اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الكفاح الشارع الذي سكنه المجاهد عبد القادر الجزائري

الكفاح الشارع الذي سكنه المجاهد عبد القادر الجزائري

نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 08:15 م

 بغداد: يوسف المحمداوي  تصوير: ادهم يوسف يذكر السفير الفرنسي في العراق بييردي فوصيل في كتابه (الحياة في العراق منذ قرن) والذي ترجمه الدكتور أكرم فاضل، أن من بين الحوادث المهمة في أيام حكم لويس فيليب ذلك الحادث الذي يبدو انه سبب دويّا هائلا وعظيما في هذا القطر الإسلامي،
واعني به استسلام عبد القادر الجزائري الذي كانت تربطه روابط دينية بالعراق عن طريق أسرته، كما كانت له شهرة واسعة في هذه البلاد استنادا إلى ما ينقله إلى علمنا البارون دي فيمار ضمن رسالة كتبها في شباط عام 1848، ويبيّن السفير الفرنسي أن دي فيمار كتب له قائلا "كان للخبر وقع هائل في بغداد حيث كان يسود الاعتقاد بين سكانها بدوام المقاومة التي يشبهها عرب وأتراك هذا القطر دائما خلال أحاديثهم معي بالحرب الفعالة التي يخوضها (شامل) ضد القوات الروسية في القفقاس، وكان للاهتمام المتعلق بهؤلاء الأشخاص والذي هو نابع قبل كل شيء من المشاعر الدينية للمسلمين وهناك بواعث أخرى في الوقت نفسه، فأن عبد القادر من جانبه لم يكن قد ترك في العراق أقرباء ولكن على الأقل قد خلف بعض الذكريات في بغداد. سكنها المجاهد عبد القادر الجزائري وان العجائز اللاتي يقمن في محلة جامع ومرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ذائع الصيت يدّعين بأنهن يتذكرن عبد القادر الشاب الذي جاء في عام 1828 زائرا بغداد، وكان له في هذا الظهور رسم مستقبله، وان تعصّب سكان المحلة التي يوجد في حماها قبر الشيخ ودار القنصلية الفرنسية معا لا يستطيع أن يسلم بأن التنبؤات التي نبئ بها عبد القادر في عتبات بغداد المقدسة وهي استمراره في الجهاد والنصر قد كذبها الواقع على هذا المنوال بعد استسلامه. انتهى الكلام الوارد في الكتاب الفرنسي صفحة (131)، وهذا يعني أن شارع الكفاح فضلا عن احتضانه مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني الذي تحدثنا عنه في الحلقة السابقة، فهو احتضن الشيخ عبد القادر الجزائري أثناء زيارته بغداد، وكانت فيه أيضا القنصلية الفرنسية. تركنا عكد الأكراد وتوجهنا صوب محلة الصدرية هذه المدينة العريقة بقدمها وبأصالة ساكنيها الذين لم يغادروها على الرغم من فقدانها أبسط الخدمات الإنسانية، والمصيبة إن نوافذ بناية أمانة بغداد تطلّ عليها وعلى لصيقتها محلة الدهانة!. أسباب التسميةتتكون الصدرية من محلتين هما سراج الدين والصدرية وهما متعانقتان تماما، وسراج الدين سميت نسبة إلى مرقد وجامع الشيخ سراج الدين. وهو شيخ اشتهر بالورع وكذلك بالتفسير ويعد من المفسرين الصوفيين وهو مولود عام 1391 م وتوفي في بغداد عام 1480م وكتب على قبره لوحة تقول الشيخ سراج الدين محمد عبد الله بن المبارك بن محمد بن حزام الواسطي الرفاعي المخزومي البغدادي المفسر الصوفي المحدث، الذي ولد بواسط في العراق ورحل الى الشام ومصر وعاد الى بغداد وتوفي فيها، وقد جدد القبر والجامع من قبل الحاج محمود جبوري سلمان وزوجته الحاجة سمية عباس عبد الرحمن عام 2001 م. أما بالنسبة للصدرية فتسميتها تعود نسبة إلى الشيخ صدر الدين إبراهيم الحموئي الشافعي الزاهد والذي كان مدرسا في المدرسة التبشيرية سنة 577 هـ وتوفي في بغداد 722 هـ، وقبره وجامعه كان هناك في المحلة التي سميت باسمه وكان واسعا ويقع قرب ساحة كانت سوقا لبيع الحبوب، لكن الذي حصل بعد التغيير تجاوز بعض المواطنين على مساحة جامع وقبر الشيخ صدر الدين، وأصبح جزءا منها محالا جديدة بل بعضها أصبح مكبا للقاذورات، ثم قامت أمانة بغداد بإزالة القاذورات حيث رفعتها بواسطة (65) شاحنة كما يقول احد المواطنين، لكن الأمانة وبدلا من الاهتمام بهذا القبر والجامع الذي يخص احد الشيوخ العارفين قامت باستئجاره لأحد المواطنين الذي جعل من المكان خانا لبيع الأغنام، حين حاولنا تصوير الجامع لم نجد غير الباب وهو الجزء المتبقي منه، ولا ندري لماذا هذا الإهمال لمن تسمى الصدرية باسمه. التسمية تعود إلى مستشفىالقصاب عبد الرزاق إسماعيل والذي ينادونه بـ(ابو احمد) قال إن اسم الصدرية ليس نسبة إلى قبر وجامع الشيخ صدر الدين وإنما نسبة إلى مستشفى للأمراض الصدرية كان في المنطقة، ولكنه تحول إلى بيوت واندثر، كما يقول أبو احمد، ونعتقد أن الرواية الأولى هي الأصلح لأن الشيخ صدر الدين أقدم من المستشفى الذي يعود تأريخه إلى أربعينيات القرن الماضي. أسواق داخل سوقوأنت تدخل سوق الصدرية تجد المحال تتسابق بتقديم بضاعتها خاصة وان السوق لا يقل شهرة وبضاعة عن سوق الشورجة، فهو سوق اللحوم بأنواعها والأسماك كذلك والألبان، والطرشي، وكذلك هو سوق الحبوب، والأقمشة وكل شيء فيها يشهي النفس ويذهل العين، وان خلا شارع الكفاح من النساء، فان السوق ازدحم بهن وتباهى بالحسن والخلق الذي يحملانه. وحين حاول الزميل ادهم تصوير إحدى النساء الجميلات وهي تتبضع من البزاز محمد علي رفضت بأدب ترافقه ابتسامة حياء، كما تمنيت لحظتها أن أعود إلى أيام الصبا، واستعرض مشاكساتي الشبابية هناك أمام هذا السيل الجارف من الفتنة الإلهية لم أجد غير بداية البنفسج البعيد لشاعرنا ثامر سعيد أتأوّه بها حسراتٍ على صباي حين يقول: الحزن يبدأ زفرةويفيض مثل غمامة بين الجفون والحب يبدأ:حيث تشتبك العيون مع العيون والروح تبدأ من بنفسجه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram