بغداد / أكرم عزيزتم ‏ ‏نزع‏ ‏الصفحات‏ ‏الخاصة‏ ‏بدكتاتور العراق بعد عام 2003، في المناهج الداخلية للتعليم العالي في البلاد، وأضيفت بعض المواد المناسبة للعراق الجديد، فمادة حقوق الإنسان التي صارت تدرس في معظم الكليات، لا تجدي نفعاً في الشارع – حسب قول أحد طلبة العلوم في جامعة بغداد – حيث يقول " أرى أن الحكومة نفسها لا تعير لحقوق الإنسان أي اهتمام فيما لو شعرت بتهديد". لسنا اليوم بصدد دراسة مدى توافق دراستنا الإنسانية في الجامعات مع واقعنا في الشارع ،
لكننا ذكرنا مادة حقوق الإنسان باعتبارها تعديلاً على مناهج الجامعات التي أكل عليها الدهر وشرب. تشير سارة عادل طالبة الهندسة المدنية في الجامعة التكنولوجية إلى " أن تخصصنا مهم جدا ، لكن المناهج التي ندرسها ، بعيدة عما يحدث في العالم "، مؤكدة أنها تكتشف عن طريق الانترنت مدى الهوّة المتسعة بيننا وبين العالم في مجال الهندسة المدنية والبناء بشكل عام.بالمقابل، بيّن حيدر طلال، طالب العلوم السياسية، أن ‏ إنشاء كليات خاصة بتدريس العلوم السياسية يهدف إلى إعداد مؤهلين للتعمق في دراسة علم السياسة مزودين بأسلوب التفكير العلمي والقدرة على البحث الأكاديمي والتقصي عن الحقيقة العلمية سواء في الممارسة الميدانية المتخصصة أم على مستوى الدراسات العليا، وإعداد متخصصين للعمل في وزارة الخارجية والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية والوظائف المتعلقة بالإعلام والعلاقات العامة وتدريس حقوق الإنسان والديمقراطية وتشجيع البحث العلمي في ميادين الدراسات السياسية وتقديم الاستشارات العلمية لوزارات ودوائر الدولة ذات العلاقة وللمنظمات الدولية والإقليمية ولمؤسسات المجتمع المدني ، ولكن ما يحدث هو أن المناهج الموجودة لا تقوم على هذا الأساس وهي قديمة جدا.ولم تكن المناهج الدراسية في اغلب الجامعات والكليات العراقية بعيدة عن انتقادات الأساتذة أيضا .وفي الفترة الأخيرة وصل العديد من هذه الاعتراضات إلى لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب التي درست من جهتها مقترحات البعض، وخاطبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للإسراع في تنفيذ خطط التغيير الشامل في مناهج الدراسة وبالأخص الكليات العلمية لان هناك من يرى أنها لم تعد تتلاءم وتقدم العلم، وهي لا تواكب التطور العلمي، فالبعض من هذه المناهج يعود تاريخ وضعه إلى نهاية سبعينات القرن الماضي.الدكتور حميد فاضل يشير إلى أن على التغيير أن يشمل اغلب مناحي الحياة الجامعية وليس المناهج الدراسية فقط، ليكون ذا فائدة، إذ ليس من المعقول أو المنطقي التفكير بتغيير المناهج دون الاهتمام بإيجاد سبل تطبيق المناهج الحديثة ومنها: المختبرات بأنواعها في الكليات العلمية، وكذلك تدريب الأساتذة والتدريسيين على طرق تدريس متطورة، وهنا على القسم العلمي المعني في الكليات دراسة التغيير الحاصل عالميا على المناهج وتقديم الطلبات والتوصيات والمقترحات لتغيير المناهج، لكن للأسف لا تخطو اغلب الأقسام المعنية بهذا الشأن بالدور المناط لها. مدير عام البحث والتطوير في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد السراج، يشير الى أن الوزارة تسعى منذ عامين الى التأكيد على الجامعات بضرورة تغيير المناهج الدراسية لان الوزارة ليست لها سلطة التغيير في مناهج الجامعات، فهذا الأمر من ضمن صلاحيات الجامعة والكلية، إذ أن الأمور المتعلقة بالمناهج واختيار الأنسب للتدريس في مراحل الدراسة هو من اختصاص الكليات والجامعات وليس من حق الوزارة التدخل، وللوزارة حق المساندة الإدارية، ولعدم وجود تخصيصات مالية في الوزارة أو في الجامعات تتعلق بطبع البحوث أو تهيئة المناهج المناسبة أو الاهتمام بالأطاريح الجامعية فان اغلب الأفكار الخاصة بتغيير المناهج ما هي الآن إلا أفكار على الورق تنتظر التطبيق والمباشرة.لكن هناك نسبة عشر إلى خمس عشرة بالمئة في بعض الكليات غيرت فيها المناهج القديمة، وهناك كليات علمية مهمة مثل كلية هندسة الخوارزمي، غيّر فيها المنهاج بشكل واسع وكبير.عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب مخلص بلاسم قال:" قمنا بعقد اجتماعات متكررة مع ممثلي وزارتي التربية والتعليم العالي حول قضية تغيير المناهج إلا أن الاستجابة كانت متواضعة رغم المتابعة والتأكيد على أهمية الإسراع في خطوات التغيير بما يخدم مواكبة التطور العلمي والتقني في مختلف العلوم والاختصاصات، وسنقوم بزيارات في القريب العاجل للوقوف على إجراءات الجامعات في تطبيق ما هو متفق عليه من تغيير حتمي للمناهج القديمة، التي انتقدت مؤخرا من قبل الأساتذة والطلبة على حد سواء باعتبارها متخلفة ولا تواكب الحداثة العلمية.من جانب آخر، شهدت وسائل الإعلام وحرية التعبير في العراق تقدماً نوعياً على مدى السنوات الماضية، إلا أن المناهج والإمكانات التكنولوجية القديمة أعاقت تطور المعايير الإعلامية. وفي هذا الإطار، أعلنت كلية الإعلام في جامعة بغداد عن خطة لتحديث مناهجها الدراسية ، بالتعاون مع منظمة اليونسكو. وأشارت الكلية إلى أن الخطة تهدف إلى تحديث وتطوير المناهج بما يؤدي إلى تعزيز إمكانات الخريجين، مشيرة إلى أن منهج الإعلام في العراق ركز بشكل كبير على الجانب النظري وهمل الجانب العملي.ويشي
فوضى المناهج الدراسيّة .. تثير تساؤولات الاساتذة والطلبة
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 08:53 م