علاء حسن أثناء انعقاد معرض للطيران الحربي في دولة الامارات أخبر مسؤولون عسكريون اميركيون الوفد العراقي رفض الولايات المتحدة تزويد العراق بطائرات (F22) خشية اطلاع ايران على تقنياتها المتطورة حسبما جاء ذلك في صحف خليجية ، لكن واشنطن ابدت استعدادها لبيع العراق طائرات من نوع (F16) دفاعية وليست هجومية، لتعزيز قدرات القوات الجوية فضلا عن رادارين سيكون احدهما في محافظة ذي قار والآخر في كركوك .
وعلى الرغم مما نشرته الصحف الخليجية، التزمت بغداد الصمت ولم تعلق على الموضوع إلا بحدود نفيها شراء طائرات من النوع الاول ، فيما اكد نواب عن ائتلاف دولة القانون من اعضاء لجنة الامن والدفاع قدرة العراق على حماية اجوائه ، ومع بدء العد التنازلي للانسحاب الاميركي تباينت تصورات القوى السياسية المشاركة في الحكومة حول المرحلة المقبلة ، فهناك من شكك بقدرة القوات العراقية على ادارة الملف الامني ، ومواجهة التحديات المحتملة ، وأبدى مخاوفه من اتساع النفوذ الايراني ، والتصور الآخر بدد تلك المخاوف ، واكد ان المرحلة المقبلة ستشهد استقرارا امنيا سيلمسه العراقيون ، وخصوصا في العاصمة بغداد بتخفيض عدد السيطرات ونقاط التفتيش وفتح الشوارع المغلقة ، وازالة الحواجز الكونكريتية التي وضعت في سنوات الاحتقان الطائفي كابتكار اميركي للحفاظ على السلم الاهلي ، ثم اعتمدته الحكومة كجزء من خططها الامنية في عرقلة العدو من الوصول الى اهدافه ، كما يقول المسؤولون الأمنيون .التصور الثالث لمرحلة ما بعد الانسحاب يرى في حسم الخلاف السياسي بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، أفضل الوسائل لتعزيز استقرار الاوضاع الامنية ، ولا يحتاج الى صرف مليارات الدولارات لشراء معدات واسلحة حديثة واجهزة الكشف عن المتفجرات ، واصحاب هذا التصور يعتقدون بأن المشكلة الامنية في العراق داخلية ، وبالامكان معالجتها بالحد من تدخل دول الجوار ، وحل الملفات العالقة والعقد المستعصية وفي مقدمتها اجراء التعديلات الدستورية ، وتشريع قانون الاحزاب وتعديل النظام الانتخابي ، وتوطيد وترسيخ الديمقراطية باطلاق الحريات والحد من بروز مظاهر الاستبداد وفرض إرادة الحزب الواحد على القوى والتنظيمات السياسية الاخرى . الانسحاب الاميركي من العراق وصف من قبل اعضاء في الكونغرس الاميركي ، بأنه انتصار لإيران ، واندحار للولايات المتحدة ، وان طهران ستكون سعيدة جدا ، حينما يترك الشيطان الاكبر قواعده في العراق ، ولا يهمها وجوده في بعض الدول الخليجية ، لانها اتخذت لهذا الامر حساباتها واستعداداتها ، وخلال الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة نوري المالكي الى واشنطن سيطرح على طاولة المفاوضات العديد من الملفات ، ومنها التدخل الايراني في الشأن العراقي ، وانعكاس الاحداث في سوريا على الاوضاع الامنية والسياسية .في ايام فرض الحظر الجوي على العراق تحولت المطارات العسكرية والمدنية الى اماكن لتربية الدواجن وتسمين العجول والاغنام ، وحتى لا تتكرر هذه المهزلة لا بـدّ من اعتماد الوضوح لبيان جاهزية وقدرة القوة الجوية العراقية ، وكذلك صلاحيات صفارات الانذار لضمان عملها اثناء شن غارات من دول الجوار .
نص ردن: طائرات الشيطان
نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 07:53 م