TOP

جريدة المدى > سياسية > الهوية الوطنية وسياسة المحاور امتحان للقرار الوطني

الهوية الوطنية وسياسة المحاور امتحان للقرار الوطني

نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 09:34 م

 بغداد / ماجد طوفان بحكم التنوع الاثني والعرقي والمذهبي الذي يمتاز به العراق كبلد متعدد الهويات الثانوية ، جاءت العملية السياسية بعد عام 2003 محملة بهذا الارث ، والذي كان يعتقد البعض انه لن يكون عامل طرد للمشهد السياسي ،
 وبعد مرور سنوات بدا واضحا ان الهويات الثانوية وبفعل ما عانته من خنق لحرياتها طيلة حكم البعث المنحل  اصبحت عاملا وعلامة فارقة وبذات الوقت صارت المهيمن على رسم شكل الدولة العراقية التي ما زالت تعاني فقدان ملامحها الرئيسة ، وهذا بدوره جعل البلاد تشهد سياسة محاور وفق توصيفات يمكن للمراقب ان يضعها في خانة العامل المعرقل ، ولعل المشهد العراقي اصبح يقترب من شكله بالمشهد اللبناني الذي هو الاخر يتصف بسياسة المحاور ، ومابين المشهدين يمكن القول ان العراق وقع في فخ المحاور المرتبطة بالخارج ،واصبح من البديهي الاشارة الى الارتباطات التي تتعاطى معها الكتل والاحزاب السياسية ، وبنفس الوقت اصبحت سياسة المحاور مادة للاتهام والتخوين ونزع الوطنية عن الاخر ، ومادة للتراشق والتسقيط ، ولعل الممارسات التي تعتمدها الاحزاب تؤشر وبوضوح ان البلاد سائرة وبقوة نحو هذا الاتجاه ، وكأنها ( الاحزاب ) تكتسب ضماناتها من خلال سياسة المحاور المرتبطة بدول الجوار تحديدا ،وبقدر ماكان الاميركان هم الضامن للعملية السياسية ،فأن دورها اصبح يميل للضعف خلال ادارة الرئيس اوباما الذي جعل العراق من اهتمامات ادارته الثانوية كما اعلن اكثر من مرة ، وهذا يدفع الكتل والاحزاب للبحث عن عمق يحميها ويؤمن لها البقاء في عمق دائرة الصراع ، ولعل ايران والسعودية هما اهم بلدين يشكلان ويسعيان الى تعميق هذه السياسة من خلال دعم ايران لحلفائها وكذلك دعم السعودية لحلفائها ، ويبدو واضحا ان سياسة المحاور تعتمد في جوهرها على بعدين رئيسيين اثنين وهما البعد المذهبي الذي يعد العامل الاخطر ، والثاني هو البعد القومي ، وهذا لايقل خطرا عن الاول .عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب رافع عبد الجبار اشار الى ان سياسة المحاور الموجودة الان هي امتداد لمرحلة المعارضة التي كان لها تواجد في اكثر من دولة مضيفا ان القرار العراقي له امتدادات خارجية ، واضاف النائب في اتصال مع المدى " ان عدم وجود خطاب عراقي موحد تجاه المجتمع الدولي ناشئ بسبب ازمة الثقة بين النخب السياسية وكذلك عدم التوجه لبناء دولة مؤسسات ادى بدوره الى فقدان الخطاب الوطني والاتجاه نحو سياسة محاور تعتمدها الكتل للحصول على اكثر مكاسب ممكنة " وعن الاحزاب التي لم تكن لها امتدادات في الخارج وانما نشات بعد التغيير التي هي الاخرى ذهبت بعيدا في الارتماء نحو الخرج قال عبد الجبار " هذا المكون يبحث عن ارث مفقود ، باعتبار انه  كانت ممسكا في السلطة في المرحلة السابقة لذلك هو يسعى ان يستعيد هذا الارث وهذا لايعني كل المكون ( في اشارة منه الى السنة ) وعن كيفية الخروج من هذا المازق الذي ربما يمتد الى زمن طويل ، وقد يصبح عرفا سياسيا اضاف عبد الجبار " اتوقع ان هناك توجها لدى القادة العراقيين للخروج من هذا المأزق ، واستدرك قائلا : العراق يعد الان من اكثر الدول المستقرة في المنطقة اذا ما قورن بسوريا ودول الجوار الاخرى اذ ان المنطقة مقبلة على تغييرات بنيوية واعتقد ان التغييرات ستطول السعودية بعد اليمن كما ان هناك بوادر للتغيير في ايران ومن ثم _ والكلام ما زال لعبد الجبار _ فان المنطقة مكهربة برمتها والعراق من حيث كونه نظاما سياسيا يعد الاكثر استقرارا " . وازاء هذه القراءة المتفائلة ، هل من الممكن ان يخرج العراق من سياسة المحاور التي انهكت بناء الدولة ، وخلقت مناخا ومزاجا سياسيا يتسم بالنزوع نحو خلق التوترات التي اصبحت من التراكم الكمي والنوعي الفريد الفاقع بدرجة عالية ! ورغم كل التحديات التي تواجه العملية السياسية الناشئة ، فان سياسة المحاور تعد اخطرها اذ انها بالنتجة ستفقد العراق قراره الوطني وتجعله عرضة للمساومات والضغوط الخاجية ، بالاضافة الى ان هويته هي الاخرى ستكون على محك امتحان عسير. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram