TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: الانسحاب الأميركي وأمنيات بغدادية

كردستانيات: الانسحاب الأميركي وأمنيات بغدادية

نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 06:58 م

 وديع غزوانقد يكون مناسباً لنا نحن بسطاء الناس البحث عن فرص للفرح بعد كم الأزمات  والمشاكل التي فرضها علينا السياسيون ونغصوا من خلالها حياتنا على ما فيها من بؤس ، لذلك لا أرى بأساً من فسحة واضحة من التفاؤل في يوم بغداد الذي تزامن هذا العام مع قرب انسحاب القوات الأميركية من العراق .
وسواء كان هذا الانسحاب كلياً وهو ما لا يحصل  خلال هذه المرحلة على الأقل أو جزئياً، اذا ما تم الاتفاق على صيغ لبقاء جزء من هذه القوات لأغراض التدريب ، فان أعمدة الكتل السياسية لم يرتضوا ان تمر هذه المناسبة دون ان يستغلوها لإبراز عضلاتهم على الغالبية منا نحن المواطنين بتصريحات متناقضة وغريبة لا يشبه احدها الآخر ، في ساحة المنافسة على المغانم التي لا يجيدون غيرها . ومع اننا ألفنا مثل تلك التصريحات و ما عدنا نثق بها  وتعايشنا مع صراعات الاخوة الأعداء  واختلافاتهم  ودفعنا وما زلنا ندفع ثمنها غالياً ، نقول رغم كل ذلك فانا لانعدم الامل بصحوة  تعيد لبغداد بسمتها واشراقتها التي سرقها أعداؤها بوضح النهار ، ووقف اغلبنا يتفرج في موقف سلبي لا يحسد عليه ، وهو يشاهد ، وربما يساهم في تمزيق أوصال عاصمة احتضنت على مر الدهور كل أبناء العراق ورعتهم دون ان تميز بين احد منهم ، حتى كان من ابرز ميزاتها هذا النسيج الاجتماعي المتنوع في مناطقها الذي يؤكد  طبيعة البغداديين  وروحهم المحبة والمتسامحة . وكأي بغدادي كنت آمل ان يشهد يومها ازالة بعض تلك الحواجز الكونكريتية التي زادت في تشويه معالم المدينة التي تغنى بمحبتها كل عراقي مسلم او مسيحي، صابئي او ايزيدي، كردي او تركماني  او عربي , البغداديون كسروا في اكثر من مناسبة وموقف جدار الطائفية التي حاول البعض ان يزرعها في نفوسهم ، لكنهم وقفوا حائرين امام الاصرار على الابقاء على الحواجز الكونكريتية  ونقاط التفتيش الثابتة والمؤقتة  التي تعيق عملهم وتعطل اعمالهم . فكلنا يعرف ان الامن يتحقق من خلال فرض رقابة وسيطرة على مداخل المدن سواء في بغداد او غيرها ، واكبر دليل على ذلك الامن الذي يعيشه اهلنا في أربيل والسليمانية ودهوك دون الحاجة الى سيطرات وحواجز الا عند الضرورة . امنياتنا كعراقيين لبغداد كثيرة، خاصة ان العديد من مرافقها وشوارعها المهمة ما زالت مهملة كشارع الرشيد وابو نؤاس الذي ما زال يحتاج الى المزيد ومشروع تطوير الكاظمية الذي لم ير النور رغم انتهاء تصاميمه ، ناهيك عن غياب المشاريع الستراتيجية عن مناطق العاصمة الا اذا عد العمل المستمر  والمتواصل بالأرصفة مشروعاً ستراتيجياً ..  الكلام عن بغداد ليس له نهاية لكننا سنكتفي بهذا القليل ونختمه بدعوة مخلصة الى المسؤولين والسياسيين بان ينصفوا بغداد ويوفوها حقها الذي تستحقه ، فالمحبة ليست أغاني وأناشيد وخطبا بل عمل نحتاج الى ترجمة على ارض الواقع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram