عالية طالبكنا في جلسة صغيرة " كبيرة" بأسماء مشاركيها ، نتحدث عن همومنا اليومية وإعمالنا الإعلامية التي تقتص من وقتنا الإبداعي الذي ينتظر القصة والرواية والمسرحية ، كنا كالتلميذ الخائب الذي لم يكمل واجباته " الأدبية" لانشغاله بالعمل من اجل توفير ما يقيم أود عائلته ويوفر له ما يحفظ كرامته ،
واستذكرنا في جلستنا " الحزينة" كيف يعيش الكاتب الأوربي من المردود المالي لكتاب واحد أحيانا ، حين تحفظ دار النشر حقوقه وبها تستمر إدامته الاقتصادية التي تجعله متفرغا لإنتاج الكتاب الثاني والثالث وهكذا، من دون إن يلهث يوميا بين الساعات الظالمة التي تقتص منه بين الذهاب والإياب لعمل يأخذ منه أجمل سنوات الإبداع ولا يعطيه إلا الفتات الذي يقبل به فقط لحفظ ماء وجهه.تذكرنا قبولنا بدفع المبالغ التي نقتطعها من قوتنا لنطبع كتابا ونوزعه مجانا في حفل توقيع مختلف عن كل حفلات التوقيع في العالم إذ انه لا يعود علينا بمردود مالي بل نقبل بالحالة فقط لنسد ثغرة افتقادنا إلى دور توزيع حقيقية توصل كتابنا إلى القارئ الذي هو هدفنا في النهاية .تذكرنا خيباتنا الكثيرة التي مررنا بها ونحن نحصي الأيام والسنوات التي غافلتنا وسرقت أعمارنا بعمل روتيني بليد ، ومزقت منا كتبا ومؤلفات كان يمكن ان تزين مشهدنا الثقافي بأبدع ما يكون لولا .... وآه من تلك الـ(لولا)!!كل هذه الجلسة " الجلسات " الاستذكارية لأوجاعنا الإبداعية استحضرتها وانا استمع إلى حديث رئيس الوزراء الذي أعلن فيه عن استعداد مجلس الوزراء لتشكيل هيئة خاصة لرعاية المبدعين في العراق . لكون العراقيين شركاء في كل شيء حتى في الإبداع ولكن مرت عليهم فترة مظلمة دفعت العديد من المبدعين لمغادرته إلى دول العالم حتى يتجنبوا الإهمال الذي أصابهم..مبينا أن المبدع يريد البيئة التي تحتضن الإبداع.. لذلك آلاف العراقيين في دول أوروبية وأمريكا يعملون في مؤسسات ضخمة ومعروفة، بعد ان هربوا من عدم الاهتمام وعدم الاحترام. هذه البيئة التي يشير إليها رئيس الوزراء تعني الكثير والكثير ولا تتمثل بالمنحة المتوقفة والتي لم تكن أكثر من 100 الف شهريا استلمت عن سنة كاملة وصرفت بيوم واحد بسبب طلبات مؤجلة للمبدع وعائلته. البيئة التي يحتاجها المبدع لا تعني ان يبقى يسألنا في اتحاد الأدباء متى يحين موعد الدفعة الثانية من هذه المنحة " المبهرة" ويسألنا عن كتب مجانية قد تكون وصلتنا ليطلع على آخر المستجدات ويسألنا عن سفرات لمحافظاتنا لحضور مؤتمرات ثقافية ليعرف ماذا اصدر مبدعوها ويطالبنا بتوفير دعم لأوضاع صحية سيئة يمر بها ولا يجد من يدعمه إلا اتحادنا الذي يفتقد هو الآخر إلى ميزانية مالية تليق به ولا يجد ما يسهل أمره إلا تبرعات أعضائه وقبولهم بالعمل المجاني لخدمته .هذا المبدع ينتظر مشروعا لإقرار دعمه وفق منهجية صحيحة تبدأ منه وتنتهي به ولنا في تجارب الشعوب التي تحترم مبدعيها الكثير فلنحتكم إليهم !!
وقفة: المبدع أولاً...!!!
نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 08:44 م