□ ترجمة المدىإن احد أسباب صعود زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الى الصدارة في العراق بعد نظام سقوط صدام معارضته الحماسية للوجود الاميركي. الآن ومع استعداد القوات الاميركية للخروج من البلاد، فانه يحاول التمسك بخطاباته. انه يلقي باللوم على الاميركان في العنف المستمر في العراق و يتهم نائب الرئيس الاميركي بايدن بوقوفه وراء المطالبات الاخيرة لبعض المحافظات بتشكيل اقاليم خاصة بها قائلا ان السفارة الأميركية ستكون استمرارا للاحتلال.
لقد كان الصدر يحاول الوقوف مع الانسحاب الأميركي الوشيك من العراق، ففي البداية كان يريد خروج الاميركان في الموعد المقرر نهاية العام، وفي منتصف ايلول اعلن أنه سيوقف هجماته على القوات الاميركية للتاكد من مغادرتها البلاد في الوقت المحدد، كما انه اتهم الولايات المتحدة بتأجيج العنف ضد المدنيين من اجل زعزعة استقرار البلاد وخلق الاعذار من اجل البقاء. وعندما كانت الأطراف السياسية العراقية تناقش ابقاء المدربين الاميركان بعد الانسحاب، كان الصدريون هم الوحيدون الذين عارضوا بل وتجاوزوا ذلك الى التهديد بالانسحاب من اتفاق شراكة السلطة – الذي ابقى نوري المالكي في منصبه لدورة ثانية – اذا ما بقي الاميركان في البلاد بعد نهاية العام. ثم في منتصف تشرين الاول اتخذ الموقف الصدري شكلا اكثر ايجابية عندما قال إنه سيتبع إستراتيجية جديدة عند مغادرة الاميركان وانتفاء الحاجة الى جيش المهدي ان كان هناك انسحاب. بعد ذلك عاد التيار الى مهاجمة الاميركان قائلا ان العاملين في السفارة الاميركية هم محتلون ومن الواجب مقاومتهم. يتحدث الصدر عن ذلك بالتفصيل من خلال قوله إن عدد الدبلوماسيين الاميركان في العراق يجب ان يوازي عدد دبلوماسيي العراق في واشنطن، و هدد احد اعضاء البرلمان من التيار الصدري بهجمات في المستقبل اذا ما بقي آلاف من الدبلوماسيين والحراس الأمنيين في البلاد. ان السفارة الاميركية في بغداد من اكبر السفارات في العالم، حيث تضم كادرا يبلغ 5500 حاليا، وإن هذا العدد سيتزايد الى عشرة آلاف في العام القادم. في تشرين الأول رد الصدر على تقارير تفيد بان الأميركان يخططون لزيادة تواجدهم العسكري في الخليج العربي بعد انسحابهم من العراق، بالقول إن واشنطن تحاول السيطرة على المنطقة. كما دعا التيار إلى استقدام مدربين عسكريين من دول لم تشارك في حرب العراق. اخيرا، اتهم عضو في التيار المحافظات التي تطالب بأقاليم بأنها عميلة لنائب الرئيس جو بايدن الذي سبق ان اقترح تقسيم البلاد الى اقاليم عرقية طائفية. كل هذه التصريحات تبين بان الصدر لايزال متمسكا بموقفه المعادي للاميركان. ولعدم قناعته بالانسحاب العسكري، فانه يلتفت الآن الى كادر السفارة والمدربين، رافضا كليهما على أنهما استمرار لما يعتبره سيطرة أميركية على العراق. في الحقيقة أن التيار الصدري قد اعتاد القاء اللوم على الولايات المتحدة في اي حادث كبير يحدث في البلاد. زعيم التيار الصدري، يستخدم أسلوب القشة التي قصمت ظهر البعير ضد الأميركان من اجل الحفاظ على الدوافع لدى أتباعه. إن الوجود الأميركي في العراق على وشك النهاية برغم استمرار نوع من التواجد في سفارة الولايات المتحدة في البلاد. العراق يواجه اليوم قضايا اكثر الحاحا مثل نقص الخدمات و البطالة و الفساد، و لكون التيار الصدري قد اصبح احد المساندين الاقوياء للمالكي و يشغل مناصب اكثر من اي طرف آخر في التحالف الحاكم، فانه لا يستطيع انتقاد الحكومة على عدم التعامل مع هذه المشاكل، و بهذا فان الصدر مستمر بحربه الكلامية ضد الولايات المتحدة و يحاول القاء اللوم عليها في كل ما يصيب البلد من شرور. قد يكون هذا الاسلوب مفيدا في الوقت الحاضر الا انه لن يكون كذلك على المدى البعيد.■ عن: افكار عن العراق
الصدر باقٍ على خطاباته الرافضة للأميركان والفيدرالية

نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 08:47 م









