إياس حسام الساموك كنت في غاية الاستمتاع والسعادة وأنا أرى فريقنا الوطني يرد الدّين الى النشامى وأصرخ بأعلى الصوت مع كل هدف يحققه الأسود في ملعب عمّان الدولي، وزادت الفرحة اضعافاً حين وجدت شوارع بغداد تمتلئ بمحبي المنتخب الوطني، يفرحون ويرقصون حتى ساعات متأخرة من الليل، لكن ما استوقفني وجعل الحسرة تملأ قلبي، سماعي لبعض المحسوبين على الجمهور العراقي يلقون المسبّة والشتيمة على المدرب القدير عدنان حمد، الذي
قاد الاردن أول مرة في تاريخها للوصول الى المرحلة الاخيرة من تصفيات كأس العالم، فالبعض وصفه بالخائن والآخر يعده عميلاً، وسمعت من الآخرين قولهم (فرحتنا تضاعفت بهزيمة عدنان حمد)!استدركت مستجمعاً افكاري وما لديّ من ارشيف عن حمد وما حققه للعراق خلال سنوات مضت، فقد أحرز المدرب القدير مع منتخبنا الشبابي بطولة كأس آسيا للشباب في سنة 2000 علماً ان أي فريق عراقي لم يحصل على سواها في تلك الفترة قبل عقد من الزمان، وشارك مع المنتخب نفسه في نهائيات كأس العالم للشباب في بوينس آيرس، ثم عزز نجاحه بالحصول على كأس غرب آسيا لسنة 2002، بعدها صعد بالمنتخب الاولمبي الى دورة ألعاب أثينا الاولمبية ليحقق المرتبة الرابعة عالمياً وذات التشكيلة التي صنعها حمد حصلت على بطولة كأس آسيا لسنة 2007 التي تغلبت عليه وأحرجت الأردن في عقر داره.امام هذه الانجازات التي حققها الكابتن عدنان والتي من بينها شخصية له بحصوله في غير مرة على لقب افضل مدربي القارة، وقفت في حيرة من أمري، كيف لبعض "المشجعين" الرد سلبياً على انسان قدّم ما لديه من خبرات نحو خدمة العراق؟ بالفعل ان كثيراً منا لا يعرف اعطاء التقييم الكامل للشخصيات الوطنية وهذا الامر لا يعني حمد فحسب ، بل يمتد الى رموز خدمت العراق في مختلف الاصعدة.واستمر الحوار مع النفس لأجد نقطة استندت إليها في تفسير ما حدث، وبدا الامر لي أن ما يقال عنه بسبب الغيرة من نجاحات هذا المدرب الذي سبق للمنتخب الاردني بقيادته أن تغلب علينا في أربيل ، وبالرغم من انني لست صحفيا رياضيا، لكنني أرى في نظرية العمالة والتخوين بُعداً واسعاً في الجانب الرياضي ومنذ سنوات عدة، وبالعودة الى الماضي القريب فان الاتهامات ذاتها وجهت الى كابتن الفريق يونس محمود حين فشل في وضع لمساته السحرية في مرمى المنتخب القطري.وبما ان الفريق العراقي لم يترك مجالا للنقد "التشكيكي بالوطنية " بسبب نتائجة الايجابية، فكان لأبي مروة حصة الأسد ولم تشفع له مؤتمراته الصحفية المتكررة الذي اكد انه في (موقف محرج)، بل انه أعرب عن أسفه لمواجهة المنتخب الوطني وكأنه يعلم بما ستؤول اليه الامور بغض النظر عن نتائج اللقاءات.عذراً أبا مروة عن كل كلمة صدرت سلباً تحسب على الجمهور العراقي الأصيل ، فالجميع يعرف انك الخليفة الشرعي لشيخ المدربين الراحل عمو بابا وذات يوم سترجع مرة اخرى لقيادة المنتخب نحو انجازات جديدة.. وها أنا أرفع لك القبعة على ما قدمته للكرة العراقية ومنتخباتها البطلة.
رأيك وأنت حـر:عذراً لخليفة عمو بابا
نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 07:16 م