TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > نصيف الناصري: لا حروب لي إلاّ مع المنافقين والعاطلين عن الإبداع

نصيف الناصري: لا حروب لي إلاّ مع المنافقين والعاطلين عن الإبداع

نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 06:34 م

حاوره في أمستردام / عدنان أبو زيد تتناول المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر العراقي نصيف الناصري التي تحمل عنوان"بين خرائب محنتنا"، الزمن والموت والحبّ والصيرورة والتحوّل، وما يميز هذه المجموعة التي يعدها الناصري امتداداً للمجموعة التي سبقتها"في ضوء السنبلة المعدة للقربان"، حضور  الموت بمعناه الشمولي بعنف.
ركز الشاعر على الزمن في قصائده الجديدة من خلال جريان اللحظات التي تستلبنا دائماً وتستلب حيواتنا وطموحاتنا بحسب الشاعر.يقول الناصري: يعنيني التحوّل وتعنيني الصيرورة دائماً. وبحسب نقاد وشعراء فإن الشاعر نجح أيّما نجاح في تجسيد ذلك في مجموعته الجديدة.  هذا الحوار يميط اللثام عن الكثير من أسرار تجربة شاعر يترك بصمات واضحة على صفحة الشعر العراقي.*يرتفع صوت الغربة عميقاً في كتابات نصيف الناصري.  هل أحدث الزمن الطويل الذي فارقت فيه المكان الأول انقلاباً في رؤيتك الشعرية؟  -  حياتي  كانت دائما انقلابات متتالية على الصعيد الشخصي والشعري. في بداياتي كنت أكتب الشعر السوريالي الفكاهي، وفي النصف الثاني من سنوات الثمانينيات في القرن الماضي انشغلت بالقصيدة الكولاج وقدمت أشياء غريبة وأقمت معرضاً أسميته (التفكير بواسطة الصورة) في منتدى الأدباء الشباب عام 1989، عرضت فيه مخطوطات لـ 8 مجموعات ولوحات وتوابيت وحجارة الخ. في بداية سنوات التسعينيات وما أعقبها حاولت أن أقدم شهادات عن الكوارث التي أحاطت بنا وقدمتُ مجموعة من النصوص تنأى عن المباشرة والواقع المحطم بكل الأشياء المألوفة، وفي سنوات إقامتي بعمّان 1994- 1998 وبتأثير من اللقاءات اليومية بالمرحوم عبد الوهاب وسعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر، أعدت النظر بمجمل تجاربي مع الشعر، حيث اكتشفت أن ما أنجزته في الماضي وطبعاً هذا خطأ شنيع منّي، لا يلّبي حاجتي الروحية إلى التعبير عمّا أطمح إليه وأسعى إلى تحقيقه. قمتُ بتمزيق مجموعات كثيرة بعد أن صدرت مجموعتي الأولى (أرض خضراء مثل أبواب السنة) المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت 1996 على نفقة المرحوم البياتي ونالت صدى طيباً في العروض التي كتبت عنها. الانقلاب الشعري الكبير في تجربتي، أعتقد انه حصل أثناء إقامتي بالسويد حيث كان همي أن أقدّم قصيدة محملة بالأفكار وتعنى بمصير الإنسان في العالم وبؤسه وبؤس مصيره الحتمي، عبر سنوات من التأمل والقراءات العميقة والمراجعات لمجمل التجارب الشعرية العربية والعالمية، وكانت الحصيلة أنني عبر عزلة فرضتها على نفسي قد أنجزت ونشرتُ 12 كتاباً في الشعر والنثر، وهذا الصيف بدأت كتابة مجموعتي القادمة فأنجزت منها خلال الشهرين الماضيين 87 صفحة ومازلت أواصل كتابتها.  *في عام 2011 صدرت لك مجموعة شعرية جديدة حملت عنوان"بين خرائب محنتنا"، تدور موضوعاتها حول الزمن والموت والحبّ والصيرورة والتحوّل، ما الذي يميز المجموعة من وجهة نظرك لاسيما وأنها تثير الأسئلة حول مواضيع مختلفة، يربطها هاجس الفلسفة والتأمل؟- (بين خرائب محنتنا) هي امتداد للمجموعة التي سبقتها (في ضوء السنبلة المعدة للقربان) التي صدرت عام 1997 عن منشورات بابل بدمشق، ومع الأسف أرسل لي الناشر علي الشلاه نسخة واحدة منها على الرغم من مئات الرسائل التي بعثتها له من دون جدوى. في هذه المجموعة يحضر الموت بمعناه الشمولي بعنف. الموت الذي لا نتذكره إلاّ حين نشعر بفقد عزيز ما، وننسى دائماً حقيقته المرعبة التي تلازمنا في كل حين. بدت لي مشكلة الزمن التي ينأى شعرنا العربي المعاصر عنها، جديرة بالتأمل من خلال جريان اللحظات التي تستلبنا دائماً وتستلب حيواتنا وطموحاتنا، وحاولت التعبير عن فعل الزمن بمصير البشرية من خلال مفهوم الحبّ. كل لحظة وكل نأمة في الزمن تسعى إلى تدمير الصورة الماثلة للمحبوب عبر الحركة والسرعة التي تجاهد في اقتيادنا إلى الشيخوخة والى الخراب. يعنيني التحوّل وتعنيني الصيرورة دائماً. أعتقد الآن أنني من خلال المران الطويل مع الموت قد صالحت موتي وعقدت معه ميثاقاً. لا أؤمن بالخلود لكني أعرف أن التحلل الكبير للجسد يمنحنا فرصة اللقاء بعناصر الطبيعة العظيمة. كل ميتة في تحللها وصيرورتها تمنح الإنسان العاري في العالم بعض السلوان في أن يشعر بأنه ليس ذرة غبار. *الناصري إشكالي في شعره وعلاقاته الحياتية، ترى إلى أين وصلت اليوم في حروبك، ثمة من اسرّ  لي أن الناصري بات وحيداً، وانزوى بعيداً في غربته متعمداً ذلك؟  - لا حروب لي إلاّ مع المنافقين والعاطلين عن الإبداع والشعراء الكذبة. لم انزو بعيداً ومازالت علاقتي مع الشعراء الحقيقيين وطيدة ويسودها الحبّ والتقدير والاعتزاز. الآن بعد أن تخلصت من أولئك الذين تحولوا بعد زلزال عام 2003 إلى حزبيين وطائفيين، أشعر بأنني أكثر قوة ومحبة إلى القارئ والى الناس. *مَنْ مِنْ مجايليك ظل صامداً  في قارب الشعر، كثيرون خفق صوتهم،وبالمقابل فان ثمة أصواتاً شعرية جديدة، هل تسمها جيداً أم أنك تبدي عدم اكتراث بهم لسبب أو لآخر.   - في الماضي أحصيت (شعراء جيلي) فوجدتهم قد بلغ عددهم 123 شاعراً، ظهروا وكتبوا في سنوات الثمانينيات، لم يبق منهم الآن إلاّ الساحر الجميل محمد مظ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram