وقف باص المصلحة بالقرب مني، لم أشعر الا وأنا راكب فيه، فتذكرت تلك الايام الموغلة في الألفة والمحبة، حينما كان الوقت يسرقنا ونحن نذرع شوارع بغداد ومناطقها بهذه الباصات، ونرقص طرباً لجلوس فتاة قربنا ونحاول اختلاق عذر للحديث معها. نعم ان هذه الباصات عادت للخدمة من جديد ولكن بشيء من الخجل، ولم تكتمل دورتها بعد.
جلست في الطابق الأول وجاءني الجابي وقطع لي تذكرة مكتوباً فيها: عزيزي الراكب حتى لاتتعرض للمساءلة الر جاء الاحتفاظ بالتذكرة حتى نهاية الرحلة. وفي أعلى البطاقة مكتوب أيضاً الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود. لقد عادت الاوضاع بشكل وبآخر الى طبيعتها، ومن غير الممكن أن تبقى الكثير من أمورنا معلقة، لاحل لها، فالحياة كل متكامل وليست أجزاءً مبعثرة، وعودة هذه الباصات الى الشارع من جديد تلغي حالات الجشع لدى البعض من أصحاب الكيات والسيارات الأخرى، وكذلك تحافظ على جيوب ذوي الدخل المحدود، الذين يعتمدون في معيشتهم على أعمال بسيطة لاتشكل شيئاً مهماً قياساً بغلاء المعيشة. مرحباً بالباصات وبعودتها الميمونة هذه. rnمحمد توفيق
اشراقة..
نشر في: 29 سبتمبر, 2009: 11:39 م