بغداد/ المدى أكد خبراء من متحف اللوفر أمس أنه ليس هناك حاجة لإزالة آثار رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين من مدينة بابل لإعادتها إلى لائحة اليونسكو، مبينين أن عودة المدينة إلى لائحة التراث العالمي لا تحتاج إلى أعمال هدم أو ترميم كبيرة، فيما أشارت محافظة بابل إلى أنها مصرّة على إزالة الآثار.
وقال مدير قسم الآثار الشرقية في متحف اللوفر بياتريس اندريه سالفيني إن "ما ينبغي فعله لتدخل بابل إلى اليونسكو من جديد هو أعمال قليلة، كإعادة إنشاء أسوار المدينة وحمايتها"، مبيناً أنه "على الرغم من التأثير لما تم بناؤه في عهد صدام ببابل من تهديد للمدينة الأثرية إلا إنني اعتقد أن من الصعب إزالته ولهذا فيمكن بقاؤها". وأضاف سالفيني أن "بابل هي من أكبر الكنوز الإنسانية ويجب الحفاظ عليها ونأسف أن تكون بهذه الوضعية وما ينبغي عمله لإعادة المدينة إلى مكانتها العالمية هو بسيط من خلال عمل بعض التعديلات في المدينة والاهتمام بها"، مشيراً إلى أن "ما يجب الآن عمله هو عودة عملية التنقيب والبحث لأن ما تم اكتشافه طوال عقود هو يساوي ربع ما يوجد في بابل من كنوز عظيمه ويمكن البدء بعملية الاكتشاف في الجهة الغربية من المدينة". من جانبه أكد السفير الفرنسي في العراق دني، أن "عصر صدام قد انتهى وهذه الآثار يمكن المحافظة عليها كجزء من التاريخ العراقي فلم لا يتم المحافظة عليها".من جهته قال النائب الأول لمحافظ بابل علي عبد سهيل، إن "محافظة بابل مصرّة على إزالة آثار صدام ولدينا حالياً اجتماعات ولجان مشتركة مع منظمات الأمم المتحدة لإزالة هذه التغييرات التي حصلت على الآثار". وأضاف سهيل أن "رئيس الوزراء نوري المالكي خصّص مبالغ مالية لإنجاح هذا البرنامج"، مؤكداً أن "الحكومتين المحلية والمركزية مصرتان على أن تستعيد بابل مكانتها كمحمية دولية وتكون على الخارطة الأثرية العالمية".وكان مدير مشروع تطوير مدينة بابل الأثرية جف ألن وهو مبعوث من صندوق الآثار العالمي، اتهم في التاسع من تشرين الأول الماضي، رئيس النظام السابق صدام حسين وقوات التحالف الدولي التي غزت العراق، بإلحاق أضرار بمدينة بابل التاريخية، مبيناً أن إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي يقتضي الإشارة لانتهاك رئيس ذلك النظام لآثارها كجزء من تاريخ المدينة، بحسب ضوابط المنظمة. وقامت السلطات العراقية عام 1988 ببعض أعمال الصيانة لآثار بابل، إلا أن اليونسكو، وبعد معاينتها ذكرت أن الترميمات "لا تتطابق" والمعايير الدولية التي تتعامل بها في تهيئة الآثار، إذ استخدمت مواد مخالفة للمواد الأصلية التي استعملها البابليون، وبينها قطع حجر مكتوب عليها عبارة "من نبوخذ نصر إلى صدام حسين بابل تنهض من جديد"، وعلى ضوئها أوصت اليونسكو بعدم إدراج مدينة بابل الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي. ووقع محافظ بابل السابق سلمان ناصر الزركاني، مذكرة تفاهم مع اليونسكو للحفاظ على آثار المحافظة وإدراجها ضمن قائمتها للتراث العالمي، في أثناء حضوره اجتماعات الدورة الرابعة للمنظمة بباريس في 14 كانون الثاني 2010. ومن الفقرات التي يتضمنها اتفاق محافظة بابل مع اليونسكو أن تقوم الأخيرة بإرسال مجموعة من الخبراء إلى بابل لتقييم حالة الضرر وتحديد المواقع التالفة من أجل المعالجة الفورية، في حين ستنفذ أعمال الصيانة بالمواقع من قبل هيئة الآثار العراقية وبإشراف منظمة اليونسكو. وكانت القوات الأميركية اتخذت بعد العام 2003، من موقع بابل الأثري مقراً لها، فضلاً عن قيام مجلس المحافظة للدورة السابقة، بافتتاح مدينة للأعراس في موقع بابل الأثري برغم اعتراض الهيئة العامة للآثار. يذكر أن كلمة بابل تعني في اللغة الاكدية "باب الإله"، كما سميت بابل بأسماء عدة منها "بابلونيا"، وأرض بابل ما بين النهرين، وتعد الحضارة البابلية استمراراً للحضارات العراقية القديمة بعد أن ورثت حضارتي سومر، وكانت بابل القديمة عاصمة الدول الأمورية والبحرية والكيشية، أما بابل الثانية فكانت عاصمة الدولة الكلدانية.
خبراء من اللوفر: لا حاجة لإزالة آثار صدام من بابل

نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 09:59 م









