TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين :اليأس من التغيير

عين :اليأس من التغيير

نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 10:22 م

 عبد الخالق كيطان هنالك شعور عربي باليأس من التغيير في العالم العربي، بضمنه العراق، وسبب ذلك مجموعة عوامل أحاول أن أوجزها: 1. الإيمان الكامل بنظرية المؤامرة، وإن كل ما يجري في العالم العربي هو مؤامرة غربية. 2. الإيمان القبلي بأن الشعوب العربية "مخدرة" بقوة الشعار، وخاصة الشعار الإسلامي.
3. الإيمان بأن النخب المثقفة في العالم العربي هي: إما منتفعة من الحكام، أو تابعة للغرب، أو تبحث عن مصالحها الشخصية، ولذلك فإن هذه النخب لا يعول عليها.4. الإيمان بأن العرب غير جديرين بالحرية. فهم أقوام "ريفيون"، أو "بدو" لا يفهمون بمصطلحات العصر الحديث: "ديمقراطية، مجتمع مدني، حريات شخصية"... الخ. 5. الإيمان بإن العرب متخلفون عن العالم الحر، وبالتالي لو فعلوا ما فعلوا فلن يلحقوا بذاك العالم. 6. الإيمان بأن إسرائيل هي وحدها التي تملك مفاتيح الكون. وبالتالي فإن من ترضى عليه إسرائيل هو الباقي ومن لا ترضى عنه يزول.7. الإيمان بإن السعودية تمثل أجندة أميركية، وبالتالي فهي تنفذ ما تريده واشنطن التي لا تريد لنا الخير.8. الإيمان بإن الغرب، وبضمنه أميركا، لا شغل لها غير محاربتنا.9. الإيمان بإن الإنسان العربي خائب، وغير قادر على صناعة الحدث، فهو مفعول به على الدوام.ومثل هذه الـ"إيمانات" لم تكن نتيجة أو وليدة اليوم، بل هي نتيجة مباشرة لسياسات حكومية استمرت لأكثر من نصف قرن في بلداننا العربية تعمدت تكريس الجهل والأمية عند الشعب. لقد وصلنا إلى الرأي المؤلم الذي يقول بأن العرب لا حاجة لهم أصلاً، فهم عبء على العالم الحديث. ودون الرجوع إلى التاريخ، وذكر مناقب العرب في صنع مآثرهم الإنسانية العميقة، نقول أن مثل هذه النظرة إلى شعوبنا هي نظرة تحتقر الذات وتقزمها بلا أي سبب. لقد تعرضنا لحكم المستبدين، وتعرضنا لاحتلالات، وعنف وقسوة، وآن الآوان لكي ينفض العربي عن نفسه هذه الصورة النمطية التي رسمها هو لنفسه قبل أي شخص آخر. والجدير بالذكر أن الربيع العربي قد دفع بدول بعيدة جداً عنا إلى استلهام التجربة، فخرجت حشود الشعوب في غير بلد تطالب بما يطالب به الشباب العربي في القاهرة وتونس وليبيا واليمن والبحرين والعراق وسوريا... أفلا ننظر باحترام إذن إلى تجربتنا فنقول: ها نحن صرنا ملهمين لغيرنا؟اليوم تثور ثائرة كثيرين حول الربيع العربي بين مشكك وساخر ومتربص. فكل من يناصر هذا الربيع مشكوك به، وفي أقل تقدير فهو موضع ريبة، وإلا كيف يثق بالإسلاميين الذين سيسرقون الثورة من أبنائها؟ ألم يسمع عن مخططات تقسيم المنطقة؟ هل تراه غافلاً عن عيون أميركا في المنطقة؟ ألا يفهم بأن هذه الأرض منذورة للديكتاتوريات؟ كيف يتجاوز مسلمات تقول بأن العرب بعيدون جداً عن قيم التحضر؟... الخ من هذه الأسئلة المحبطة. أعتقد بصدق أن ما يجري في العالم العربي يشابه ما حصل في بدايات القرن الماضي من محاولة للنهضة. محاولة للدخول في العصر الحديث. وعلى اليائسين من التغيير في عالمنا العربي، وبضمنه العراق، أن يشعلوا شمعة بدلاً عن لعن الظلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram