اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > هواء في شبك: (ماكو خسارة)

هواء في شبك: (ماكو خسارة)

نشر في: 29 سبتمبر, 2009: 12:15 ص

عبد الله السكوتيrnيحكى إن رجلا كان على أتان له ، والأتان أنثى الحمار ، وقد أردف زوجته خلفه فصادفا في الطريق  رجلا أعمى  فترققا لحاله و اردفاه معهما على الأتان ، ولما بلغ الثلاثة بلدا بعينه صرخ الأعمى مستغيثا بالناس زاعما أن الأتان له وأن المرأة زوجته....!
اجتمع الناس وهم يرثون لمصيبة الأعمى وقد انتهى الأمر الى صاحب الشرطة الذي رأى أن يودع من هؤلاء غرفة خاصة له وقد وكل بهم من يراقبهم وينقل إليه ما يجري من فلتات ألسنتهم من الأقوال ، فكان الزوج المسكين يتأفف وهو يقول (حقا لقد ابتلينا بهذا الأعمى الذي صنعنا له جميلاً فأبى إلا أن يسيء مكافأتنا بهذا الصنيع اللئيم) وكانت الزوجة تضرب يداً بيد وتقول : (واسوأتاه لقد فضحنا هذا الأعمى بين الناس بالباطل) أما الأعمى فكان يقول (خصارة ماكو خصارة لو المرة لو الحمارة) يريد أنه لن يخسر شيئاً من هذه الصفقة فهو لا بد أن يكسب إما المرأة وإما الأتان إن لم يوفق لكسبهما معاً.rnلقد أصابوا عندما قالوا لكل مقام مقال ومقالنا هذا مقامه الزحام المحموم على شراء الأصوات حتى يصل الأمر بشخصية معروفة وقد تنعمت - هذه الشخصية - بأربع مضين واثنتين قبلهما سمان ومع هذا يسأل أحد زملائنا هل ستنتخبني ؟ يريد أن يطمئن على مستقبل أفضل فما في الأمر خسارة إما راتب عال أو ربما اثنين ناهيك عن المخصصات فالعراق أرض السواد لمن يحكمونه أي الخضرة والمتعة وهو أرض السواد لمن هم مواطنون عاديون أي الثياب السود ، وهكذا هو الأمر حين خرج هارون الرشيد العباسي ليحادث الغيمة وهو يقول : ( أمطري حيث شئتِ فأنت في خراج هارون الرشيد) فلا ادري على أي أساس يعلن السيد المالكي إن التعيينات ألغتها موازنة عام (2010) والبالغة (87 مليارا)  دون أن يحدد خسارة الجهد والأموال في أي تسريب تكون او اين وضعت وهل اصبح مجلس النواب عبئا على كاهل المجتمع؟ إن الميزانية توضع لتستوعب مساحات العراق الخدمية والاستثمارية بإشراف اقتصاديين ربما قد استوعبوا مشكلة العراق الاقتصادية ومدخولاته التي لو تم استثناء واردات النفط منها لأصبح بلداً هامشياً لا ينفع ولا يضر ،  تشير تقارير إخبارية تناولت سياسة الصين الاقتصادية  الى أن الشعب الصيني لم يدع شبراً في الأرض إلا وزرعه حتى بلغ الأمر أن زرع في سطوح البنايات والمنازل ، اما ما يحدث في العراق فقد قاربت حكايته (تنابلة السلطان) الذين أمرهم سلطانهم بجمع التمر الساقط من النخيل وأكله فآثروا الموت على هذه الحياة المتعبة.rnلقد شربت الكروش التي تتسع لكل شيء نفط العراق وإذا استمر الحال على ما هو عليه فستنتفخ الكروش ويفرغ باطن الأرض الا من مياه الصرف الصحي.rnولو أردنا أن نقوم بإحصائية محايدة لرواتب المسؤولين وأعوانهم وحماياتهم فسنرى العجب ونعذر من يقاتل على الترشيح فهذا حق مشروع (لأن كل واحد يحود النار الكَرصته) وهي أربع سنين تنقضي لينام بقية العمر منعما  والادهى من ذلك أنه يأخذ بعد أربع سنوات خدمة تقاعداً يبلغ ثلاثة أرباع الراتب أي انه سيبقى منعماً فلماذا يفكر أن يصبح مثل الصين لتذهب أموال الموازنة لاستيراد البذور وبناء المصانع ؟ أنا متفائل مثلما سمت العرب الأعمى بصيراً بمصير مظلم فنهاية الأمر مثل بدايته وماكو خسارة إلا للشعب فهو الخاسر الوحيد في كل الأحوال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

المالكي يبحث عن
سياسية

المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده

 بغداد/ تميم الحسن يبحث نوري المالكي، زعيم دولة القانون عن "نهاية سعيدة" لختام عمله السياسي خلال الـ20 عاما الاخيرة بالحصول على رئاسة الحكومة للمرة الثالثة قبل تقاعده.ويدفع المالكي ويشاركه الى حد ما، حزب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram