TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : بخاخ قد ينهي معاناتنا

سلاما ياعراق : بخاخ قد ينهي معاناتنا

نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 07:05 م

 هاشم العقابيصرت مقتنعاً بأن ما يمرّ به العراق من مصائب سببه داء أصاب الناس والحكومة. وبقيت في أمل أن تأتينا الأيام بدواء يشفينا ويشفي ساستنا تيمّنا بالآية الكريمة التي تقول: "وجعلنا لكل داء دواء". لكن عندما طالت الأيام وصارت أشهرا ثم سنينا ولم يأت الدواء، خاب أملي إلى حد اليأس.
من بين اخطر الأمراض التي ابتلينا بها، ودفعنا ثمنها قاسيا، مرض فقدان الثقة بين الكتل السياسية لحد كره بعضها البعض. والغريب إنها جميعا تشترك في حكمنا وإدارة بلدنا. ولا ادري كيف ينجح فاقد الثقة بشريكه في حكم بلد. وفقدان الثقة قد يكون طبيعيا بين أناس تدعي "الشراكة" بالحكومة لو كان موقفا مؤقتا أو عابرا. لكن فقدانها على طول الخط يجعلها ظاهرة. والظاهرة إذا استمرت سنينا تصبح عقدة مزمنة. وهنا ما يعقد مسألة إيجاد دواء لها لأنها تصبح اقرب "للحماقة" منها للخلاف أو الاختلاف. وكما تعلمون أن: "لكل داء دواء يستطبّ بــه إلا الحماقة أعيت من يداويها".ولو ابتعدت قليلا عن العموميات. واسمح لنفسي بوضع يدي على الجرح، كما يقولون، فأني أرى ان واحدا من أهم أسباب الخراب السياسي بالعراق هو انعدام الثقة بين المالكي وعلاوي. ولأن الثقة بينهما مفقودة، فان ثقتي، واعتقد أن هناك كثيرين مثلي، بكسر الجمود الذي شلّ الحراك السياسي بالعراق كادت أن تنعدم. وأقول "كادت" لأني قرأت قبل أيام خبرا عن اكتشاف هرمون لحل معضلة فقدان الثقة، وإلا فاني كنت قبلها يائسا تماما. الهرمون يدعى "اوكسيتوسين" الذي يؤدي إفرازه في الجسم إلى زيادة مشاعر المحبة والحميمية عند الناس. وأهم وأجمل ما في الخبر هو ان التجارب العلمية التي أجريت على هذا الهورمون أثبتت بأنه يزيد من مشاعر الثقة بين من تم حقنهم به وصار يطمئن بعضهم إلى بعض حتى وان كانوا أعداء. أما أطرف ما قرأته عن "الاوكسيتوسين"  فهو ما صرح به پول زاك مدير مركز نورو ايكونومي في جامعة كليرمونت الأمريكية بأنه بالإمكان عرقلة الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم، وذلك بواسطة بخ المتظاهرين به. ويضيف زاك: "أنه في حال استعمال هذا الهرمون في المظاهرات فإنه سيُولّد حالة من الثقة والأمان بين المتظاهرين ورجال الأمن".وتبشرنا الإخبار بأن هذا الهرمون أصبح متوفرا على شكل أنبوبة صغيرة مزودة ببخاخ يحقن عن طريق الأنف. هذا يعني إن الأمر لا يتطلب من السيدين المالكي وعلاوي غير أن يهديهما الله، ليلتقيا بعد أن يبخ كل منهما بخة اوكسيتوسين في فتحتي انفه فيستريحان ويريحان العراق والعراقيين من بعدهما.أما إذا زادنا الله من كرمه، وجعل أعضاء برلماننا يعمدون إلى رش قاعة البرلمان قبل كل اجتماع  بهذا الهرمون، فتلك نعمة سنحمد الله، الذي لا يحمد على مكروه سواه، عليها كل يوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram