TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :طبقتان .. الملوك والمنكوبون !

كتابة على الحيطان :طبقتان .. الملوك والمنكوبون !

نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 10:01 م

 عامر القيسي مرت الذكرى السنوية للاحتفال بيوم الطفولة العالمي في العراق دون فعاليات تذكر على المستوى الرسمي أو الشعبي على الرغم من أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أوصت عام 1954 بأن تقيم جميع دول العالم يوما عالميا للطفل يحتفى به باعتباره يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال ومن اجل تعزيز رفاه لأطفال في العالم، انه يوم 20 تشرين الأول والذي اقره إعلان حقوق الأطفال عام 1959 واتفاقية حقوق الأطفال عام 1989،
والتي صادق العراق عليها بالقانون رقم (3) لسنه 1994، و ركزت أحكامها على حق الحياة والجنسية والتعليم والصحة للأطفال، فضلا عن إنهاء التمييز والتفضيل في المعاملة وإنهاء استغلالهم كما صادق العراق على البروتوكولين الملحقين بالاتفاقية لسنة 2000 بالقانون رقم 23 لسنة 2007، حيث كان الأول بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء، والثاني حول اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وقد انعكست مضامين هذه الاتفاقيات الدولية على القوانين الداخلية العراقية، خصوصا الدستور العراقي الدائم . لعام 2005 . الآن وبعد مرور أكثر من 24 سنة على إقرار هذا الاتفاقية من قبل الأمم المتحدة،ومرور أكثر من 18 سنة على أقرار العراق للاتفاقية، كيف هو الآن مشهد الطفولة العراقية. المشهد ببساطة هو ارتفاع نسبة الأمية بينهم حيث تؤكد التقارير العالمية ان نسبتهم في العراق بحدود 20 % ونسبة التسرب عالية جدا وصلت في احدى المحافظات الى 69% عام 2008، كم سينخفض هذا الرقم الى عام 2011 بافتراض ان مدارس الصفيح والطين قد اختفت نهائيا، وهذ ما لم يحصل حتى الآن!!بلغة الأرقام يقول تقرير لمنظمة تموز في عام 2008 قتل 376 طفلا وجرح 1594، اما في عام 2009 فبلغ عدد الأطفال القتلى 362 طفلا وجرح 1044 آخرين، وفي عام 2010 قتل 194 طفلا على الاقل وجرح 232 بسبب اعمال العنف والارهاب، وجولة سريعة في المناطق الصناعية في بغداد وبقية المحافظات نستطيع ان نكتشف فيها عن حجم عمالة الاطفال الملطخة وجوههم البريئة بالزيت والأتربة، وهي حالة ممنوعة حتى في القانون العراقي، اما اطفال المزابل والنفايات فتلك قصة حزينة اخرى تنتمي الى عصور الانسانية البدائية، والأكثر حزنا وإيلاما هي ظاهرة الاتجار بالاطفال وبأجسادهم، وهي ظاهرة تحدث عنها معتمد المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي مؤشرا إلى تفاقم ظاهرة الاتجار بالبشر واكثر ضحاياها هم الأطفال تحديدا. في زمن الاتحاد السوفيتي كان يقال إن الطبقة الوحيدة في المجتمع السوفيتي هي طبقة الملوك في إشارة إلى الأطفال لما كانت توفره الدولة لهم حتى أصبحوا طبقة في بلاد لا تؤمن بالتمايزات الطبقية .بالنيابة عن أطفال العراق أوجّه التحيات القلبية الى حكومتنا الرشيدة بكل توافقاتها ومحاصصاتها والى السادة النواب وهم ينعمون بعطلتهم التشريعية مطلعين على احوال الاطفال في بلاد الله السعيدة، شاكرا لهم اهتمامهم بأطفالنا الذين شكلوا طبقة جديدة في المجتمع اسمها طبقة المنكوبين!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram