كربلاء /علي العلاويانتقد مواطنو كربلاء ما حصل من فعاليات أعقبت مباراة العراق والأردن وهي تعبر عن الفرح الغامر بهذا الفوز الذي أهل المنتخب إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم التي ستقام في البرازيل عام 2014 حيث عبر المواطنون كلا بطريقته الخاصة، إلا أن هذه الاحتفالات تحولت في بعض مواقعها إلى أحزان عند الآخرين حين أصيبوا بجراح جراء الاطلاقات النارية التي أطلقها المواطنون الذي عبروا عن فرحتهم بطريقة دموية مثلما أودع بعض الفرحين في السجن بعد أن تم إلقاء القبض عليه وهو يطلق العيارات النارية.
المواطن سلمان جاسم قال لا اعلم لماذا هذه الطريقة الفجة بالتعبير عن الفرح ولا اعلم ما هو موقف الوالدين حين يرون أولادهم يطلقون النار وإذا كان هم الآباء فما هو موقف الزوجات والأمهات واللواتي لا بد أن يكن هن أكثر الناس قلقا على إصابة الآخرين؟ وأضاف اعتقد إننا بحاجة إلى ثقافة جديدة تقلب ما موجود لدينا من ثقافات متوارثة رأسا على عقب وإلا فان عدد الذين يصابون جراء هذه الاحتفالات التي تذهب بالفرحة أدراج الرياح وتحولها إلى مناحة في البيوت يزداد وربما يكون الضحايا أكثر من العمليات الإرهابية.. وأشار..كل شيء لدينا رصاص أعراسنا جنائزنا عراضاتنا العشائرية مناسباتنا الدينية والسياسية والوطنية كلها تحولت إلى إطلاق نار وكأن الرصاص وحده الذي يعبر عن الفرح.فيما قال الباحث سعيد الاسدي إن هذه الطريقة ليست جديدة على المجتمع العراقي بل وحتى العربي فإذا ما نظرنا إلى المجتمعات الأخرى نجد أن حمل السلاح يعد واحدا من أهم الأزياء او المكملات الرجولية ولكن في العراق أصبح الأمر يختلف بعد الحروب التي خاضها الشعب العراقي فضلا عن العادات المتوارثة إن كانت اجتماعية أو عشائرية فكلها تصب في خانة استخدام السلاح وإذا ما عدنا إلى الوراء فإننا نجد إن المعارك التي تحدث بين العشائر العراقية تتحول إلى معركة بالسلاح ويكون الفصل فيها هو السلاح إذا لم تحل القضية وكذلك مشاجرات الجيران تتحول إلى معركة بالسلاح بل وصل الأمر إلى أن تتحول هذه المشاجرات المسلحة بين الأخوة كل ذلك لان الواقع الاجتماعي العراقي تغير نفسيا بسبب الحروب والانقلابات والتقلبات السياسية وانقياد الفرد إلى عاداته وتقاليده حتى لو كان يدرك أنها بالية.ودعت المواطنة أم إحسان لان يقوم مجلس النواب بإصدار قانون أو تشريع يحرم استخدام السلاح وان تزداد العقوبة إن كانت هناك عقوبة لمطلقي العيارات النارية في أية مناسبة ..وقالت إن رصاصة أصابت طفلا كان يرقص فرحا أمام باب بيته مما جعل والده الذي كان يشاركه الفرحة يسعى إلى المستشفى ويلعن اللحظة التي أراد فيها أن يعبر عن فرحته بفوز المنتخب العراقي.وقالت إنها أمرت أولادها وتوسلت بزوجها ألا يخرج أي منهم إلى الشارع وتقول قلت لهم سأهلهل لكم هنا فالفوز فوزنا ولكننا لا نريد أن نخسر أنفسنا وثقافتنا وديننا.وكانت كربلاء قد شهدت احتفالات واسعة بعد فوز المنتخب العراقي على المنتخب الأردني في المباراة التي جرت على ملعب القويسمة في العاصمة الأردنية عمان بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وكان من بين التعبير عن هذا الفرح الرقص في الشوارع وحمل الأعلام وكذلك إطلاق العيارات النارية التي ملأت سماء المدينة بالمذنب منها بل إن الكثيرين سمعوا إطلاق أعيرة نارية من رشاشات بي كي سي ويقول رجل الدين حسين المهدي إن هذه العادة السيئة هي محرمة شرعا والكثير من المواطنين هم مؤمنون وفي كربلاء الجميع مسلمون وهم جميعا يعلمون أنها محرمة شرعا وان الدين الإسلامي لا يجيز إطلاق النار في أية مناسبة ولا يجوز شرعا حمل السلاح أصلا أو خزنه إلا لأغراض الدفاع عن النفس والوطن ولكن العادات السيئة المتوارثة التي تتغلب في الكثير من الأحيان حتى على الشرع الإسلامي هي التي تؤثر على سلامة الموقف الشرعي..ويضيف إن من حق من أصيب اخذ الدية من الذي أصابه بل ومن واجب الدولة أن تحاكمه وتنزل به العقاب العادل فضلا عن العقاب السماوي الذي لا يرحم خاصة إذا كانت عملية اطلاق النار بتهور واضح بقصد التهور.. ويشير إلى إن على رجال الدين وخطباء المنابر المسلمين شيعة وسنة أن يجعلوا جزءا من خطبهم في الترويج لتحريم هذه العادة وتأثيراتها على المجتمع وما هو موقف الدين وما هو موقفهم في الآخرة وغير ذلك من الأمور التي ترتبط بهذه العادة السيئة والتي نطلق عليها أنها عادة في حين هي جريمة قائمة بذاتها.ويؤكد مدير إعلام شرطة كربلاء الرائد علاء الغانمي إن قيادة الشرطة كثيرا ما أصدرت تحذيرات إلى المواطنين وتصدر أمرا يمنع بموجبه أطلاق النار.. وأضاف في المناسبات الكثيرة يكون السلاح هو العلامة الفارقة للتعبير عن هذا الفرح وهي علامة شاذة ومؤذية.. ويؤكد إن مناسبة فوز المنتخب العراقي كانت الحالة الأكثر إزعاجا لان السماء تحولت إلى ملاذ للاطلاقات النارية ولان قيادة الشرطة كانت تدرك أن مثل هذا الأمر سيحدث إذا ما فاز المنتخب فإنها وزعت جميع دورياتها في كافة مناطق المحافظة وتم إلقاء القبض على الكثيرين وسيرسلون إلى المحاكم وفق قانون 27 أسلحة واعتقد انه إذا ما سمع المواطنون أن هناك من تمت محاكمته سيكون الأمر له قوة تأثيرية وإنها ستخف على الرغم من أن موقفي الشخصي يقول إن مثل هذه الفعاليات غير الشرعية وغير الوطنية بحاجة إلى ثورة ثقافية وان على مؤسسات المجتمع المدني أن تتدخل بشكل مؤثر وتقيم لأجل ذلك المؤتمرات والدورات والندوات حتى لو كان ذلك وسط الأحياء السكنية.
سماء كربلاء توحي بحدوث معركة.. والشرطة تحتجز عدداً من مطلقي العيارات النارية

نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 09:55 م