بغداد/ خاص المدىكشفت الحكومة عزمها تشكيل "هيئة لرعاية المبدعين"، متعهدة بتقديم الدعم الكامل لهذه الشريحة، في حين دعت لجنة الثقافة والإعلام إلى ضرورة الانتهاء من ملف الإقصاء لمجموعة من الأساتذة والأكاديميين وتفعيل دور المصالحة بدلا عن تشكيل هيئات لرعايتهم.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي خلال مؤتمر المبدعين والكفاءات، أمس "سنعمل مع مجلس الوزراء على تشكيل هيئة عليا لرعاية المبدعين وتقديم الدعم والتسهيلات والالتزام باحتضان الطاقات"، مبينا أن "هذا التشكيل يعد إسهاما من العراق في التطور الذي تشهده البلاد، وإننا نشد على أيدي أبنائنا من المبدعين أن يلحقوا ويقدموا ويشاركوا".وأضاف المالكي أن "المبدع كان سابقا يحارب على خلفيات سياسية ومذهبية وطائفية"، مؤكدا أنه "ينبغي أن يكون فوق كل هذه الاعتبارات، ولكن كان المبدع من الذين يتعرضون للحرب والمضايقات ولذلك نجد اغلب المبدعين العراقيين والعلماء يهربون من العراق لأنهم يريدون بيئة يعيشون فيها". ولفت المالكي إلى أنه "في العراق لم يتم احتضان المبدعين في السابق، الأمر الذي أدى إلى وجود آلاف منهم في دول أوروبا وأميركا ويعملون في جامعاتها ومختلف مؤسساتها"، موضحا أن "هذا الأمر جاء من اللا احترام واللا اهتمام واللا التزام".وبالرغم من أن لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب اثنت على خطوة الحكومة غير أن نائب رئيس اللجنة ميسون الدملوجي اشترطت في تصريح لـ(المدى) إبعادها عن ايجابية المحاصصة السياسية، موضحة "أن وزارة الثقافة غير قادرة على احتواء مجوعة كبيرة من أهم المبدعين الذين يمتلكون خبرات وباعا في جميع المجالات، وقد يكون لهم دور كبير في بناء الدولة المدنية"، معربة عن أسفها لـ"أن الوزارة وبالرغم من أهميتها، مهمشة من قبل اغلب الساسة"، مستدلة بـ "الإجراءات الحكومية التي تتعلق بسحب أموال من ميزانية الوزارة وإضافتها على وزارة الدفاع".وتساءلت الدملوجي "ما فائدة تشكيل مثل هيئة المبدعين وان الجميع يعلم ان الهيئات المستقلة اغلبها تخضع لنظام المحاصصة والتدخل الحكومي؟"، وتابعت "بات من الواضح أن دولا إقليمية تتدخل على صعيد جميع المجالات ومنها الثقافية".وابدت الدملوجي استغرابها لما أسمته بـ"ازدواجية الحكومة في اتخاذ قراراتها"، وقالت انها تتأرجح بين اقصاء أكاديميين وأساتذة جامعات وبين العمل على تشكيل هيئة لاحتواء المبدعين من جهة أخرى".وترى انه "من الأجدى تفعيل المصالحة الوطنية بين مجموعة كبيرة من المبدعين والمثقفين والأكاديميين الذين تركوا البلد اثر سياسة التهميش والإقصاء واتهامهم بالانتماء لحزب البعث، واجتذابهم من خلال اعطاء دور حقيقي لبناء الدولة المدنية، والمشكلة إن أعداد المبدعين والمثقفين تتزايد في طلب اللجوء إلى دول أوربية، والعراق يمر في فترة حساسة وتاريخية ويجب أن تكون الحكومة والبرلمان وجميع السياسيين قادرين على احتواء كل الطاقات والمواهب وان تترك النزاعات الطائفية والعرقية لأنها مرحلة مفصلية ومهمة في ظل الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية".وهاجر آلاف العراقيين من أصحاب الكفاءات والشهادات العليا، بعد دخول القوات الأميركية العراق عام 2003 وتردي الأوضاع الأمنية فيه، وتصاعد وتيرة أعمال الخطف والتهجير والقتل والتي بلغت أوجها عامي 2006 و2007.
الحكومة: لجنة لرعاية المبدعين.. والدملوجي: لا حاجة لها

نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 09:34 م









