العالم عن قيمة هذه الاثار والتي هي من عجائب الدنيا السبع حيث ان هذه التصرفات ستجعل نظرة الامم المتحدة والتراث الانساني العالمي ليس بالمستوى المقبول . وقال الدكتور باسم العسماوي التدريسي في كلية الفنون الجميلة في بابل هناك فكرة لمد انبوب نفط من البصرة يمر في بابل و نحن مثقفي المدينة ضد هكذا مشروع والذي نفذ في زمن النظام السابق واثر كثيرا على مدينة بابل الاثرية وترك علامة سوداء لدى اليونسكو والمعنيين بالتراث العالمي والان دوائر النفط تعيد الكرة مرة ثانية لمد انبوب اخر وجديد في هذه المدينة التي عرف العراق باسمها لذا نحن بحاجة الى ان ترجع مدينتنا التاريخية وهي اقوى استثمارا من النفط ومن انبوبه الذي يخربها ويجعلها مدينة مهجورة. من جانبه اوضح محافظ بابل محمد المسعودي بان الحكومة المحلية تعمل منذ وقت طويل على ارجاع مدينة بابل الاثرية الى لائحة التراث العالمي وانه من غير الممكن تشويه هذا المعلم المهم بهذا الشكل الذي سيعيق تلك الجهود مؤكدا بان الحكومة المحلية سوف لن تسمح بتنفيذ مشروع الانبوب.
مواطنون يحذّرون من مدّ أنبوب نفطي تحت مدينة بابل الآثارية

نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 07:57 م