عن : نيويورك تايمز إن قدرة إيران على خلق المشاكل داخل العراق هي أحد الأسباب التي تدعو إلى استمرار التواجد الأميركي في العراق. هذا التواجد يعتبر التزاما وتضحية بسيطة تقف على رأس ما حققته أميركا، ومن العجيب أن الإدارة الأميركية مرتاحة جدا لسحب قواتها من العراق وحتى أنها تدافع عن فشلها من خلال إلقاء اللوم على القيادة العراقية. الأسباب الأخرى تشمل الانقسام بين العرب والكرد، والذي استطاع الأميركان خلال تواجدهم منعه من الانفجار. ومن الأدلة على ذلك،
النزاع الذي اندلع بين الشرطة المحلية والجيش العراقي يوم الخميس عند بوابة القاعدة الأميركية في مدينة كركوك التي يهدد فيها الصراع حول الأرض والنفط استقرار ووحدة البلاد مع انسحاب القوات الأميركية من العراق. كما أن الصراع الإقليمي بين الحكومة المركزية في بغداد واقليم كردستان يعتبر إحدى الشرارات التي يمكن ان تفجر الوضع بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية نهاية العام الحالي. إن مغادرة الأميركان سيفسح مجالا أكثر للقاعدة وللبعثيين من اجل اعادة تنظيم أنفسهم. حيث يقول حسين الأسدي، احد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي، بان دولة العراق الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة وحزب البعث المحظور يشكلان اكبر التحديات الأمنية بعد انسحاب الأميركان، بينما يتضاءل دور المجاميع الأخرى الخارجة على القانون. وأضاف الأسدي ان المعلومات الاستخبارية قد بينت أن اغلب الهجمات الانتحارية التي وقعت في الأسابيع الأخيرة كان يخطط لها ويمولها ويدعمها لوجستيا حزب البعث العراقي المتمركز حاليا في سوريا، إلا أن تنفيذها يتم على أيدي مقاتلي القاعدة. بعد الاجتياح الأميركي للعراق، أصبحت سوريا قاعدة للمسلحين الذين يتسللون عبر الثغرات الحدودية من اجل مهاجمة القوات الاميركية. يقول الاسدي "حزب البعث يستخدم القاعدة ودولة العراق الإسلامية، وان الدعم اللوجستي والمادي والاستخباراتي هي جزء من مهمة هذا الحزب". علينا ان نتذكر بان اندحار معظم الأعداء لا يعني اندحارهم بالكامل. فمثلا، دحرت حركة طاليبان معظم قوات حلف شمال الاطلسي، لكن بعد إحداث أيلول تمكنت هذه القوات من تعزيز موقفها وإزاحة طاليبان عن السلطة. ربما مازالت الحكومة العراقية قوية بما يكفي لدحر هؤلاء الأعداء، لكن من المؤكد أن هناك الكثير عليها أن تتعامل معه. تعتقد إدارة أوباما أن سقوط الحكومة العراقية سيستغرق في اسوأ الأحوال وقتا طويلا، لكن لن يكون هناك شك حول من الذي نثر بذور النصر التي ستنمو حتى بعد نهاية الدورة الثانية لولاية أوباما. ترجمة المدى
أميركا تدافع عن فشلها بإلقاء اللوم على العراقيين
نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 10:02 م