اعداد: اسراء الخالديخلصت دراسة أميركية جديدة إلى أن إتباع الشخص نظاماً غذائياً صحياً وأسلوب حياة جيداً يمكن أن يساعد الأولاد والأحفاد بل حتى أولاد الأحفاد على العيش لمدة أطول . ونقل موقع “لايف ساينس” الأميركي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة في جامعة “ستانفورد”، آن برونت، أن نتائج الدراسة “تشير إلى إمكانية أن ما يفعله الشخص خلال حياته في ما يخص البيئة يمكن أن يؤثر في حياة سلالاته . . قد يؤثر هذا في طول عمر الكائنات الحية، حتى وإن لم يؤثر في الجينات نفسها” .وجد الباحثون أن تغيير 3 بروتينات عند الديدان، التي لديها البروتينات نفسها الموجودة عند البشر، يمكن أن يؤثر في طول العمر عند الدودة نفسها والأجيال الثلاثة التالية من سلالتها، إذ يزيد العمر المتوقع بنسبة 30.%
وبعد الجيل الثالث يتجه طول العمر للعودة إلى ما كان عليه .وهذه المرة الأولى التي يجد فيها العلماء عاملاً وراثيا يؤثر في العمر لكنه غير جيني .وهذه الظاهرة المعروفة بالتغيير “غير الجيني”، ليست جديدة وتصف عملية تأقلم الجسم مع البيئة، مثل الغذاء وأشعة الشمس، ومعدلات التلوث، لكن لم يكن من المعروف سابقاً أنه يمكن وراثتها .وقالت برونت إن “المزايا الجينية من أهلنا قد لا تكون الشيء الوحيد الذي نرثه . . هذا مهم جداً كونه بإمكاننا التأثير في الأجيال المقبلة” .وأضافت “قد يكون لأجسامنا ذاكرة لأساليب حياة أسلافنا . . وهذا يظهر أن طول العمر يمكن أن يورث بطريقة غير جينية على مدى أجيال متعددة وهذا أمر مذهل جداً.” وأشارت إلى أنه في حال إيجاد هذه العلاقة عند البشر سيشكل ذلك اختراقا كبيراً في مجال علم الوراثة . وكانت دراسة جديدة قد أكدت أن المسنين الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً وسليماً ترتفع فرص العيش لديهم مقارنة مع نظرائهم ممن يستهلكون المأكولات مرتفعة الدهون والحلوى .ولاحظت الدراسة التي أعدها فريق من الباحثين في جامعة “مريلاند” الأميركية، بعد متابعة العادات الغذائية لنحو 2050 شخصا تراوحت أعمارهم ما بين 70 و90 عاما، لمدة عشر سنوات، أن من تناولوا الحليب والمأكولات مرتفعة الدهون كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 40 في المئة مقارنة مع من اتبعوا نظاماً صحياً سليماً.وبينت الدراسة أن من تناولوا الحلويات كانوا أكثر عرضة بنسبة 37 في المئة للوفاة .وأظهرت الدراسة أن من اتبعوا أنظمة غذائية صحية لم يعيشوا فترات أطول فحسب، بل كانت نوعية وجودة حياتهم أفضل ولوقت أطول من الآخرين .وترى دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة نيوكاسل البريطانية أن تناول كميات أقل من الطعام الصحي يمكن أن يمهد الطريق أمام العيش فترة أطول، لكنها حذّرت الناس في الوقت نفسه من مخاطر إتباع حميات غذائية صارمة . ويعتقد العلماء الذين وضعوا الدراسة، أن الحمية يمكن أن تمنع الشيخوخة لأن خلايا جسم الإنسان في نظرهم لا تتحرك خلال دورة حياتها بصورة أسرع إلا إذا كانت متعطشة للطاقة، على الرغم من أن نظريتهم هذه تبدو متناقضة مع جميع النصائح الطبية .ووجدت الدراسة أن الحيوانات التي تم تغذيتها في إطار نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية للغاية كانت تملك عدداً أكبر من الخلايا الصحية التقسيم، وأن أغلفتها الواقية التي تغطي نهاية المعلومات الجينية المهمة في الخلايا سليمة، التي تمثل الأضرار التي تلحق بها مفتاح علامات الشيخوخة .وأضافت أن التجارب أثبتت أنه حتى الحيوانات الكبيرة في السن التي اعتمدت النظام الغذائي في وقت متأخر من حياتها شهدت الفوائد نفسها . لكن الدراسة حذّرت الناس من عدم اعتماد أنظمة غذائية صارمة منخفضة السعرات الحرارية من أجل العيش حياة أطول .وقالت إن من غير المعروف بعد ما إذا كان يمكن الحصول على المزايا نفسها في البشر ونوع المخاطر المترتبة على ذلك .وفي السياق نفسه، أظهرت الدراسات الطبية أن النظام الغذائي لدول البحر المتوسط الذي يعتمد بصورة أساسية على الدهون غير المشبعة نتيجة كثرة استخدام زيت الزيتون، إضافة إلى الخضراوات، يعمل على إطالة العمر الافتراضي للإنسان، خاصة السيدات بنحو 15 عاما .وكانت الأبحاث قد أجريت على ما يقرب من 120 ألف رجل وسيدة تراوحت أعمارهم ما بين الخامسة والخمسين، والتاسعة والستين عاما، ليتم تتبعهم لنحو 15  عاماً انتظموا في إتباع النظام الغذائي لدول البحر المتوسط الغني بالخضراوات والفاكهة والدهون غير المشبعة والحبوب .وكشفت المتابعة أن التأثير الإيجابي لهذا النظام الغذائي كان الأكبر في السيدات، حيث تمكن من إطالة عمرهن الافتراضي بنحو 15 عاماً بالمقارنة بـ8 أعوام للرجال.