عن : نيويورك تايمزقبل أسابيع من انسحاب القوات الأميركية، قام الجنرال لويد أوستن قائد القوات الأميركية في العراق، بحثّ الحكومة العراقية على مواصلة قتال المتطرفين و بالأخص المليشيات المدعومة من ايران و التي تهدد – حسب قوله – بتشكيل دولة داخل الدولة العراقية .
و قارن الجنرال اوستن هذا التهديد بتهديد حزب الله، المجموعة السياسية في لبنان التي لها علاقات وثيقة مع ايران و سوريا،و التي تعتبرها الولايات المتحدة ضمن المجاميع الارهابية . في مؤتمر صحفي تحدث الجنرال اوستن عن البوسترات الجديدة المعادية للاميركان و التي تظهر وسط بغداد على بعد اميال قليلة من المنطقة الخضراء التي تؤوي الحكومة العراقية و مجمع السفارة الاميركية " يقول احد البوسترات التي تظهر صورة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر و هو يدوس على العلم الاميركي" كلا، كلا اميركا . كلا ، كلا للكذب " . كان الصدر احد المعارضين لمساعي إبقاء الجنود الاميركان في العراق بعد نهاية العام الحالي من اجل تدريب و مشورة القوات العراقية . تلك المساعي وصلت الى طريق مسدود في الشهر الماضي عندما رفضت الحكومة العراقية منح الحصانة القانونية للمدربين الاميركان، و على اثر ذلك اعلن الرئيس اوباما سحب كافة القوات من العراق .الكثير من المسؤولين الاميركان كانوا يأملون ان يوفر استمرار الوجود الاميركي رقابة على الوجود الايراني المتزايد و يمنع تفجر النزاعات العرقية المستمرة حول الارض و النفط في شمال العراق بين العرب و الاكراد و غيرهم من المجموعات الاخرى، و تحولها الى حرب اهلية . عبّر الجنرال اوستن عن امله في ان تجد بغداد و واشنطن سبيلا لابقاء مدربين عسكريين اميركان، خاصة ان القوات العراقية غير قادرة على الاشتراك في حرب نظامية . يقول الجنرال اوستن " العراق لديه الفرصة الان كي يصبح قدوة في المنطقة لو انه اختار الاستمرار بالاتجاه الصحيح. اعتقد ان على العراقيين الاستمرار بالضغط على شبكات العنف المتطرفة ". و اضاف الجنرال انه في الوقت الذي يشكل فيه المسلحون المرتبطون بالقاعدة و البعثيون تهديدا، خاصة في الشمال ، فان على الحكومة العراقية على الاقل ان تقلق من المليشيات المدربة و المدعومة ماديا من ايران مثل اليوم الموعود و عصائب اهل الحق و كتائب حزب الله التي تشرف عليها مباشرة قوات الحرس الثوري الايراني، اذ ان هذه المجموعات مازالت تحصل على الاسلحة من ايران من اجل محاربة منافسيهم في العراق بعد الانسحاب الاميركي ." هذه العناصر تحاول تشكيل منظمات مشابهة لحزب الله اللبناني في العراق: حكومة داخل الحكومة، و اذا بقيت بلا رقابة بعد انسحابنا، فانها ستنقلب على الحكومة العراقية ". كما عبّر الجنرال اوستن عن قلقه من التهديدات الاخيرة للمليشيات المدعومة من ايران في استهداف بعثة وزارة الخارجية الاميركية – المكونة من 16 ألف فرد معظمهم من المدنيين و المتعاقدين الأمنيين – و الذين من المقرر بقاؤهم في العراق بعد مغادرة القوات ." نتوقع ان تقوم القوات الامنية العراقية بما يلزم لحماية دبلوماسيينا ". في مقابلة جرت الاحد الماضي قال حسين الاسدي، احد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي، ان الحكومة تبحث عن وسائل للسماح بعودة ما يقارب 800 – 1000 مدرب عسكري اميركي الى العراق في العام القادم، و انها تدرس الآن قانونا لمواجهة قضية حصانة القوات الاميركية التي ستكون الموضوع الرئيسي في مناقشات المالكي مع اوباما خلال زيارة الاول الى واشنطن الشهر القادم .يقول الاسدي " نحن كجيش و شرطة و قوات امنية نفضل ان يكون المدربون من الاميركان لأن اسلحتنا اميركية الصنع ". و قد سبق ان صرح مسؤولون اميركان بان نسبة قليلة من الموظفين ستستمر بالعمل في العراق في مكتب التعاون الامني الذي يرفع تقاريره الى السفارة الاميركية في بغداد . يبين تعليق الاسدي رغبة الحكومة العراقية بتمديد الوجود الاميركي . قال الجنرال اوستن بانه لم يكن يعرف بذلك و في نفس الوقت صرح بان اي مفاوضات جديدة مع الجانب العراقي " لن تبدأ بشكل جدي الا بعد ان نحترم الاتفاقية الامنية" في اخلاء القوات الموجودة حاليا ، حيث يتواجد الان اقل من عشرين الف من العسكريين الاميركان في ثماني قواعد في العراق .ترجمة المدى
الولايات المتحدة تحذّر من انقلاب المسلّحين على الحكومة

نشر في: 22 نوفمبر, 2011: 10:12 م









