 بغداد/ المدى عبرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية عن قلقها لتأخير صدور تقرير اللجنة التي يترأسها جون تشيلكوت لمعرفة دور بريطانيا في حرب إسقاط صدام، العراق والدروس المستفادة منها، مشككة بضلوع الحكومة في هذا التأخير لمنع ضم عدد من الوثائق السريّة إلى الاستنتاجات التي خلص إليها التقرير.
وفيما تعتبر الصحيفة أنه في حال كان هذا الأمر صحيحا، فلن يكون مفاجئا البتة، تكشف، لتعزيز هذه الفرضية، أن أمين مجلس الوزراء غوس أودنيل رفض إدراج الملاحظات الخاصة، بين رئيس الوزراء آنذاك توني بلير ورئيس الولايات المتحدة جورج بوش، بحجة أن نشرها يمنع تبادل المكالمات الصريحة في المستقبل بين مسؤولي البلدين.وتتحدث الصحيفة عن مدى انزعاج تشيلكوت وفريقه من الأمر، في وقت تؤكد أنهم متفائلون بالنتائج الملفتة التي توصلوا إليها أثناء العمل، وذلك بعد أن كانوا مثار سخرية عندما بدأوا عملهم، إذ افترض الجميع أنهم لن يقدموا إضافة إلى التحقيقات السابقة حول الحرب على العراق، والتي توصلت جميعها في النتيجة إلى انتقاد أسلوب حكم بلير، والطريقة التي يتخذ بها قراراته.وترى الصحيفة أن النتائج المهمة للتحقيق هي بفضل مصداقية السير جون الذي كان أقل ليونة ممن سبقه من المحققين، فمنذ البداية رفض الامتثال لأي توصيات وأصر على اصطحاب الكاميرا في كل جولاته كما على عقد جلسات استماع علنية. ثم عمد لاحقاً إلى التحقيق مع الشهود بدءا من أمناء مجلس الوزراء وصولا إلى القادة العسكريين، الذين انتقدوا بشدة الطريقة التي اتخذ بها بلير ومستشاروه المقربون القرارات المصيرية من دون العودة إلى كبار الوزراء أو المدعي العام اللورد غولدسميث. وتوصل التقرير إلى أن التأكيد بان صدام يمتلك أسلحة دمار شامل لم يكن ممكنا على أساس المعلومات الاستخباراتية كما زعم المسؤولون، كما أكد أن بلير أذعن في وقت مبكر جداً لرغبة بوش بإزالة صدام ونظامه بالقوة.وقد كشفت مذكرة قدمها سكرتير رئيس الوزراء إلى أن بلير وافق، في تشرين الأول/ من العام 2002، أن ينخرط في الحرب، في وقت كان يسوّق علناً إلى أنه لن يستخدم القوة العسكرية قبل التماس الإذن من الأمم المتحدة.وتخلص الصحيفة إلى أن سبب تأجيل إصدار التقرير قد يكون عادياً متعلقاً بأعمال الصياغة وغيرها، أما إن كان هناك أي ضغوط تتعلق بمحتواه، أو بحجب أي نتائج أو وثائق يتضمنها فعلى الحكومة التدخل للحد من هذه الممارسات السيئة، إذ لا بد أن نتذكر في النهاية أن المسألة تتعلق بالأمن القومي وضرورة المساءلة كي يصبح للدروس المستفادة من العراق معنى.