TOP

جريدة المدى > سينما > فتيات: الإنترنت يغني عن مواجهة الآخرين

فتيات: الإنترنت يغني عن مواجهة الآخرين

نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 06:18 م

الخصوصية الشخصية أهم ما يجعل المرأة تمارس حالة الإفشاء التي تعدها في كثير من الأحيان حالة طبيعية، وأن هناك ما يدفعها إلى الفضفضة لشخص ربما يكون قريبا منها، بعد أن تتأكد في البداية من عدم إفشاء سرها لأحد. هناك كثير من المفارقات مع تفشي العولمة تخلت فيه الفتاة عن مواجهة الآخرين وأتاح لها الحديث عبر الإنترنت.
تقول الطالبة الجامعية رواء علي: أذهب في بعض الأحيان إلى إحدى مقاهي الإنترنت وأختار صديقا أو صديقة من بعض مواقع التواصل الاجتماعي وأعترف له أو لها بكل ما يشغلني ويؤرقني وهو أمر لا أستطيع بحسب قولها البوح به لأي شخص في الواقع، خصوصا عندما تكون حالتي المزاجية سيئة وينتابني بعض الضيق من أمر ما، عندها أشعر براحة نفسية كبيرة قد تمتد مدة طويلة لأنني لم أكشف نفسي أمام الناس الذين أعرفهم.  تروي الطالبة سارة فادي حكايتها مع مواقع المحادثة قائلة: أنا اجتماعية بطبعي أهوى الصداقات والعلاقات الأسرية القوية مع كل أقاربي، أحب الناس وأفضفض إليهم جميع أموري. لكني صُدِمت أكثر من مرة من خيانة بعض الأصدقاء سواء بفضح أسراري أو التحدث عني في غيبتي، وتستطرد: ولطبيعتي العاطفية الحساسة فقد أصبت بالاكتئاب مدة طويلة وانعزلت عن الناس وقررت ألا أكوّن صداقات أخرى، وكان البديل الطبيعي صداقات الإنترنت ولكن ضمن الحدود الطبيعية المسموح بها، وأصبح لدي بالفعل شبكة كبيرة من الأصدقاء نتناقش ونتفاهم ونلعب ونتسلى إلا أنني لا أعترف بأي شيء يخصني سواء أكان سرا أم لا، ولا أظهر بشخصيتي الحقيقية بل أذكر معلومات بعيدة عني تساهم في إخفاء شخصيتي إلى حد بعيد وكذلك خوفا من تكرار الفشل.  تتحدث لبنى أمير وهي أيضا طالبة جامعية عن معاييرها لاختيار الشخص الذي تستطيع أن تعترف له إلكترونيا بقولها : يجب أن يكون من دولة أخرى أو على الأقل من منطقة بعيدة عني جدا ثم الراحة النفسية أو الارتياح الإلكتروني كما يسمونه وأنا أعبر عما يدور في نفسي من دون أن أصرح باسمي أو عنواني.  وتضيف صديقتها عبير محمد وهي طالبة جامعية أيضا، لي صديقة متزوجة أعجبتها كثيرا فكرة الاعتراف الإلكتروني فراحت تعترف بكل أسرارها العاطفية ومغامراتها الخاصة لإحدى صديقاتها عن طريق المحادثة بل إنها وثقت بها وعرفتها على شخصيتها لتكتشف أنها أعز صديقات زوجها!تقول الخبيرة النفسية والاجتماعية الدكتورة أسماء حسين أسهم الإنترنت بتقريب المسافة الفكرية والثقافية والأدبية والفنية والسلوكية أيضا بما تحمله هذه الكلمة من مضامين متعددة ولاسيما في هذا السياق، فبعد أن كانت فكرة الاعتراف تقتصر على بعض المعتقدات أصبح ضمن السياق الثقافي العالمي الجديد للعولمة وهناك كمية كبيرة للاعتراف سواء أكان مباشرا أم الكترونيا فهو يغسل الروح وينظف الذات ويطهر النفس ليبث جوا من الارتياح والصفاء حول صاحبه. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram