TOP

جريدة المدى > سينما > من قضايا الشرطة..وأخيراً عصابة الصغار تقع في قبضة العدالة!!

من قضايا الشرطة..وأخيراً عصابة الصغار تقع في قبضة العدالة!!

نشر في: 18 نوفمبر, 2011: 07:09 م

 د.معتز محيي عبد الحميدفي الساعة السابعة والنصف صباحا،خرجت الطفلة مريم من البيت وهي تمشي بخطى الطفولة وتعلو وجهها ابتسامة بريئة وتمسك بين  طيات يديها الصغيرتين مبلغاً من المال، لتشتري الحلوى قبل ذهابها إلى المدرسة،وما أن عبرت الشارع حتى قتلت دهسا بدراجة نارية. ومن ثم تختفي جثة الطفلة ولم يعلم عنها شيء، وقد ظنّ أهلها أنها قد تكون خطفت، وشاع الأمل في نفوسهم  برؤيتها من جديد،لتعود تحمل حقيبتها المدرسية التي وجدت مرمية على الأرض، وتكمل مشوارها في الحياة.
السرقة كانت مسيطرة على أدمغتهم منذ نعومة أظفارهم ... فلم يبق شيء عند الجيران إلا ويسرقوه، بدءاً بالطيور والملابس الموضوعة على الحبال، نزولاً إلى نشل المارة في الأسواق المزدحمة ولهذا أطلق عليهم الجيران بالشياطين . لقب اشتهر به كل من ( أ – ع – ج ) الذين لم يتجاوزا الخامسة عشرة  من عمرهم. كل واحد منهم نشأ وترعرع في حي التنك بالقرب من الشماعية . (أ) تربى ونشأ وسط أسرة تعشق القتل والإجرام .. الأب والأم من أكبر (العلاسة) في المنطقة .. لكن (ع و ج ) تكاد تتشابه ظروفهما ... كلاهما نشأ وتربى على أرصفة الشوارع والداهما اختلفا وحل الطلاق بينهما الزوجة تزوجت من شاب فحل وانتقلت معه إلى الجنوب والأب عاش على المزابل والكدية ..ولكن اتفقوا على شيء واحد هو ضياع مستقبل أطفالهم.جمعتهم الظروف .. أصبحوا أكثر من أشقاء ... اعتادوا الذهاب يوميا إلى المزابل لجمع العلب والقناني وبيعها نهاية النهار في سوق مريدي ... ولكن بيعهم لهذه العلب لم يسد رمقهم فبطونهم طيلة اليوم خاوية ولعابهم يسيل يوميا لشراء بعض الحلويات ... ولكن محصولهم اليومي لا يكفي إلا لشراء لفة فلافل في كل وجبة !.. بحثوا جميعا عن عمل لدى احد أصحاب المعامل والسكلات عسى ينتشلهم من عيشة البؤس والحرمان التي يعيشونها ليل نهار ... أحيانا يجدون من يأخذ بأيديهم ... وكثيرا ما يجلسون على الرصيف وسط ازدحام عمال المساطر يفكرون ويتدبرون ... ماذا يفعلون لسد جوعهم؟ ... هنا بدأ تفكيرهم يتجدد بالاتجاه إلى السرقة والمال الحرام .. وسط هذه الحشود من الناس والزحام ... عيونهم كانت ترصد وتراقب ... أثناء ذلك وقعت عيونهم على أحد المحال المكتظة بالبضائع والمشترين في سوق مريدي ... ذهبوا إليه ووجدوا طفلا صغيرا بداخله ... هو الذي كان واقفاً في المحل ووالده تركه وذهب للصلاة في إحدى الحسينيات وخلال دقائق محددة قرروا سرقته ..دخلوا على الطفل ... أحدهم شغله بالكلام والآخران يقومان بالسرقة .. اتجها إلى أحد الأدراج التي توجد فيها النقود وقاما بتعبئة جيوبهما ثم خرجا وأعطوا الإشارة لثالثهما أنهم انتهوا من تنفيذ جريمتهم ... هرولوا مسرعين ... في لحظات اختفوا وسط زحام الناس ... لكن عيونهم حائرة الخوف والشك يملؤها !... إلى أن ذهبوا إلى خلف السدة .. بدأوا في تقسيم ما اغتنموه من المحل ... بعد ذلك استسهلوا هذه المهنة الجديدة ... لكنهم فكروا في مجال جديد للسرقة وبعد مرور أيام على سرقتهم هذه ... قاموا بتنفيذ سرقة أخرى ... لكن بأسلوب جديد يختلف عن السابقة ... حيث وجدوا سرقة أغطية المجاري ... أسهل وأربح مادياً من سرقة المحال والدكاكين ... يقومون يوميا  عند الفجر بسرقة أغطية المجاري المصنوعة من الآهين ثم يبيعونها لتجار الحديد والصهر في منطقة الرشاد يأتي الصباح فيجد الأهالي وعمال النظافة في الشوارع عشرات الأغطية مسروقة من فتحات المجاري بالشوارع العامة والأزقة .. كثرت السرقات وتعددت الشكاوى من المواطنين لأجهزة أمانة بغداد ومكاتب البلدية والأقسام ... تم إخبار شرطة النجدة بذلك ... وضعت الشرطة عدة كمائن ودوريات لمراقبة الشوارع والأزقة ... وبعد يومين من المراقبة تم القبض عليهم في احد شوارع حي أور ليلا وهم يجمعون الأغطية في عربة يجرها حصان ... وتم اصطحابهم إلى مركز الشرطة بعدها أمر القاضي بترحيلهم الى شرطة أحداث الرصافة لكونهم صغار السن ... داخل شرطة الأحداث ... تقابلت معهم ... وجدت دموع الندم تذرف من عيونهم ... وعندما سألتهم لماذا فعلتم ذلك ؟ أجابوا قائلين : نحن ضحية الظروف الصعبة التي كانت تمر بنا ... إن الذنب ليس ذنبنا ... بل ذنب أمهاتنا وآبائنا الذين تركونا في الشوارع نواجه هذه الحياة القاسية والصعبة المليئة بالشواذ والحرامية الذين تعلمنا منهم هذه السرقات !.. نحن نادمون وفعلا كنا نسرق من أجل سد الرمق والذي فعلناه من سرقة هو دون إرادتنا ... ولم نجد سوى هذا الطريق أمامنا ... ونحن نتساءل بدورنا ما ذنب هؤلاء ... وأين دور رعاية الأحداث في وزارة العمل من ذلك؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram