بغداد/ إياس حسام الساموكاستبعد وزير الخارجية هوشيار زيباري أمس تدخلا عسكريا من أي نوع في سوريا حاليا لكنه أعرب عن تخوفه من انزلاق سوريا نحو الحرب الاهلية وطالب بسرعة تنفيذ المبادرة العربية للأزمة السورية.
وقال هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي عقده صباح امس في الدوحة ان "التدخل العسكري (في سوريا) غير مطروح حاليا ولم يسمع أحد الجامعة العربية وهي تطالب مجلس الامن أو الخارج بالتدخل".واضاف ان "الرأي السائد لدى الجميع هو عدم التدخل العسكري، ثم ان كل جهة مشغولة بهمومها".وفي المقابل، عبر زيباري عن توجسه من حدوث حرب اهلية في سوريا.وقال "الخوف من ان النزاع اذا اصبح مسلحا وطائفيا، تحدث الحرب الاهلية، وكلنا نرفض ذلك لما له من تبعات على المنطقة".ويشترك العراق مع سوريا بحدود تمتد بطول 605 كليومترات، حيث تقع محافظات عراقية ذات غالبية سنية كان ينظر اليها خلال الاعوام الماضية على انها معاقل للتمرد ضد قوات الولايات المتحدة والحكومة العراقية.وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار الماضي اسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لآخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة في 8 تشرين الثاني.وتتهم السلطات السورية من جانبها "عصابات ارهابية مسلحة" بارتكاب اعمال عنف في البلاد.وقررت الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر تعليق عضوية سوريا فيها لحين قبول الاسد تطبيق المبادرة العربية لانهاء العنف ضد المتظاهرين، كما دعت الى سحب السفراء العرب من دمشق.وامتنع العراق عن التصويت فيما صوت اليمن ولبنان وسوريا ضد القرار.واعتبر وزير الخارجية موقف بلاده هذا "متميزا بسبب ان لدينا مصالح وعلاقات متداخلة ولذلك كان موقفنا مستقلا"، بحسب تعبيره.ومن ناحية اخرى دعا زيباري الى "معالجة سريعة (للازمة السورية) في اطار المبادرة العربية".وقال "نحن في صراع مع الزمن ، كيف نستطيع تنفيذ المبادرة العربية ميدانيا و عمليا ... هذا هو السؤال".وأشار الوزير الى ان نظيره السوري وليد المعلم "ابدى بعض المرونة في مؤتمره الصحافي الذي عقده امس الاول، بقوله انه "يجب ان يكون لأي لجنة الحرية في التنقل".وعلى صعيد آخر نفى زيباري "نفيا قاطعا دخول اي مجموعات عراقية مسلحة الى داخل سوريا" مثلما تردد في بعض المواقع الاخبارية عن التحاق جيش المهدي بالقوات السورية للمساعدة على قمع المظاهرات.واضاف "انفي ايضا ما تردد من ان العراق قدم اموالا لسوريا".وفي المقابل قال زيباري "هذا لا يعني عدم تأييد حرية الشعب السوري وحقوقه فنحن لا نؤيد سفك الدماء ونريد ان تسود الحكمة في المعالجة".وفي بغداد كان الوضع اكثر حدة فلم تزل الخلافات على الموقف الرسمي تجاه ما يحصل في سوريا مستمرة اذ اعتبر قيادي في ائتلاف العراقية ان النظام السوري بات في خبر كان، مطالبا الحكومة بمساندة ما اعتبره الشعب الرافض لنظام الاسد، فيما نفت مستشارة في المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي تفرد الاخير او حزبه بقرار امتناع العراق عن التصويت لتعليق عضوية دمشق. حيدر الملا الذي كان يتحدث لمجموعة من الصحفيين في مجلس النواب بينهم مراسل (المدى) قال ان الدعوة لالغاء الجامعة العربية او هيكليتها بحاجة الى هيكلية كاملة والمزيد من المشاورات من بينها الابقاء على العراق ضمن المنظومة العربية".ووصف الملا هذه الدعوات بالخطرة لان عدم ايجاد رؤية موضوعية بهذا الصدد من الممكن ان تهدد المنطقة بأسرها من بينها الواقع العراقي".وعن الأوضاع السورية قال الملا "ما يحدث في دمشق يؤثر على الأوضاع في المنطقة بأسرها ولا تقتصر سلبياته على الوضع السوري"، مشددا على ان النظام السوري انتهى، مضيفا "على الحكومة العراقية التحالف مع الشعب السوري لا النظام كما يحصل في الوقت الحالي"، وتابع "ان الانظمة المستبدة لن تستمر طويلا وان التحالف مرتبط بوجودها على دفة الحكم".وفيما يخص الوقف الحكومي من سوريا بين الملا "انه جزء من المحور الايراني باتجاه دمشق مرورا بالعراق كما اراد اصحاب هذا المشروع وان القضاء عليه وبالذات سقوط النظام السوري سينعكس وبدرجة كبيرة على ايران ومن ثم على العراق". الى ذلك ذكرت المستشارة في المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء، مريم الريس "ان المالكي لم يتفرد ولا حزبه بالموقف الرسمي من الازمة السورية فقد كانت هناك اجتماعات وفيرة بهذا الامر داخل اروقة لجنة العلاقات الخارجية، وان الموقف العراقي مساند لاستقرار المنطقة ومع اصلاحات الرئيس السوري بشار الاسد".وتابعت الريس في تصريح لـ(المدى) امس "ليس من مصلحة العراق وجود وضع متأزم في سوريا لان ذلك من شأنه ان يؤثر على العراق واستقراره".ودافعت الريس عن الموقف العراقي مما يحصل في دمشق وقالت "كل الدول التي رفعت يدها نحو تعليق عضوية سوريا لن تتأثر بما سيحصل هناك".وانتقدت المستشارة الحكومية
بغداد تستبعد تدخلاً عسكرياً في سوريا.. والخارجية تترقب

نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 08:51 م









