 اربيل/المدى ما أن أعلنت صافرة الحكم الإماراتي انتهاء مباراة العراق والأردن بفوز العراق بثلاثية نظيفة حتى اندفعت جماهير أربيل الى الشوارع معبرة عن فرحها بالفوز ، لكن المنطقة الأكثر تميزا بالبهجة والاحتفال كانت المدينة التي تستقبلك فيها عبارة "مدينة السلام والتآخي"
قد استقبلت جماهير كبيرة من مناطق أربيل الأخرى بسياراتهم الموشحة بالعلم العراقي وازدحم فضاء عينكاوه بالأغاني العربية والكردية والآشورية ، شباب وشابات لم تسعهم الأماكن الضيقة في السيارات فاندلقت أجسادهم من نوافذ السيارات يحيون بعضهم البعض  وهم يتمايلون رقصا وفرحا ، وأطرف ما في الموضوع هو أن الأخوين سامر وسعدون وهما من منطقة تيراوه في أربيل قد استأجرا سيارة أجرة لمدة ساعة وحدة للمساهمة بكرنفالات المدينة الهادئة المسالمة ، وعندما علم سائق السيارة بتوجههما اتفق معهم على مشاركتهم الاحتفال دون أن يأخذ دينارا واحدا . تقول ربة البيت سميرة مروكي: على غير العادة سمعت أصوات منبهات سيارات ، وهي غير ما اعتدنا عليه في الأعراس ، وعندما خرجت لأستطلع الأمر أدهشني حقيقة منظر الناس وهي تحتفل بصدق وعمق بفوز الفريق العراقي " سميرة سارعت إلى جلب بعض الكراسي من داخل بيتها لتشكل جلسة سمر مع جيرانها للتمتع برؤية احتفالات الناس . ولم تخف المرأة الستينية فرحها وهي تتمايل طربا خلف مقود سيارتها ومعها عائلتها، فيما يصدح صوت المذياع في سيارتها بأعلى صوته " جيب الكاس جيبه" . شكلت السيارات شريطا طويلا استحوذ على الشارع التجاري الرئيس في عينكاوه، والأفرع الداخلة اليه والخارجة منه فكان المنظر مثل أفعى متمددة في الأزقة والشوارع التي تحولت إلى نهار بسبب مصابيح السيارات والرباعي " الفلاشر" الذي يعلن أن هذه السيارة مع المحتفلين . شرطي المرور  كاكه محمود مع دوريته المؤلفة من شرطيين آخرين قال " رغم أننا اضطررنا إلى ترتيب حركة المرور بما يحافظ على متعة المحتفلين وما سببه هذا العمل من تعب إضافي لنا إلا أنني شخصيا اشعر بسعادة طاغية ولو لم أكن في واجبي الرسمي لوجدتني الآن وسط المحتفلين . كان الاحتفال أشبه بالكرنفال الحقيقي، ذلك أن الواقفين على الرصيف من الشباب والشابات قد شاركوا من كانوا في السيارات رقصا وتصفيقا وغناء فيما استحوذ مجموعة من الشباب وسط شارع فرحي وهم يدبكون على إيقاعات الموسيقى والغناء . عينكاوه احتفلت ليلة المباراة دون اطلاقة نار واحدة فيما قضى البعض من المحتفلين ليلهم في سهرات الأندية والمقاهي .