TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :لا تضيّعوا الفرصة

كردستانيات :لا تضيّعوا الفرصة

نشر في: 13 نوفمبر, 2011: 08:54 م

 وديع غزوان  ربما هي صدفة وعملية غير مقصودة تزامن تكثيف نشر الاخبار عن الأثر السلبي لذلك الدور الاميركي في تعطيل عمليات البناء والنهضة لعراق ما بعد 2003 مع اقتراب  الموعد النهائي لانسحاب القوات الاميركية من العراق.قد يكون فعلاً نشر كل تلك الاخبار التي لا نختلف على صحتها
 والتي سبق ان حذرت جهات وشخصيات سياسية منها من دون ان يسمع لها احد ذلك مصادفة، وقد يحمل اهدافا لأطراف تحاول تبرئة نفسها مما لحق بالعراق  وعمليته السياسية من تشويه افقد البعض ما بقي من بارقة امل في اصلاح قريب  لدرجة دفعت احدهم للتحذير من على شاشة إحدى الفضائيات في معرض تعليقه على موقف العراق من سوريا من  مخطط امبريالي صهيوني معد سلفاً ضد المنطقة ؟! والسؤال الذي لا نعتقد اننا  سنلقى عليه اجابة واضحة وصريحة اذا كانت مصالح الولايات المتحدة الامريكية تقتضي من مسؤوليها ممارسة هذا الدور السلبي في العراق من عدم تدريب قواتنا بشكل مهني صحيح ونشر الفساد بجميع انواعه وتعطيل اي مشروع نهضوي وو..  فما هو دور سياسيينا من كل هذا وماذا فعلوا طوال السنوات الماضية واين وضعوا مصلحة الوطن؟ ليس في ما يقال وينشر من شيء جديد لان المواطن البسيط اكتشفه منذ وقت مبكر ، غير انه وبدافع الحرص على العراق تحمل الكثير وصبر وانتظر مبادرة من الكيانات السياسية التي تصدرت الموقف ، غير ان ظنه قد خاب فيها كما خاب سابقاً من الادارة الاميركية ، وبقي يبحث عن خلاصه في  دور ما زال ضعيفاً للتيارات والشخصيات الديمقراطية التي ما زالت مع الاسف متأخرة جداً عن متطلبات المرحلة  وغير قادرة على استثمار ما تمتلكه من تاريخ نضالي طويل وتجربة لتصحيح بعض ما آلت اليه الامور في العراق . ولكي نكون منصفين ينبغي ان نعترف بان امكانات هذا التيار الديمقراطي المادية الضعيفة ، تفقده فرص المنافسة المتكافئة مع غيره من التيارات التي تمتلك الفضائيات والصحف والمال ، وينبغي ان نكون صادقين  اكثر ونعترف بان زمن اساليب النضال التي خبرتها تلك القوى وجعلتها صامدة برغم ما تعرضت اليه من ضربات موجعة ، لم يعد لها من مكان في وقتنا الحالي ، لذا فان الحاجة تبدو اكثر من ضرورية ان تستثمر هذه القوى نظافة يدها وترفعها وعدم تدنيس أيدي اعضائها  بملفات فساد بحسب ما امتلكه من معلومات، لتميز نفسها عن غيرها من التيارات التي تسيدت ساحة العمل السياسي وعملت على احتكارها لمصالحها فقط. نعلم ان العمل وسط هذه الاجواء الموبوءة بالفساد والمحاصصة والميليشيات ليس هيناً، لكنه ليس مستحيلاً اذا عرفنا كيف نعود لحضن المواطن وحصنه وهذا ما اشعر بأن هذه  القوى قد انتبهت اليه متأخرة وبدأت تحاول لملمة شتاتها وتعيد النظر باساليب عملها، وقد يكون من المبكر الحكم على نتائج المؤتمر الاخير الذي عقدته التيارات والشخصيات الديمقراطية في الشهر الماضي، لكننا نعتقد ان خفوت صوت  هذه التيارات الذي يكاد يكون شبه غائب  ازاء ما يواجهه العراق من تحديات لما بعد الانسحاب الاميركي قد يضيع عليها فرصا اخرى هي بحاجة  اليها ، المواطن ينتظر صوتكم فلا تضيعوا الفرصة مجدداً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram