علاء حسن قبل أيام تسلمت عبر البريد الالكتروني خبرا من رسام عراقي يقيم في اسبانيا اقتطعه من احدى الصحف الاسبانية وبعد ترجمته للغة العربية ، علمت بان فريقا من الخبراء الأسبان توصل الى تقنية تصوير أحلام الشخص النائم ، وباعتماد برنامج معين على الكومبيوتر ، يستطيع الشخص مشاهدة تفاصيل حلمه بكل ما يتضمن من مشاهد وشخوص ، وأعرب صديقي عن اعتقاده بانتشار استخدام التقنية في البلاد الأوربية ، متوقعا بانها ستثير المتاعب والمشاكل الاجتماعية ، ولاسيما حينما تحرص الزوجات على اقتناء الابتكار الجديد لمعرفة مغامرات الازواج حتى في احلامهم واكتشاف الخيانات الزوجية المحتملة قبل حصولها على ارض الواقع .
الرسام ذكر ايضا ان الابتكار الجديد سيحقق رواجا في الاسواق العربية لان العرب يحرصون ايضا على مشاهدة أحلامهم ، من دون ان يشير الى تشجيع الانظمة الحالية على اقتنائه ، لتحقق من خلاله غاياتها في فرض المزيد من الاجراءات الرقابية على الحالمين ، وخصوصا في صفوف المعارضين والمعترضين على الرئيس وحزبه الحاكم .وجهت رسالة استفسار لصديقي الرسام لمعرفة المزيد من التفاصيل عن استخدام الابتكار الجديد ، ومازلت انتظر المزيد من الإيضاحات ، ويبدو انه غير مستعد للاجابة على الاستفسارات ، لأنها دخلت في جوانب امنية ، وهو بعيد عن الوجع العراقي منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما ، و لا يريد الدخول في هذه المعمعة، والحديث عن الوضع العراقي الشائك والملتبس على الدوام وبنجاح ساحق . مع فرضية شيوع استخدام الابتكار الجديد ستلجأ اجهزة مخابرات الدول المعروفة بانظمتها الاستبدادية على اقتنائه لانه سيوفر لها بيانات دقيقة عن نيات ومخططات المعارضين ، ويكفيها اجراء القبض على من تشك بولائه للسلطة ، وتجبره على النوم باية وسيلة ممكنة ، وبعد ذلك تسجل احلامه ثم تحلل المشاهد التي تثير الريبة والشك ، ومع التعذيب سيعترف الحالم بالسعي لتنفيذ مخطط للاطاحة بالنظام ، وتلقيه الدعم من جهات خارجية .الابتكار الجديد مازال في طور التجريب كما اخبرني صديقي الرسام ، وربما بعد مدة لاتقل عن عام كامل سيتم تصنيعه ، ونحن في العراق بأمس الحاجة لاستيراده ، لعله يسهم في ضمان استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد، ويضع حدا للتقولات وتبادل الاتهامات وترويج الاكاذيب ، ومن الضروري ان تخصص الحكومة جناحا خاصا في فندق سوبر ستار لاقامة المتخصصين في اشعال فتيل الخلاف السياسي ، وتسجيل احلامهم بعد نومهم ، وعبر وسائل الاعلام المحلية يتم بثها امام العراقيين ليتعرفوا على الملائكة والشياطين في الساحة السياسية لكي يعيدوا النظر بقناعاتهم اثناء المشاركة في الانتخابات المحلية او التشريعية المقبلة ، وفي حلول هذا الموعد سيكون الابتكار الجديد في متناول الجميع ، وبوجود وسائل الاتصال المتطورة سيكون العراقي مطمئنا على منح صوته لسياسي عكست أحلامه المصورة حقيقة وطنيته ، وسعيه لخدمة ابناء شعبه ، وتجرده من الميول المذهبية والطائفية .
نص ردن: رقيب الأحلام
نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 09:57 م