TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: تهانٍ دعائية

نبض الصراحة: تهانٍ دعائية

نشر في: 13 نوفمبر, 2011: 07:15 م

 يوسف فعلأشد ما لفت اليه الانتباه  بعد فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم على نظيره الصيني بهدف السفاح يونس محمود تهافت اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات على تقديم التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا بمناسبة الانتصار ، بشكل ولـّد الاستغراب للجميع لان تهاني الفرح اوهمت المشاهد ان النواب وزملاءهم في مجالس المحافظات يولون الاهتمام المطلوب في دعم وتطوير الرياضة والارتقاء بالبنى التحتية ويسعون بجد ان تصبح ملاعبنا قبلة لدول الجوار ومحط الاعجاب للداني والقاصي، واننا نعيش في موسم الحصاد الرياضي بخيرات النواب والحكومات المحلية .
ولكن الواقع  الرياضي مغاير ولا يمت الى تهاني النواب بصلة للمعاناة  الكبيرة للرياضيين التي تقيدهم  بسلاسل  تحد من انطلاقهم في سوح الانجازات التي ظلت ترافقهم منذ التسعينيات من القرن الماضي، ولم تجد الحلول الناجعة لها من اصحاب التهاني ومنها الافتقار الى الملاعب  الجميلة الصالحة لخوض المباريات الدولية او القاعات الداخلية  الملائمة التي تقي الرياضيين من  المطر او تنعشهم بنسمات الهواء العليل في ايام الحر اللاهب ، كما تعاني اغلب الاندية من الفقر المدقع الذي حوّل واجهاتها الى محال للسكراب وبيع الخضراوات ، فضلا عن ان رواد الرياضة في شتات ولا توجد مؤسسات رياضية  تهتم بشؤونهم واحوالهم  التي لا تسر عدواً ولا صديقا يواجهون شظف الحياة وصعوباتها  بذكريات الماضي ولم يجدوا الحضن الدافىء الذي يحميهم إلا عن طريق اصدار صرخات الاستغاثة الى جبال صماء لا ترحم عزيز القوم برغم ان الرواد أفنوا شبابهم لخدمة رياضة الوطن. ويعاني الجانب الرياضي من إهمال كبير من المسؤولين يتمثل بقلة الميزانيات المخصصة له التي لا تصنع الابطال او تطورهم نحو الأفضل ولا توازي طموحاتهم وآمالهم التي يتمنون ان ترسو في شواطىء الامان وعلى ضفاف الطمأنينة وهذا ما جعل الرياضة تنزوي بعيداً عن منصات التتويج قارياً وعالمياً .وما يُثير الدهشة في تهاني النواب ان الافعال تختلف عن الاقوال والدليل اننا لا نمتلك ملعبا دوليا غير ملعب الشعب الأثير ، اما بقية الملاعب فانها لا تصلح لخوض مباريات للفرق الشعبية وليس لاستقدام المنتخبات المعروقة ، وجميع هذه المعطيات تؤثر على مسيرة النهوض بالواقع الرياضي او ان تكون مكانا لجذب الشباب وتسخير طاقاتهم بالشكل الأمثل لتحقيق الانتصارات في المحافل الدولية.نأمل ان تتحول التبريكات التي اطلقت من حناجر المسؤولين ومكاتبهم الاعلامية اوراق عمل لبناء قاعدة رياضية رصينة في بغداد وجميع المحافظات وألا تنتهي فورتها عند انتهاء افراح فوز اسود الرافدين لأجل ان تكون مساهمتهم واقعية لخدمة المجتمع الرياضي ، وتحويل الاقوال الى افعال والشعارات الى انجازات لاننا نمتلك الطاقات البشرية الهائلة والموارد المادية لكنها بحاجة الى التشريع والاستخدام الصحيح للاموال المرصودة للرياضة وعندها فان الجميع يشعر ان تهاني النواب صادقة ومن القلب الى القلب ولم تكن لأغراض لم تعد خافية على احد والى ذلك الحين سنتنظر على احر من الجمر عسى ان نفقز بخطوات واثقة على صعيد البنى التحتية لتتحول الى صدارة الدول المتطورة في المجال الرياضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram