   بغداد/ إياس حسام الساموكوصلت الأزمة بين العراق والكويت إلى مرحلة التفاوض بعد ان استكملت جميع اللجان الحكومية التي أرسلتها بغداد في وقت سابق المعلومات حول تأثير ميناء مبارك الكويتي على الاقتصاد العراقي، فضلا عن إلغاء اللجان البرلمانية ذات العلاقة ، في غضون ذلك اعلن مستشار حكومي ان رئيس الوزراء نوري المالكي يعتزم زيارة الكويت خلال الايام القليلة المقبلة لأجل البحث في جميع القضايا العالقة بين البلدين.
تأتي هذه الاحداث في وقت لم تبد الحكومة اهمية بخصوص تحشيد الكويت لجيشها حول ميناء مبارك اذ اعتبر علي الدباغ الأمر شأنا داخليا لا يخص العراق.وذكرت الحكومة امس، أن رئيس الوزراء نوري المالكي تلقى دعوة من نظيره الكويتي ناصر الحمد لزيارة الكويت لبحث القضايا العالقة بين البلدين وايجاد السبل لحلها .  ونقلت وكالة كردستان للانباء عن المستشارة الإعلامية لمكتب رئيس الوزراء مريم الريس قولها ان "المالكي تلقى دعوة رسمية من رئيس الوزراء الكويتي ناصر الحمد لزيارة الكويت لبحث القضايا العالقة بين البلدين وايجاد السبل لحلها ورفع مستوى التبادل التجاري ". وأضافت  أن"رئيس الوزراء نوري المالكي قبل الدعوة وسيزور الكويت خلال الأيام القليلة المقبلة وسيطرح جميع الملفات العالقة  بين البلدين". وتابعت "الحكومة العراقية تبنت موقف الحوار والتفاهم لحل المشاكل مع الكويت وعدم التصعيد الاعلامي  الذي يضر بمصلحة البلدين ".من جانبها اكدت لجنة العلاقات الخارجية ان زيارة المالكي الى الكويت تعد الاولى لوفد حكومي مفاوض على ازمة ميناء مبارك، منتقدة الزيارات التي اجرتها اللجان النيابية خلال الفترات الماضية.عضو اللجنة اسماء الموسوي قالت في تصريح لـ(المدى)امس، "وفد المالكي يعتبر الاول الذي يفاوض الكويت على مسألة ميناء مبارك"، مستدلة ان ذهاب رئيس الوزراء الى الكويت يدل على وجود مطالب عادلة للعراقيين بهذا الصدد، مشددا على ان الطرفين يؤكدان على ضرورة إقامة علاقات متوازنة وطيبة مبنية على المصلحة العامة وتجاوز الخلافات الماضية.وما لبثت الموسوي أن أعطت العراق أحقية في بناء ميناء الفاو وعدم المباشرة في تشييد مبارك في المكان الذي قررته الكويت، منتقدة في الوقت نفسه التصريحات التي وصفتها بغير المسؤولة التي صدرت من الجانبين الكويتي والعراقي، وتابعت "يجب ان يتم البحث في زيارة رئيس الوزراء عن "المصلحة العراقية في وسط التراكمات السيئة من الماضي القريب دون المساس بالعلاقات الثنائية". وكان عدد من الوفود قد زار في وقت سابق الكويت ممثلا الحكومة والبرلمان، الا ان مراقبين وصفوا تلك الزيارات بالفاشلة وانها لم تأت بنتائج مثمرة الى الجانب العراقي لا سيما وفد كبير مستشاري رئاسة الوزراء ثامر الغضبان والذي قالت النائبة صفية السهيل في تصريح سابق لـ(المدى)، "انه يمتنع عن الحضور الى البرلمان لمناقشة نتائج زيارته"، غير ان عضو لجنة العلاقات الخارجية فرقت بين نوعين من الوفود؛ "هناك وفود حكومية زارت الكويت من قبل وزارتي الخارجية والنقل فضلا عن وفد الغضبان وكانت استقصائية لا تفاوضية"، موضحة "كانت تطلع على الاوضاع في الكويت وتجمع المعلومات وليس لها صلاحية التفاوض ولا يمكن التعويل عليها في حل مثل هكذا ازمات".اما النوع الثاني من الوفود التي أرسلها مجلس النواب، انتقدتها الموسوي وقالت انها لم تقدم شيئا يذكر على العكس بل عقدت الامور الفنية بين الجانبين العراقي والكويتي خصوصا وفد رئيس البرلمان اسامة النجيفي والذي شخصت عليه الموسوي الكثير من النقاط السلبية خلال زيارته الكويت والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوربي، وتابعت "انا كنت في وفد رئيس البرلمان وكان يتصرف على انه زعيم كتلة لا باعتباره ممثلا عن العراق".وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد قام بزيارة رسمية إلى دولة الكويت منتصف شهر شباط الماضي وبحث العلاقات الثنائية والملفات العالقة بين البلدين. فيما كان رئيس الوزراء الكويتي ناصر الأحمد الصباح قد وصل إلى بغداد في 12 من كانون الثاني الماضي على رأس وفد حكومي، في زيارة التقى فيها رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعددا من المسؤولين العراقيين.وعلى ما قالته الموسوي فان العراق وبالرغم من مرور فترة زمنية على بدء الكويت بتشييد ميناء مبارك الا انه لم يحرك ساكنا نحو ارسال وفد تفاوضي غير ان عضو لجنة العلاقات الخارجية دافعت عن هذا التأخر بالقول "لا يزال الميناء الكويتي في مراحله الاولى وبنسبة 17 بالمئة من التنفيذ ولم يصل الى حد الإضرار بالاقتصاد العراقي"، كما لم تغفل عن توجيه الاتهامات الى الجانب الاميركي بتقييد الحكومة في اجراء مباحثاتها مع الكويت بخصوص الخروج من الفصل السابع وان العراق بات حراً في توجه سياسته الخارجية بعد رحيل قوات الاحتلال على حد وصفها. وتحدثت لجنة الأمن والدفاع النيابية قبل ايام، عن نشر بعض القوات الكويتية في محيط ميناء مبارك، غير ان الحكومة لم تعر اهمية للموضوع وقال المتحدث باسمها علي الدباغ في تصريح خص به (المدى)، امس، "ان نشر قوات عسكرية في محيط ميناء مبارك امر لا يعنينا لانه في الاراضي الكويتية وبالتا