عالية طالبكل عيد وبلدي بألف خير، تلك هي أمنيتي الغارقة في أحلامها والباذخة في حبها والشامخة في طلبها، كل عيد وعيدنا لا يعاند فرحتنا ولا يمتلئ بالمفارز التي توسطت ثلاثية على شارع لا يزيد طوله على الكيلومتر الواحد، ولا يتربص بحثنا عن أماكن للتسلية الحقيقية بعيدا عن هوس المطاعم التي افترشت ساحاتنا وأرصفتنا وشوارعنا الرئيسة وأوجدت فرحا لمعدتنا بعيدا عن نفوسنا التي ما زالت تسأل لماذا يعاندون رغبتنا بأماكن لهو حقيقية وليست غذائية!!
كل عيد وأمنيتي تطالبني بمرئيات تخلو من النفايات والعلب الفارغة والأرصفة المهشمة وعسكرة الشارع اللامنتهية، كل عيد وصبري يعاندهم ويرسم وجها مبتسما يتغافل عن مصدات الفرح المزروعة في الشوارع المقفلة والصراخ العسكري والصفارات المربكة والانتظار القاسي لساعات وساعات تقتص أوقاتنا وكأننا سلعة مهملة لا يبالي بها أحد.كل عيد وبلدي بألف خير، كما أتمنى له الابتعاد عن الصراعات والتصريحات المتشنجة والأقاليم المتعجلة والانقسامات المبيتة والسياسيين المتفرجين والحكومة الحائرة بضغوطها المتتالية وأفكارها المزدحمة وتربصات الآخرين المتزايدة!! كل عيد ومواطنونا لا يلتفتون بحثا عن لم شملهم المتناثر في بلدان الله والذي لا يجمعه إلا النت وأجهزة الاتصالات والدموع الساخنة!! كل عيد والإرهاب المقيت في أسفل درك الإنسانية التي تعرف كيف تقذف المشوهين والأقزام في ذاكرة اللعنة الخالدة!! وكل عيد وفرحي بك يا عراق لا تنتهي، يكفيني إنني فيك، إنني احمل في طيات نفسي رائحتك، صوتك، وتلفعني سماؤك وتبصم خطوتي مساحاتك!! كل عيد وشجني أداريه واحلم بغد بلا تناقضات بلا فساد بلا أرامل وأيتام ومعذبين وأفكار سود وأحلام موءودة وأسرار تخشى البوح حتى لا تصاب بالجذام!!كل عيد وصوت مساجدنا وحسينياتنا وكنائسنا ومعابدنا ودور عباداتنا يعلو وهو يلهج باسم الله الذي نتوحد في عبادته بلا تمييز! كل عيد وانأ أعاندهم بفرحي وحبي وتعلقي وشغفي بك يا وطني الذي امتلأ بك ومنك وفيك بإيمان مطلق لا يحيد عنك! كل عيد وإنا أبسمل لأحفظ وجه بلدي من أن يقال عنه قد تخلف عن الآخرين في خدماته وعمرانه وتطوره وتقدمه، وأحث خطاي لأقدم لك كل ما استطيع ليبقى باهرا مبهرا عصيا على التراجع الذي يريده لك الحاقدون. كل عيد وأنا أدعو لكل من يحافظ عليك بأن يحفظه الله ويرعى خطاه، وأتمتم بصوت اسمعه بوضوح وأنا اردد يا رب اجعلهم يحبونه مثلي! كل عيد وعنادنا يكبر بالحفاظ عليك وعلى جمالك الذي يتمزق هنا وهناك، وهمس دجلتك التي يتخيلون أنهم يسحبونها إلى الفناء فتصفعهم بكل النماء. كل عيد وانا أحبك أكثر برغم الزحام المفتعل والضجيج الأمني ونقاط التفتيش وحواجز الفصل بين الأرواح وصمت ليلك المتعجل ونهارك المضطرب بالإخوة الأعداء الذين ما عرفوا الانتصار يوما على لحمة أبنائك أينما يكونون.
وقفة: نعايدكم.. نعاندكم
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 09:08 م