اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > صدام يقفز فوق المنصور ويبدّل تاريخ (يوم بغداد) لتعارضه مع ميلاده

صدام يقفز فوق المنصور ويبدّل تاريخ (يوم بغداد) لتعارضه مع ميلاده

نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 07:32 م

 بغداد/ وائل نعمة  عدسة/ أدهم يوسف احمل كاميرا وتجول في بغداد، في شوارعها وأزقتها ، التقط صوراً وعلّقها في معرضك الشخصي ،إياك أن تطلعه على صديق قادم من أوروبا أو حتى من دول عربية مجاورة. إذا كان الجو غائماً وممطراً ستقع قدمك في أولى خطواتها بوحل الصباح، وتتناول فطورك بزحام شديد،
 تضيق بك "الكيا " فتقرر النزول ، الشوارع فوضوية،السيارات تقطع طريق السابلة،تهرب إلى الرصيف، يضايقك أصحاب البسطيات ، وأغراض المتاجر التي فاضت عن سعة بنائها. أخيرا تنحشر بين نهاية الرصيف وبداية الشارع ،تفوح روائح المجاري ،الممزوجة مع النفايات... وصلنا إلى التقاطع حيث تسعى جميع السيارات للخروج، أطفال يركضون وراء زجاج السيارات ، نساء بملابس رثة تستجدي عبر النوافذ ... المنظر يضطرك لرفع رأسك إلى الأعلى لتتخلص من مناظر النفايات والساحات الفارغة المليئة بالكلاب، والمنازل العشوائية ، حيث معسكر الرشيد الذي حلمنا به أن يكون مولاً  أو مجمعاً سكنياً ( كما سمعنا كثيراً ) ، لكنه لا يزال يضم بيوتاً مهدمة ، وأطفالاً تعيش بين النفايات...وإن مقالب الازبال التي تتطاير منها أعمدة الدخان القاتلة في كل مساء لها مجاميع متخصصة في البحث بين أكوامها لتخرج بقوت يومها ...فمشاهد "الدوارة او العتاكة " -كما يسمون- أصبحت منتشرة بين حاويات أمانة بغداد الزرقاء والحمراء التي وزعتها على الأحياء في محاولة لجمع النفايات ،التي عجزت عن حصرها، وأصبحت أتلالاً في مناطق عدة. لم نتحدث بعد عن المستشفيات ،والمدارس ،والجامعات ، وباقي المؤسسات الحكومية في بغداد التي لم تعد تقوى على الصمود، فالرطوبة والتقادم كسرت ظهرها وأنحت، صارخة: ارحمونا.آخر صورة لبغداد كانت آخر صورة علقت على وجه المعرض تتحدث عن حمار توسط شارعاً في العاصمة وهو يرفض التحرك ،والسيارات تقف وراءه...هذا بعض مما يحدث في بغداد بذكرى الاحتفال بيومها السنوي، حيث ذكرت أمانة بغداد بأنها ستقيم احتفالاً مركزياً كبيراً بمناسبة يوم بغداد على حدائق متنزه الزوراء، اليوم الثلاثاء، برعاية  رئيس الوزراء نوري المالكي.وذكرت دائرة العلاقات والإعلام في بيان صحفي تلقت المدى نسخة منه أن :" أمانة بغداد أكملت استعداداتها كافة للاحتفال المركزي بيوم بغداد في الخامس عشر من الشهر الجاري في متنزه الزوراء الذي يتضمن عدداً من الفعاليات الفنية والثقافية والفلكلورية وزراعة عشرات الأجنحة بأنواع كثيرة من الزهور على وفق تصاميم تحاكي تأريخ بغداد ومجدها التليد ".وأضافت أن " احتفال هذا العام بيوم بغداد سيكون مميزاً لاسيما ما يتعلق بأجنحة الدوائر البلدية الخاصة بعرض الزهور والنباتات المتنوعة وكذلك المشاهد التراثية والفلكلورية عن قهوة عزاوي وشارع الرشيد والصور البغدادية القديمة وبعض محال المهن القديمة وغيرها من التفاصيل الأخرى" ، مبينة أن " أمانة بغداد عملت كل ما من شأنه إظهار هذه المناسبة بالمظهر اللائق والمتميز الذي يتناسب مع مكانة وأهمية العاصمة بغداد وعمقها التاريخي والحضاري وواقعها اليوم وهي تتطلع بكل إصرار لبناء مستقبلها الوضاء " .وأشارت إلى أن " معظم المجالس والمنتديات الأدبية البغدادية كرست فعالياتها ونشاطاتها هذا الشهر للاحتفال بيوم بغداد السنوي التي اعتادت على إحيائه سنويا التي من بينها مجالس نادي الصيد العراقي والربيعي والمخزومي والصفار والجواهرية ومنتدى بغداد الثقافي وغيرها".اختلاف على تحديد يوم العاصمة من جانب آخر، يعترض المؤرخ العراقي شفيق مهدي على تاريخ الاحتفال بيوم بغداد. مؤكدا أن التاريخ الحقيقي هو العشرون من نيسان وليس الخامس عشر من تشرين الثاني، وقدم مهدي أدلته في هذه المسألة قائلا : وأنا أكتب عن بغداد منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وثقت هذه الحقيقة في رسالتي للماجستير التي أعددتها عن الخلافة العباسية. تقول الحقيقة : اجمع المؤرخون على أن الخليفة ابو جعفر المنصور قد أسس مدينته المدورة التي اسماها مدينة السلام، يوم الثلاثاء، الفاتح من ربيع الثاني للعام 145 هـ الموافق للتاسع والعشرين من حزيران سنة 762م، وفي يوم الاثنين الأول من محرم عام 146 هـ الموافق للحادي والعشرين من آذار سنة 763 م،وبدأ الخليفة الانتقال إليها حيث تم نقل الدواوين وبيت المال من الكوفة، وفي يوم الأربعاء الأول من شهر صفر عام 146 هـ الموافق العشرين من نيسان سنة 763 م، تم الانتهاء من نقل شؤون الخلافة إلى بغداد وبهذا يكون يوم بغداد هو العشرين من نيسان.سنوات طويلة ظل العراق يحتفل رسمياً وشعبياً في يوم بغداد الحقيقي وكان الاحتفال بيوم بغداد في الحادي والعشرين من شهر نيسان احتفالاً بغدادياً رائعاً في كل مدن العراق، والاحتفال الرئيس طبعاً كان يقام في بغداد، بعد أن تهيئ له الأمانة كل مستلزمات النجاح حتى أنها تأخذ على عاتقها إصلاح السيارات القديمة التي تعود سنة صنعها إلى ستينات القرن الماضي فما دون، كما كانت توجه الدعوة إلى أصحاب (الربلات) للمساهمة في هذا الحفل الرائع، فضلاً عن مربعات ومقامات الجالغي البغدادي وعروض الأزياء البغدادية ، وغير ذلك . وكانت وسائل الإعلام المقروءة والم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram