TOP

جريدة المدى > سياسية > أهالي الفلوجة يرقبون الانسحاب الأميركي بمشاعر من القلق

أهالي الفلوجة يرقبون الانسحاب الأميركي بمشاعر من القلق

نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 08:56 م

الفلوجة - العراق /   رويترز  بعد ان ظلا يعانيان الأمرين لسنوات لم يكن امام عامر حسين وزوجته أوفى عبد الله - وهما من مدينة الفلوجة - من خيار سوى التوقف عن الانجاب.لعن الزوجان حظهما العاثر لانهما "تزوجا في المكان والزمان الخطأ" بسبب معاناة طويلة مع المرض لطفلين ولدا معاقين مات احدهما فيما بقي الاخر يصارع المرض.
حسين (28 عاما) وزوجته أوفى تزوجا عام 2004 وهو نفس العام الذي شهدت فيه مدينتهما الفلوجة التي تقع بغرب العراق معركتين طاحنتين لجماعات مسلحة من المقاومة العراقية واخرى من تنظيم القاعدة ضد القوات الاميركية التي استخدمت القوة المفرطة والذخيرة القاتلة لدحر تلك الجماعات المسلحة. بعد سنتين من زواجهما كانت فرحتهما غامرة عندما رزقهما الله بعلاء لكن سعادتهما لم تدم طويلا اذ اكتشفا ان مولودهما البكر يعاني من تشوه خلقي وانه مصاب بضمور في المخ وفشل في وظائف الكليتين. بعد سنة قررا ان يجربا حظهما مرة اخرى لكن القدر كان معاندا اذ رزقا هذه المرة بطفلة ولدت بساقين غير متساويتين في الطول اضافة الى اصابتها بعد شهر واحد من ولادتها بطفح جلدي غطى جسمها كله. ومازالت الطفلة حتى الان تعاني المرض الذي يقول والداها ان الاطباء اخبروهما بانه عضال لا علاج له.وقال حسين "لا اعرف شنو السبب.... هذا حظنا العاثر. يمكن لاننا تزوجنا في المكان والزمان الخطأ."واضاف "قررنا انا وزوجتي التوقف عن الانجاب. لانه بالنسبة لنا يعني مولودا جديدا اي مأساة جديدة ومعاناة جديدة وحروبا اخرى ضد مرض جديد."حسين قال انه بذل المستحيل لعلاج اولاده خاصة ابنته الا انه لم يفلح رغم الفحوص والمراجعات العديدة التي استمرت سنوات واضاف ان ابنه توفي في فبراير شباط من العام 2009 ومازالت طفلته ميس على قيد الحياة في رحلة علاج لا يعتقد حسين انها ستنتهي قريبا. ما يقال عن حسين وأوفى ينسحب على العديد من ابناء هذه المدينة ذات الاغلبية السنية فالكثير من الازواج يعاني اطفالهم الان من عاهات وتشوهات خلقية خاصة اولئك الذين ولدوا بعد عام 2005 وحتى الان. ويعزي سكان ومسؤولون واطباء محليون السبب الى التلوث البيئي الذي باتت تعاني منه الفلوجة بسبب ما اُلقي عليها من ذخائر بكميات كبيرة استخدمتها القوات الامريكية عام 2004 للقضاء على التمرد الذي مثل انذاك احدى صور المقاومة العراقية ضد الوجود العسكري الامريكي في بلاد مابين النهرين.واستخدمت القوات الامريكية الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر والدبابات لسحق المدينة التي كانت تعتبر مأوى للكثير من الجماعات المسلحة وجماعات القاعدة التي تقاتل الوجود العسكري الامريكي في العراق. وقال اطباء يعملون في مستشفى الفلوجة ان اعداد الاطفال حديثي الولادة ممن يعانون من تشوهات خلقية بدأت تتزايد بشكل ملحوظ بدءا من عام 2005. ورغم حزنها لعدم وجود مركز لتوثيق هذه الحالات قالت الدكتورة سميرة العاني طبيبة اطفال واختصاصية امراض التشوهات الخلقية وهي تعمل في مستشفى الفلوجة منذ عام 1997 "قبل الحرب كنا نستقبل معدلا من حالتين الى ثلاث حالات تشوهات خلقية لحديثي الولادة في الاسبوع الواحد. الان العدد ارتفع كثيرا بدءا من العام 2005."واضافت "أذكر في يوم واحد فقط وهو الحادي عشر من شهر اكتوبر تشرين الاول (من هذا العام) تسلمنا احدى عشرة حالة من التشوهات الخلقية المختلفة لاطفال حديثي الولادة." ويقول مسؤولون وسكان الفلوجة عن استخدام القوات الامريكية لاسلحة فتاكة مثل الفوسفور الابيض والتي لم تتسبب فقط في قتل الاف من السكان بل تلوث بيئة المدينة وهو ما تسبب في ظهور امراض منها التشوهات الخلقية لدى الاطفال حديثي الولادة لم يألفها السكان قبل العام 2004. ويعرف الفوسفور الابيض بخصائصه الحارقة وما يمكن ان يتسبب به من حروق شديدة في الجسم كما يعرف ايضا بقدرته على اشعال حرائق لا يمكن اخمادها بالماء لذلك وصف بانه من الاسلحة التي تشبه النابالم او الاسلحة الكيمياوية رغم انه - ومن خلال التعريف القانوني الدقيق - لا يعتبر كذلك. ومع اقتراب موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق فان ذاكرة العديد من ابناء الفلوجة مازالت تعلق بها العديد من الصور والحكايات المؤلمة عن معركتين يقول عنهما سكان محليون وعاملون في منظمات المجتمع ان اعداد القتلى الذين سقطوا في هاتين المعركتين يتجاوز 4500 شخص اضافة الى تهجير الاف من العائلات بسبب ضراوة المعارك. وقال ذر عبد الخالق (39 عاما) مدرس لغة انجليزية وهو يدخن النارجيلة في احدى مقاهي الفلوجة "اخيرا راح يخرجون. تصدق بالله طول هذه السنين كل يوم اسال نفسي نفس السؤال.. شنو الذنب اللي ارتكبناه حتى يعاملونا هكذا ويضربون المدينة بهذه الطريقة ونبقى نعاني طول العمر".كان الجيش الامريكي قد اعترف في عام 2005 باستخدام الفوسفور الابيض في الفلوجة لكنه قال انه استخدمه على نطاق محدود ضد المسلحين وليس المدنيين لكن تلك التصريحات لم تجد اذانا صاغية لدى اهالي الفلوجة.وفي شهر ابريل نيسان شهد البرلمان العراقي مناقشات طالب فيها بعض النواب باعتبار ماحدث في الفلوجة في عام 2004 بانه ابادة جماعية. لكن تلك الدعوات سرعان ماأُجهضت بسبب صراعات سياسية حاولت تسييس القضية. ومع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram