بابل / إقبال محمدظاهرة التسول من الظواهر التي تنتشر بشكل واسع في العراق ومحافظة بابل  خاصة وهي بحاجة الى حلول جذرية من قبل الحكومة المحلية من خلال شمول المحتاجين من المتسولين برواتب الرعاية الاجتماعية ومحاسبة المتهمين بترويج  هذه الظاهرة إضافة الى البحث عن جذورها وبما يؤدي الى استئصالها  .
ام تحسين 48 سنة التي وجدناها تتجول في منطقة الحسين وتستجدي قالت :- لم أجد أي معيل ولم احظ بمساعدة أي جهة سياسية او دينية ولدي أطفال وأعيش في دار لاتقي من البرد والحر ولا أقوى على فعل أي شيء وانا أجد صعوبة في الحركة لأني كبيرة السن وأتجول في الشوارع واشعر بالالم احيانا لكن ليس من طريقه اخرى لكسب العيش  وحتى راتب الرعاية الاجتماعية لم استطع الحصول عليه بشكل سهل وأنا أطالب البرلمان وحكومة بابل بان تجد مأوى جيدا لنا .اما الطفلة زهراء التي وجدناها في السوق تتجول مع أخويها و تتسول قالت :- انا أتجول مع إخوتي الصغار لكي اجمع المال وأعطيه لإخوتي وعائلتي الا انني أتعرض للضرب أحيانا وأخاف احياناً التحرش الجنسي ولا استطيع الدفاع عن نفسي  الا أنني اهرب وأحيانا احصل على مبالغ كبيرة الا انني في الأغلب لا اجد اي شيء وابقى اتجول في البرد والحر . و اطالب الدولة بان توفر لنا بيوتا لكي نبقى فيها ونحصل على الدعم المادي والمعنوي بكل إشكاله .ام حسين امرأة كبيرة السن تعيش في بيت متهالك ولديها طفلان تعيلهم تقول: ان الظروف التي امر بها صعبة للغاية وخصوصا ان لدي طفلين وان راتب الرعاية الاجتماعية لا يكفي لاسبوع واحد لذا اضطررت الى التسول لإعالة عائلتي وانا اعرف ان هذه الظاهرة غير جيدة ومحرجة ولكن لاخيار امامي غيرها  . و طالبت ام حسين المسؤولين الاخذ بعين الاعتبار العوائل الفقيرة التي لا تملك شيئا من خلال تخصيص راتب شهري وكذلك تحسين الظروف المعيشية للعوائل الفقيرة.قال هاشم علي انا رجل كبير السن واعيش من التسول وليس لدي مصدر رزق اعيش منه فأقوم بالتسول واشعر ان كرامتي تهان يوميا الف مرة لذا اتمنى من الحكومة ان تجد لنا حلا لتخلصنا من هذه المعاناة اليومية التي نعيشها رغم اننا نعيش في دولة غنية بالغة الثراء .وقال الطفل علي عباس اقوم بالتسول منذ بداية الصباح لكي اعيل عائلتي التي هجرت من البصرة بعد وفاة ابي على يد الجماعات المسلحة وانا اعلم جيدا انها طريقة مخجلة لكسب لقمة العيش ولكن ليس بيدي  حيلة فقد تركت مدرستي ودراستي.وبينت سهام مهدي وقد وجدناها تتسول في بداية سوق الحلة الكبير حاضنة طفلها الصغير وتمد يديها لطلب المعونة : انا ام لاربعة اطفال زوجي تركني منذ فترة، كيف اعيل عائلتي  لذا قررت ان اقوم بالاستجداء رغم كرهي له الا  ان الظروف اجبرتني  وبينت: احصل على قوت يومي بهذه الطريقة واطلب من المسؤولين  النظر  في حالنا  وتوفير مصادر رزق كريمة تليق بالعراقيين.وقال الناشط في حقوق الانسان  بهاء محمد إن ظاهرة التسول من الظواهر السلبية في المجتمع ولكن هذه الظاهرة أسبابها العوز والحاجة وغياب الدور الاجتماعي ولو وجد  المواطن الاكتفاء الذاتي لما اضطر الى الخروج للتسول في الشارع . فيجب متابعة المتسولين وتهيئة ورش خاصة وتوفير الملاذ الآمن لهم حتى لا يخرجوا إلى الشارع ويعكسوا صورة سلبية للمجتمع.اما حازم الجبوري الناشط في حقوق الانسان فقد بين انه بعد التغيير الذي حصل في العراق بعد 2003 زادت ظاهرة التسول في عموم العراق وزادت بشكل كبير جدا في بابل والسبب يعود الى هجرة العوائل بسبب العمليات المسلحة حيث قام الكثير من المهجرين باللجوء الى بابل وان بعض العوائل الفقيرة التي لا تملك اي عمل اضطرت الى ارسال ابنائها الى الشارع للتسول ولم ينحصر التسول على الابناء فقط وانما حتى النساء قامت بالتسول في عموم المحافظة وان هذه الظاهرة سلبية وغير حضارية وعلى الحكومة ان تقوم بمتابعة هذه الظاهرة التي اخذت بالازدياد ويمكن تقليص هذه الظاهرة من خلال تبني مجلس المحافظة والحكومة المحلية تشريع قانون  يحرم فيه التسول.وبين  عماد كاظم  الخبير في علم النفس ان الاطفال يتخذون من الحدائق والاسواق والاشارات المرورية وفي الاحياء مكانا للتسول وطلب الحاجة وهم يفتقدون لمعيل او اسرة تحتضنهم ليقذف بهم القدر الى ظروف قاسية يتعرضون من خلالها الى انواع من الاستغلال الاقتصادي والاستغلال الجنسي، وقد يكون هناك استغلال من نوع خطير الا وهو الاستغلال في مجالات ارهابية وجرهم الى ارتكاب اعمال ارهابية فمن الاحرى بالحكومة وضع خطط ودراسات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تبرز اليوم في العراق اكثر من اي وقت مضى والحلول بتصوري بسيطة.