TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :لامشكلة لدينا أبداً !!

كتابة على الحيطان :لامشكلة لدينا أبداً !!

نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 09:26 م

 عامر القيسي لاحظوا ان الطبقة السياسية لدينا ومعها اجهزة الدولة ومؤسساتها والمواطنون ايضا قد توقفوا نهائيا عن الحديث عن مشكلات البلاد التفصيلية اليومية ، وانشغل الجميع بقضية الاقاليم ، ابتداءً برئيس مجلس النواب ، الذي تحول الى رئيس وزراء ، وانتهاءا بجاري القديم الذي يتصل بي ليسألني ان كانت صلاح الدين ستصبح اقليما أم لا وطالبني بالحاح ان أفتي له في هذه القضية التي شغلت البلاد طولا وعرضا .
لم يعد احد يتحدث عن ملفات الفساد الا ما ندر ولا عن الكهرباء التي لم تعد شغلا شاغلا لانها انتهت بفضل التلكؤ في انجاز محطة الرشيد التي قيل ان السبب  هو الفساد المالي الذي انتجته بدل ان تنتج لنا الامبيرات العزيزة التي ينتظرها المواطن، لاأحد مثلا يتطرق الى ارتفاع نسب الطلاق في الناصرية بسبب ارتفاع مستويات الفقر عند الطبقة الفقيرة أصلا، ولا احد من المسؤولين يجد نفسه مكترثا بمدارس الطين مثلا لان اصواتا عالية تصدح ليس بالترشيق بل بالغاء بعض الوزارات ، حتى وسائل الاعلام المختلفة وخصوصا الفضائيات التي  يلهث مندوبوها وراء أعضاء البرلمان والمسؤولين ليغردوا فيها بافكارهم التي ما جلبت لنا غير الازمات وصناعتها !الحقيقة المؤلمة هي اننا سنبقى نراوح في اماكننا وسط الازمات السياسية والمشكلات التفصيلية اليومية حتى تتذكرنا طبقتنا السياسية مرّة اخرى مع اقتراب الانتخابات القادمة ، لتتخمنا وعودا كحالها دائما ثم تدير لنا ظهر المجن كما يقال . والنتيجة ان الذي يدفع الثمن هو المواطن الذي ينجر في احيان كثيرة الى تسويقات السياسيين التي لاتخدم اهدافه اصلا .حتى ان نصب الحرية في ساحة التحرير افتقد مجموعات الشباب التي تنادي بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد المالي والدفاع عن حقوق الانسان !انه اليأس من التغيير .. أليس كذلك ؟وهي افضل حالة تناسب مسؤولينا الرسميين والحزبيين ، لانها الحالة الوحيدة التي تنقذهم من الصداع  الذي يسببه الحراك الجماهيري والمطالبات الشعبية بالحقوق ، وهي الحالة المناسبة لهم تماما لتوجيه انظار الناس الى غير ما ينبغي ان يلتفتوا اليه ، وهذا ما نجحوا فيه بامتياز يحسدون عليه !!لامشكلة لدينا ابدا ومن التجني على المشاغبين، من امثالنا ، ان يفتعلوا الازمات التي هي بالاساس من صناعة طبقتنا السياسية التي تجيدها بامتياز ايضا . لاشيء لدينا غير قضية الاقاليم بعد ان اتممنا كل متطلبات الحياة من تعليم وصحة وقضاء على البطالة واختفاء المشردين والمتسولين من الشوارع ومعاجة المشاكل النفسية التي لاحصرلها . اليوم على الحكومة والبرلمان ان يتفرغا للقضايا الكبرى التي سترسم مستقبل البلاد الزاهر .يقول مثل يوناني شعبي :اذا فقدت المرأة كسبت الحرية ، واذا فقدت المتعة كسبت الصحة ، واذا فقدت الامل فقدت كل شيء. فهل فقدنا الأمل؟ مجرد سؤال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram