□ ترجمة المدىمن بين العديد من النزاعات التي تعكر السياسة العراقية، هناك نزاع من الصعب السيطرة عليه وهو الصراع بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل حول كركوك. كركوك هي مدينة ومحافظة تقف على خط غير رسمي يفصل عراق العرب عن عراق الكرد. فيها خليط من المجاميع العرقية والدينية عرب، كرد، تركمان،
وفئات صغيرة متنوعة من المسيحيين، وهي في الوقت نفسه منطقة غنية بالنفط والغاز، النزاع حول إدارتها يسوء يوما بعد يوم مما يصيب السياسة الوطنية بالشلل. كانت مجموعة الأزمات الدولية تتابع التطورات في كركوك وحولها منذ الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003. دستور 2005 قام بتفصيل عملية تقرير مصير كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها، إلا أن هذه العملية قد تجمدت بسبب مقاومة الحكومة الاتحادية الواضحة، لكن غير المعلنة، لتنفيذ الخطوات التي قد تقود إلى ضم كركوك إلى إقليم كردستان. تم السماح بإجراء تعداد واستفتاء في هذه الاقاليم بهدف تفويت الموعد النهائي المقرر لتطبيق المادة الدستورية الخاصة بكركوك وهو عام 2007. ومنذ ذلك الحين تراكمت التوترات على طول خط الفصل العربي – الكردي الذي تستقر عليه قوات الجيش الاتحادي والحرس الاقليمي الكردستاني، والذي يشار اليه احيانا بخط "الزناد". إن الصراع بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان لا يتعلق بإقليم واحد بل بأكثر من ذلك. إنهما لا يتفقان أيضا على كيفية تقسيم السلطة بينهما، وعلى إدارة الثروة الغازية والنفطية، وعلى توزيع الإيرادات القادمة من مبيعات النفط والغاز. لكن في كل قضية من هذه القضايا، تلعب مسألة كركوك دورا حيويا. بالإضافة إلى ذلك، فأن عدم القدرة على تقرير مصير كركوك قد أربك البرلمان العراقي وأعاق تشريع القوانين في البلاد مثل قانون انتخابات المحافظات عام 2009 والانتخابات التشريعية عام 2010. بعثة مساعدات العراق التابعة للأمم المتحدة رسمت وسيلة لتجاوز الصراع حول المناطق المتنازع عليها، إلا أن التقدم الحاصل في هذا المجال كان بطيئا، ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى ضعف الدولة العراقية. إن ما سيحدث في كركوك بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الحالي، سيلعب دورا رئيسيا في تقرير شكل الدولة العراقية سواء عن طريق السياسة والتشريع أو عن طريق استخدام العنف. ■ عن: مجموعةالأزمات الدولية
الصراع حول كركوك يحدّد شكل الدولة

نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 09:37 م









