إياد الصالحي في الذكرى السنوية 47 لبرنامج الرياضة في أسبوع الذي عدّه وقدّمه الإعلامي الكبير مؤيد البدري أمده الله بالعمر المديد، التي صادفت العام الماضي، خصصنا في (المدى الرياضي) تغطية واسعة عن المناسبة احتفاءً بواحد من أميز البرامج التي تفاخر بها العراقيون منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن بالرغم من محاولة البعض تقليده في برامج لم تصمد في ذاكرة الناس لأكثر من فترة بث الحلقة!
وكان من بين الذين استطلعنا آراءهم مجموعة من الزملاء رفاق الكلمة النظيفة والنزيهة ليبدوا انطباعاتهم الصادقة عن دور البرنامج في تطوير الرياضة العراقية والمساهمة الفاعلة بشخص البدري أثناء قيامه بتحليل مباريات المنتخب الوطني وكذلك من خلال مهمته بالتعليق الرياضي في خلق مفاهيم نموذجية لهذه المهنة التي تستلزم من صاحبها مقومات خاصة تكمن في اللغة السليمة والصوت الجهوري والثقافة الشاملة والإلمام بجميع قوانين الألعاب، فضلاً عن أداء المهمة بمنتهى الحياد حتى وإن كان منتخبنا طرفاً في المباراة، إذ يعد المعلق الرياضي – وهذه اشارة لم ينتبه اليها سوى القلة – حكماً عادلاً شبيهاً لحكم الكرة الذي يكون طائعاً لقانونها ولا يسمح له اي تهاون او انحراف عن أصول التحكيم وإلا فان تهمة المجاملة ستطوله مهما بلغ قمم المجد والشهرة.بعض ممن أدلوا بآرائهم اتهموا البدري بعدم سعيه لتهيئة عدد مناسب من المعلقين الشباب يخلفونه ومن معه من الجيل السابق امثال المرحوم طارق حسن وغني الجبوري وعلي لفتة وشدراك يوسف والمرحوم رعد عبد المهدي، ثبت انه اتهام باطل حقاً لأننا لم نر سابقاً ولا حالياً معلقاً كامل الأوصاف يضاهي براعة هؤلاء مع أن السطوة الاكبر كانت للبدري لاعتبارات عدة أهمها جذبه الفطري والسحري لقلوب الجماهير التي تعلقت بسيماه، وبراعته في تلخيص قوة وضعف منتخبنا ومنافسيه من دون ان يثير الملل، وثنائه لمن يستحق بلا تملق او مبالغة بطريقة تنأى به عن التزلف على حساب الحقيقة.تعالوا وضعوا معي المعلقين الشباب حاليا في كفة التقييم مقابل كفة البدري ومن نسج سمعته بمغزل مفاهيمه الرائدة إزاء مهنة التعليق، ماذا سنجد ؟ فارق كبير وخروقات اكبر تدعونا الى التأمل والمراجعة في تسمية المعلقين المناسبين لهذه المهمة بدلا من توريط ثلة ممن وجدوا الطريق سالكة لمسك المايكرفون وتصديع رؤوس المشاهدين والمستمعين بالصراخ والانفعال طوال دقائق المباراة والثرثرة بمعلومات لا علاقة لها بمجريات التنافس ولا تليق بقناة فضائية لها مكانتها المتميزة في الإعلام المرئي!وما يزيد من سخط الجمهور على المعلق " المتهوّر" انزلاقه الى فكر المشجعين الناقمين على المدربين واللاعبين عبر توجيهه انتقادات موجعة ربما لا يدري أنها تعرضه الى المساءلة القانونية بعد خروجه عن حدود المهمة الموكلة إليه.ومعلق آخر يسرد معلومات قديمة لم تعد حالياً القياس الامثل لتقييم مستوى الكرة العراقية ونظيرتها الأردنية "مثلاً" التي كانت شباك منتخبها تتلقى الثلاثيات والرباعيات من الأهداف حتى عام 2000، فقد ضربت الاهوال والمصائب الكثيرة قاعدة اللعبة عندنا وغيّرت نفوس اللاعبين ودمرت إستراتيجيات إعدادهم، حتى بتنا على قناعة تامة ان هذا المعلق يستعرض ومضات أرشيفية لقتل الوقت تهرباً من متابعة تفاصيل المباراة او تخلصا من الإحراج في ايضاح حالة ما لا يفقه في إعطاء جواب شاف عنها، تاركاً المشاهد في حيرة إزاءها.صراحة، سمعنا اصواتاً مختلفة من المعلقين الشباب ممن تناوبوا على نقل مباريات المنتخب الوطني في تصفيات مونديال 2014 في قنوات محلية عدة وتوقفنا كثيراً عند تهجم احدهم على مدرب وطني معروف بوابل من الاوصاف وبحرقة مثل ( انظروا انه حائر.. مهزوم.. قلق.. يخشى الاسود.. انه يخشى الاسود ) في تعليق غريب لم نعتده من القناة وكأن المعلق ماضٍ بتنفيذ توجيه يسيء لهذا المدرب الذي يكفي انه المربي الاكثر اعتزازاً ومحبة لدى جيل يونس محمود ونشأت اكرم وهوار ملا محمد وعماد محمد وغيرهم مذ كانوا بلا لحى.. ولا شوارب، وكان يداري بحرص اندفاعهم الوطني في مواصلة التدريب تحت رصاص وقذائف الحرب، بكى لحزنهم في مواقع خاسرة، وانتشى مستئسداً يوم حلقوا في مواقع اخرى منتصرين أيما انتصار لاسيما في الاولمبياد العالمي بأثينا 2004 حيث حطموا في اول ظهور لهم جبروت البرتغال ولاعبها المدلل رونالدو بأربعة اهداف تاريخية، فهل شاهدتم اسداً يخشى الأسود ؟!
مصارحة حرة :اتهام البدري باطل!
نشر في: 19 نوفمبر, 2011: 06:57 م