TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: كمال الساعدي ومؤامرةجحا

العمود الثامن: كمال الساعدي ومؤامرةجحا

نشر في: 19 نوفمبر, 2011: 09:40 م

 علي حسينلِمَ لا يريد البعض أن يتوقف الجدل السياسي السقيم حول الأقاليم والمؤامرة التي لا يعرف سرّها إلا الراسخون في العلم، لماذا يصرّون على منع الناس من مناقشة القضايا الحقيقية المتعلقة بمستقبلهم واستقرارهم، الجواب واضح لان إزالة الغبار الكثيف الذي يغطي حياتنا السياسية سوف يكشف للناس ان معركتهم الحقيقية هي مع السذاجة السياسية التي يراد لها أن تسود حياتنا،
فقد بات مؤكدا أن البعض لن يتراجع عن المضي في مشروعه الرامي إلى تهميش الآخرين واعتبارهم جزءا مريضا وغير صالح في العملية السياسية ولذا يجب بتره كي تمضي المسيرة إلى الأمام دون ان تقف في طريقها أية معارضة سياسية مهما كان شكلها وحجمها ولونها، اليوم الكثير من مقربي رئيس الوزراء منهمكون بإيجاد تبريرات للمؤامرة التي قيل إن الأجهزة الأمنية استطاعت الكشف عنها، وهي المؤامرة التي اخبرونا بأن قوى خارجية أرادت أن تستغل الانسحاب الأميركي لاشاعة الفوضى في البلاد. ولذلك فالحل هو التريّث في حسم ملف الوزارات الأمنية فمن سيضمن ولاء هؤلاء الوزراء إذا كنا لا نضمن ولاء كبار الساسة، سيعتقد البعض إنني اخلط الاوراق ولكن صدقوني هذا ما قرأته في تصريح احد المقربين من السيد رئيس الوزراء فقد قال النائب كمال الساعدي في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "لدينا معلومات مؤكدة بوجود مؤامرة تهدف إلى قلب النظام السياسي في البلاد"، لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية هي المعنية بالتفصيلات، أما الشركاء السياسيون فيتم إطلاعهم على الخطوط العامة للمؤامرة وليس على تفصيلاتها حفاظا على سرية المعلومات".وأضاف الساعدي أن "هناك من هم في العملية السياسية ويسربون معلومات، وأن بعض الشخصيات المشتركة في العملية السياسية تشكل خرقا امنيا"، متسائلا "كيف يتم ائتمانهم على أسرار خطيرة كهذه؟".وبما أننا لا نعرف طبيعة المعلومات التي يتحدث عنها السيد الساعدي، فيحق لنا أن نسأل جميع المقربين الذين لم يفارقوا حتى هذه اللحظة شاشات الفضائيات وهم يتحدثون عن المؤامرة؛ لماذا لا تكشفوا ما لديكم من معلومات إلى القضاء وتفضحوا كل المتورطين بهذا المخطط الشيطاني الذي يراد به اخراج العراقيين من جنة الحكومة وإيقاف عجلة المنجزات والمشاريع الكبيرة التي تنتشر في كل مدن وقرى العراق؟  السيد الساعدي عندما يتحدث المسؤول عن مؤامرة فالمفروض أن هناك قيادة لهؤلاء المتآمرين وتمويلا لجهات معينة ينبغي أن تعرف الناس اسماءهم واحدا واحدا، وان ينالوا جزاءهم بالقانون لا بالفضائيات. لا يخفى على أحد أن البعض من السياسيين يحاولون بشتى الطرق أن يلتفوا على مطالب الناس المشروعة باستتباب الأمن والعدالة الاجتماعية وبناء أسس الدولة المدنية، وسلاحهم في ذلك هي الخطب والبيانات التي يرددونها عن المؤامرة التي تتربص بالعراقيين، يحاولون تخويف الناس وتصوير الأمور بان كل من يعترض على ما يجري في البلاد هو مخرب ويسعى للعبث بأمن الوطن، المضحك في الأمر أن الكثير من الساسة لا يريدون أن يصدقوا أن هناك تغييرا حدث في العراق وان زمن الانقلابات ولى الى غير رجعة.الحديث العائم عن مخطط لقلب نظام الحكم دون أن نقدم أدلة موثقة يحول الامر الى نكتة ستتداولها الاجيال من بعدنا، مثل نكات المرحوم جحا الذي لا يعرف احد اصله او فصله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram